نيقوسيا- (أ ف ب): ستكون الأضواء مسلطة في عطلة نهاية الأسبوع الحالي على الصراع الداخلي بين سائقي ريد بول-رينو الألماني سيباستيان فيتل، بطل المواسم الثلاثة الأخيرة، وزميله الأسترالي مارك ويبر وذلك عندما تحتضن حلبة شنغهاي جائزة الصين الكبرى، المرحلة الثالثة من بطولة العالم لسباقات فورمولا1.
وكان ويبر يعتزم عدم الصعود إلى منصة التتويج بعد السباق لتسلم كأس المركز الثاني قبل أن يرضخ في النهاية لرغبة إداريي الفريق، وهو تواجه مع زميله الألماني في مرآب الفريق متهماً إياه بمخالفة أمر «مالتي 21»، العبارة التي يستخدمها ريد بول للطلب من سائقيه المحافظة على مركزهما.
وتابع فيتل «لا يوجد هناك أي شيء لأضيفه حول ما حصل (في السباق الماضي). اعتذرت للفريق بعد أن وضعت مصلحتي الشخصية فوق مصلحة الفريق، وهذا أمر لم أفعله بطريقة متعمدة. لكن لا يوجد فعلاً أي شيء آخر لأضيفه».
المشكلة لن تؤثر على أداء الفريق
وأكد هورنر أن المشكلة بين السائقين أصبحت من الماضي وبأن التوتر بينهما لن يؤثر على مشوار ريد بول في بطولة هذا الموسم، مضيفاً في تصريح لشبكة «سكاي سبورتس أف1»: «السائقان يعلمان وجهة نظر الفريق حيال ما حصل في ماليزيا. لقد ناقشنا هذا الأمر وقمنا بتسوية المسألة».
وتابع «يعلمان بأن الخصوم الحقيقيين هم من خارج الفريق وليس داخله. كل النجاح الذي حققناه جاء نتيجة عملنا كمجموعة، كوحدة، وهذا الأمر سيتواصل. نعم، ستكون هناك منافسة (بين الزميلين). لا أتوقع بأنهما سيمضيان عطلة الميلاد معاً أو أي شيء من هذا النوع».
وواصل «لكنهما شخصان محترفان وسيعملان من أجل مواصلة تقدمنا. المنافسة بينهما ستغذيهما (ستمنحهما الاندفاع)، وهذا الأمر يدفع كل منهما في نهاية المطاف إلى تقديم أفضل ما لديه. سيباستيان يستخرج أفضل ما في مارك، ومارك يستخرج أفضل ما في سيباستيان لأنهما يدفعان بعضهما إلى أقصى الحدود».
ألونسو يسعى للتعويض
وفي معسكر فيراري، يسعى الإسباني فرناندو ألونسو إلى تعويض ما فاته في سيبانغ عندما خرج عند الانطلاق وذلك بهدف الدخول في الصراع منذ البداية، خصوصاً أنه أصبح متخلفاً بفارق 22 نقطة عن فيتل بعد سباقين فقط.
ويجد ألونسو نفسه في بداية هذا الموسم في صراع داخلي مع زميله البرازيلي فيليبي ماسا الذي يتقدم عليه في الترتيب بفارق 4 نقاط بعد أن حل رابعاً في أستراليا وخامساً في ماليزيا.
وتبقى مسألة التجارب التأهيلية هاجس الفريق الإيطالي الذي لم ينطلق من المركز الأول سوى أربع مرات منذ 2010 مقابل 43 مرة لريد بول، ورغم أن استراتيجية المحافظة على الإطارات خلال السباق ترتدي أهمية قصوى لجميع الفرق، فإن «الحصان الجامح» يؤكد بأنه مضطر للتركيز على جبهتي السباق والتجارب التأهيلية.
وتحدث كبير مهندسي الفريق الإيطالي نيك فراي عن هذا الموضوع قائلاً: «أظهر سرعة معقولة في السباقات، وقدما أداء جيداً على جميع أنواع الإطارات التي استخدمناها حتى الآن، لكن الطريق مازالت طويلة أمامنا لكي نكون سريعين في التجارب التأهيلية ونحن نعمل بجهد كبير على هذه المسألة في الوقت الحالي».
