كتب - عبدالرحمن صالح الدوسري:
تشكل الألعاب الشعبية أحد أهم عناصر التراث الشعبي في الخليج العربي، وجزأً مهماً من الذاكرة والوجدان الجمعي، باعتباره نتاج تكوين ثقافي وحضاري وانعكاساً لبيئة طبيعية ومناخات اجتماعية سادت في يوم من الأيام.
ويسهم اللعب في بناء شخصية الفرد وصقلها، وتربيتها من النواحي الوطنية والنفسية والجسدية، وتؤدي دورها في تأطير الموروث الشعبي المرتبط بالحركة والإيقاع والأناشيد والأغاني والرقصات.
والألعاب الشعبية عامل مساعد في انتقال العادات والتقاليد والمعارف بصورة طبيعية وتلقائية من جيل لآخر، وهي مكونة ثقافة شعبية غنية بالمعاني والعبر والمدلولات الإنسانية والاجتماعية.
خصوصية الألعاب الشعبية
على مدى سنوات عرف المجتمع البحريني أنواعاً من الألعاب الشعبية، تختلف من حيث الشكل والمضمون وطريقة الأداء، ويمارسها الكبار والصغار على حد سواء، وهي موجودة في أغلب البيوتات في الخليج، لكن تحتفظ كل دولة بخصوصية تسمية اللعبة تبعاً لاختلاف اللهجات السائدة، وقد تختلف التسمية من فريج لآخر حسب اختلاف مخارج الحروف. والمتتبع لنوعية الألعاب في دول الخليج يجد التشابه الواضح في معظمها مع باقي الدول العربية، نظراً لوحدة الظروف البيئية والتراث العربي رغم الاختلافات الشكلية وبعض الخصوصيات التي تميز منطقة عن أخرى، ولعل هذا مثال على وحدة الشعب العربي بتراثه وأصوله. والألعاب الشعبية بما تنطوي عليه من جوانب مضيئة في تراثنا الشعبي سيما في أدب الأطفال، تعتبر دليلاً على حضارة هذه المنطقة، لأنه رغم الظروف الصعبة التي مرت بها المنطقة خاصة ما قبل البترول ومحدودية الاتصال بالعالم الخارجي، نجد هناك ألعاباً متشابهة مع ألعاب يمارسها صبية وفتيات أوروبا وأمريكا إضافة إلى بلدان العالم الثالث وإن اختلفت التسميات، إلا أن التشابه واضح لجهة طبيعة بعض الألعاب ومضامينها.
الخشيشة أو «اللبيدة»
يسمونها في بعض البلاد العربية «الغماية» أو «الاستغماية» وفي البحرين نطلق عليها «الخشيشة»، وهي من الألعاب الشائعة في البحرين وبالأساس تعد من ألعاب البنات لكن الأولاد أيضاً عشقوا هذه اللعبة ومارسوها بالاشتراك مع البنات، لأن مساحتها قد تكون محدودة وكثيراً ما تكون حيشان البيوت الواسعة ملعباً لتؤدى فيه، بأن ينخش «يلبد» أو «يختبئ» أحد اللاعبين في مكان قريب من ساحة اللعب، ويردد اللاعبون خلال عملية البحث أصواتاً مثل «كر كرو كر كرو»، وبعد ان يستدلوا على مكانه «اللعبة يضربونه» بكرة صغيرة من الصوف مثل المستخدمة في مباريات التنس الأرضي و»السللينقوه».
وغالباً ما تعتمد اللعبة على ذكاء اللاعب المختفي وامتحان قدرته على التمويه والاختفاء، وذكاء اللاعب أو مجموعة اللاعبين الذين يكتشفون المختبئ بعد تكهنهم بمكانه وتخمين الزاوية المختبئ فيها.
«اللقفة» أو الزقطة
يطلق عليها في البحرين «اللقفة» ويسمونها في بعض الدول الخليجية والعربية « الزقطة»، وأصلها 5 حصيات مختارة ومنتقاة بعناية، لا تزيد حجم الواحدة عن حبة الفول، وتكون في الغالب ملساء والبعض يحتفظ بها ويتفننون في تلوينها، ويتكون اللاعبون من إثنين أو أربعة، حيث يرمي كل لاعب حصاة واحدة في الجو ثم يلتقط الأربع بسرعة قبل أن تسقط الخامسة، ثم يلتقط اللاعب كل حصاة على حده بعد أن يلقي بواحدة في الجو، ليلتقطها قبل أن تسقط ثم يحاول قلب يده بسرعة بشرط أن يتلقى بظهرها الحصيات، ليختار بعد ذلك اللاعب المنافس «عروسته» أي الحصاة التي يريدها، وتكون في الغالب بمكان صعب على ظهر كف اللاعب الذي يجب أن يؤدي حركات متوازنة بكفه، يسقط معها الحصيات باستثناء «العروسة» التي يجب مسكها بين إصبعين وهكذا.. وكلما أخفق اللاعب في خطوة انتقل اللعب للفريق المنافس، وحين يعود إليه اللعب مرة أخرى يبدأ من حيث أخطأ.
