كتبت - ريم الجودر:
كشف الخبير الاقتصادي، أكبر جعفري أن أكثر من مليار شخص يعيش في الفقر المدقع وأن أكثر من 57% يستهلكون في اليوم الواحد 2.5 دولار، حيث إنه خلال الـ60 سنة الماضية، فشل الاقتصاد العالمي في الارتقاء بمستوى معيشة الغالبية العظمى من البشر.
وقــال جعفري -خلال كلمته التـــي قدمها في مؤتمر جامعة هارفارد والتي جاءت تحت عنوان «توسيع الآفاق»- إن الأسباب الرئيسة الكامنة وراء فشل الاقتصاد في الارتقاء بمعيشة الفرد يكمن في أكثر من سبب.
وأكد أن السبب الأول هو: الانتقائية في بنود اتفاقية التجارة العالمية الحرة لصالح القوى الاقتصادية العظمى، من خلال استغلال حرية نقل البضائع وحرية نقل رأس المال وتجميد حرية نقل العمالة كركيزة ثالثة أساسية في المعادلة.
وتتمثل المشكلة الثانية في: رسم الحدود وتقييد حركة البشر من خلال الجوازات والتأشيرات واحتكار الجغرافيا وخيرات الأرض لأمم وأفراد معينة، مبيناً أن رسم الحدود هذا هو أكبر خطيئة في حق البشرية. والمشكلة الثالثة تكمن في تحويل الاستبداد من أنظمة الحكم باسم الديمقراطية والحرية إلى المؤسسات.
وواصل: «أصبح لدينا الاستبـــداد المؤسسي كغطاء شرعي للحكومات لممارسة الاستغلال والاحتكار خارج نظام الحكم الديمقراطي. وكنتيجة، طغت وتضخمت الإدارة كثيراً على القيادة في المؤسسات».
وأضاف: «ومن هذا المنطلق تم تصديـــر استبـــداد الاقتصاديـــات العظمى من خلال المؤسسات متعددة الجنسيات إلى المؤسسات المحلية في الدول الأخرى، وتمـــت إعادة تدوير العبودية في شكل توظيف العمالة وإرشادات العمل المقيدة وتقنين الفساد». وأكد أن هاك سبباً آخر يتمثل في أن الإهدار مازال في مستويات عالية عالمياً، والتي تصل إلى 73% من المصادر. ومن هذه المنطلقات الأربعة، رأينا أن الوحشية الكامنة داخل نفسية الإنسان تجلت في أبشع صورها مع انهيار النظام العالمي المالي. وأوضح أن هناك 16.5% من سكان الولايات المتحدة والتي تصل لحوالي 56 مليون إنسان أمريكي يعيشون تحت خط الفقر بمعنى الكلمة. وهذا مثال لأقوى اقتصاد في العالم. فلا الاشتراكية أفادت البشرية ولا الرأسمالية.