رايكونن يرفض التعليق
وفي معسكر لوتوس-رينو الذي افتتح الموسم بفوز مفاجئ في أستراليا عبر الفنلندي العائد كيمي رايكونن، فرفض الأخير أن يتوقع ما سيحصل في سباق الأحد الماضي وإذا كان سيعوض النقاط التي أهدرها في سيبانغ حيث اكتفى بالمركز السابع بسبب معاناته في القيادة تحت الأمطار.
«من الصعب دائماً توقع ما سيحصل في السباق المقبل لأننا لم نقد هذه السيارة على هذه الحلبة، ويختلف أداء كل سيارة مع اختلاف الحلبة. لسوء الحظ لم نسجل أي نقاط هناك العام الماضي، وبالتالي لا يمكننا سوى أن نحقق نتيجة أفضل من 2012. حققت المركز الأول والثاني والثالث في شنغهاي خلال مشاركاتي السابقة وسيكون من الجميل أن أعزز هذا السجل».
أما بالنسبة للفريق الذي توج بلقب السباق الصيني الموسم الماضي، آي مرسيدس آي إم جي، فاستبعد مديره التنفيذي توتو وولف أن يتكرر سيناريو الموسم الماضي حين فاز سائقه الألماني نيكو روزبرغ في شنغهاي.
وبدأ الفريق الألماني موسم 2013 بشكل جيد إذ حل هاميلتون خامساً في أستراليا ثم ثالثاً في ماليزيا، فيما انسحب روزبرغ من السباق الافتتاحي وحل رابعاً في الثاني، ما دفع البعض إلى الحديث عن أن الفريق الألماني سيكون من المنافسين الجديين على اللقب وعلى رأسهم هاميلتون بالذات الذي اعتبر أن مرسيدس آي إم جي فرض نفسه ثاني أفضل فريق في بطولة هذا الموسم بعد ريد بول-رينو الذي احتكر اللقب العالمي عند السائقين والصانعين في المواسم الثلاثة الأخيرة.
واعتبر هاميلتون الذي قرر هذا الموسم خوض مغامرة جديدة مع مرسيدس آي إم جي بعد أن ترك فريق بداياته في عالم الفئة الأولى ماكلارين-مرسيدس، بأن السرعة التي أظهرتها سيارة مرسيدس «دبليو 04» في السباقين الأولين للموسم الجديد تؤكد بأن فريقه قادر على المنافسة بجدية على اللقب العالمي.
وأضاف هاميلتون «نحن ثاني أفضل فريق. أن تكون قريباً إلى هذه الدرجة (من ريد بول) - كنت أتنافس مع سيارتي ريد بول في بعض مراحل السباق - وأن تكون في هذا الموقع فهذا الأمر يمنحك شعوراً رائعاً».
وبدا هاميلتون وزميله روزبرغ قادرين على مقارعة ثنائي ريد بول-رينو فيتل وويبر قبل أن يطلب منهما فريقهما التخفيف من سرعتهما لأن الوقود قد لا يكفيهما حتى نهاية السباق، وقد اعتبر بطل العالم لعام 2008 بأن النتيجة النهائية للسباق الماليزي كانت ستختلف لو لم يلجأ فريقهما إلى استراتيجية توفير الوقود.
ورأى هاميلتون بان المستوى الذي أظهره فريقه الجديد حتى الآن يؤكد بأنه جاهز للفوز بالسباقات، مضيفاً في تصريح لموقع «أوتوسبورت» المتخصص «أعتقد بأنه (السباق الماليزي) يثبت بأنه لو واصلنا مشوارنا على الطريق ذاته فهناك إمكانية بأن نفوز بسباق في مرحلة ما من العام الحالي».
لكن المدير التنفيذي للفريق الألماني أكد أنه لا يمكن الحديث عن الانتصارات وعن تكرار فوز العام الماضي، مضيفاً «نبدأ هذا العام مجدداً من نقطة الصفر ويجب أن نعمل بجهد كبير من أن نجعل السيارة تتأقلم مع الحلبة ومكونات الإطارات التي بحوزتنا، ومع الأوضاع التي ستكون عليها الحلبة في عطلة نهاية الأسبوع. ثم سنرى أين سيكون موقعنا بالنسبة للمنافسين».