الحالوسة
يمكن أن نسميها «الحواليس» وبعضهم يسميها «أم السبع»، وهي لعبة تحتاج إلى ذكاء ومهارة وصبر ولعلها تميز عن كل الألعاب الشعبية بتوفر كل هذه الصفات لها، مع ملاحظة أنها لا تعتمد أبداً على قوة العضلات أو السرعة في الركض كما هو الحال بالنسبة لغيرها، وهي من الألعاب التي لم تعرف في المجتمع الحريني وإنما اشتهرت عند أهل الإمارات. تحتاج اللعبة للاعبين فقط مع مجموعة من الحصى أو من البعر إلى جانب 28 حفرة صغيرة تتوزع على شكل زوجين من الصفوف، كل زوج يتكون من صفين، وكل صف فيه سبع حفر، وكل حفرة فيها حصاة واحدة، أو بعرة جمل واحدة، وهي شبيهة بلعبة التيلة في البحرين مع الاختلاف في استخدام أدواتها وتنتشر في مجتمع بدو الإمارات.
الخاتم
هي لعبة معروفة في معظم الدول، وأصلها أن يخفي اللاعب في يديه خاتماً، ثم يطلب من لاعب آخر أن يكشف اليد التي يخفي فيها الخاتم فيردد الخصم الأغنية التالية «خنيصري بنيصري دلني عليها من يدي ذي لذي، والخوخ والرمان، كله فيك ياذي»، وتكون الكلمة الأخيرة «ياذي» بمثابة الإشارة إلى اليد التي تخفي الخاتم ، فيفتح اللاعب يده، فإن كان فيها الخاتم يخسر، وينتقل الخاتم للخصم، وهكذا ويمكن أن يردد اللاعب أغنية أخرى هي «عكرة بكرة قلي ربي عد للعشرة واحد إثنين ثلاثة أربعه خمسه ستة سبعة ثمانية تسعة عشرة «وتقوم كلمة عشرة هنا مقام كلمة «ياذي» في الأغنية الأولى، وهذه الأغنية نستخدمها في البحرين في لعبة الخشيشة أيضاً.
ومن الملاحظ أن الأغنية الثانية هي السائدة في معظم الدول العربية.
معيجيل يربه
تستخدم في هذه اللعبة «غترة» شماغ تلف وتربط بشكل يجعلها قريبة الشبه بالسوط، ويمكن استخدامها كأداة للضرب والجلد، ثم توضع تحت قدم اللاعب الذي يربط رجله بحبل «على طريقة لعبة المحينيو»، وعلى اللاعبين بذل محاولات لأخذ «الغترة» من تحت رجل اللاعب الحارس لها، والمربوط من رجله، وإذا تمكن أحد اللاعبين من لمس اللاعب الرئيس برجله، أمسك هذا «بالغترة» وحاول «صكهم» أي ضربهم، فإذا نجح في إصابة أحدهم، ربط المصاب مكانه وهكذا، يلاحظ أن هذه اللعبة لا تختلف كثيراً عن لعبة «المحينيو» ولكن الجديد فيها استخدام «الغترة» أو «المعيتشيل» كما يسميها اللاعبون في بعض دول المنطقة للضرب والجلد، ومن الملاحظ أن اللعبة تقوم على العنف، وقد يتأذى منها اللاعبون، وكثيراً ما تنتهي بعراك بين اللاعبين في النهاية.
«شنكعانة» الدورفة الخشبية
هي لون آخر من ألوان «الأرجوحة « العصرية، وأساسها لوح عريض من الخشب، يرتكز من وسطه على ارتفاع ثابت أو يوضع اللوح على برميل ويجلس اللاعبان، كل واحد منهما على طرف، ويأخذان بالتوازن في حركات ممتعة، ويتطلب الأمر أن يتفق اللاعبان في الوزن، وفي القدرة على التحمل أيضاً.
الطرة
وهي لعبة شبيهة بـ«التبة» ولكنها تستبدل كرة التمر بقطعة من الخشب طولها يقارب 15سم وتضرب هذه القطعة بمسطاع، أي بجذع من النخيل يشبه المضرب المعروف، ويطلب من أعضاء الفريق الإمساك بقطعة الخشب ضمن «الهول» وهي منطقة اللعب، أما إذا أخفق أعضاء الفريق في الإمساك بالقطعة الخشبية في اللعب ينتقل للفريق الآخر ويطلق عليها في البحرين لعبة «القلينة والماطوع»، وهي اللعبة المعروفة عالمياً بـ»البيسبول».
ومن الألعاب الشعبية الأخرى العديدة التي نجح الباحث الشعبي الإمارات عبيد الصندل من حصرها وهي كثيرة ومتنوعة..
«التمر الخشخاش» و«البسر»
وهي لعبة شعبية مثيرة وصاخبة يلعبها الفتيان والفتيات على حد سواء بين سن 8 إلى 16 سنة، واسم اللعبة مشتق من البيئة الزراعية حيث يكثر النخيل و«البسر»، وهو الذي تكون منه الرطب ثم يتحول إلى تمر «الخشخاش» وهو النوع غير الناضج ويكون خالياً من البذرة وخفيف الوزن، وعندما يجف يكون على شكل قشرة منفوخة، ونظراً لسهولة تحلل «الخشاش» وسقوطه عرفت اللعبة بهذا الاسم.. فاللاعب الذي لا يستطيع مجاراة اللاعبين والصمود حتى النهاية يكون مثل «الخشخاش» أما الذي يواصل فيكون قوي مثل «البسر».
تبدأ اللعبة بأن يتماسك اللاعبون بالأيدي بشكل جيد الكف بالكف والأصابع متشابكة، ثم يبدؤون بالدوران يميناً ويساراً بشكل متواصل بسرعة ويحاول كل لاعب جر اللاعب الآخر الماسك بيده محاولاً الإسراع وإيقاعه، وفي حال وقوع أي لاعب أو تركه ليد رفيقه يخرج من اللعبة، وهكذا حتى يتبقى لاعبان إثنان، وفي هذه الحالة يمكن للحكم اعتبارهما فائزين أو أن يقع أحد اللاعبين ويكون أحدهما هو الفائز.
ويردد اللاعبون أثناء اللعبة وبشكل متواصل «الخشخاش يطيح والبسر يتعلق».
الهوسة
لعبة شعبية جماعية تحتاج إلى قوة جسدية وذكاء وتعتبر من الألعاب الخشنة، ويمكن أن يلعبها الشباب من سن 16 فما فوق.. وهذه اللعبة تحتاج إلى أجسام قوية لأنها ذات طابع حماسي وتأخذ شكل الشد والحمل أثناء مجريات اللعبة.
ويتكون عادة فريق كل مجموعة من 6 لاعبين يفصل كل مجموعة عن الأخرى خط فاصل مرسوم على الأرض، ومساحة الملعب حوالي 10 أمتار طولاً و5 أمتار عرضاً تقسم بين الفريقين، وعلى خط الوسط يقف الحكم، وتحتاج اللعبة إلى أرض منبسطة خالية من العوائق وعادة ما تلعب على السيف، وبعد أن «تثبر الماية» حيث تكون الرملة مستويه وتساعد على الجري، وهي من ألعاب البيئة البحرية.
وتبدأ اللعبة بإيعاز من الحكم حيث يدخل أحد أفراد الفريق لملعب الخصم «الهول»، وهنا يحاول الفريق الآخر الإمساك بهذا اللاعب وهو يحاول جر أحد اللاعبين إلى ملعب فريقه ويساعده في ذلك لاعبو فريقه، فإذا تمكن من جر اللاعب إلى منطقة فريقه يعتبر هذا اللاعب خاسراً ويخرج خارج اللعبة، وإذا فشل هو وطرح أرضاً يعتبر خاسراً وتستمر اللعبة حتى لا يبقى أي لاعب من أحد الفريقين، والفرقة الفائزة هي التي يبقى أحد لاعبيها أو عدد منهم داخل «الهول» حتى النهاية، ويحق للفريقين إجراء المقايضة بين اللاعبين، بمعنى أن الفريق «أ» يفرج عن لاعب من الفريق «ب» مقابل أن يفرج الفريق «ب» عن لاعب من الفرقة «أ» لإكمال اللعبة.
وطيلة فترة هذه اللعبة يردد اللاعبون الأهازيج الحماسية ومنها هوسة «بم درادم .. هوسة بم درادم ..».
خبز رقاق
وهي لعبة جماعية تعتمد على اللياقة البدنية العالية، استوحت تسميتها من ألعاب شهر رمضان ويكون الخبز الرقاق أحد نجوم هذا الشهر الفضيل، وكانت تلعب بالأحياء وأمام المنازل أو داخل الأحواش وتحتاج إلى أرض واسعة ويطول وقت اللعبة تبعاً لعدد اللاعبين، حيث كانت تباع كل خبزتين ببيزة، والبيزة عملة هندية كانت تستعمل بدول الخليج خلال فترة الأربعينات، والبيزة جزء من الروبية الهندية وتشكل الروبية 100 بيزة وأربعمائة أودي والأودي في حجم الجنيه الذهب.
وتبدأ اللعبة بعد إجراء القرعة بين اللاعبين والذي يقع عليه الدور يرسم خط بداية القفز ثم يقف اللاعبون خلف خط البداية بشكل مستقيم الواحد تلو الآخر، وبعد ذلك يثني اللاعب الذي وقعت عليه القرعة جسمه كما في الركوع أثناء الصلاة وينزل من رأسه قليلاً، فيما يبدأ اللاعبون بالقفز من فوقه، ويحق لكل لاعب أن يضع يديه فوق ظهر لاعب «الهول» لإتمام عملية القفز، والذي يقفز من فوق ظهره يعود لخط البداية حسب دوره بين اللاعبين، ولها تسميات أخرى في البحرين وبعض دول المنطقة كالنطة أو الشقحة لأنها تلعب من فوق ظهور اللاعبين، وهكذا إلى أن يتعثر أحدهم ويسقط من فوق ظهر زميله في الفريق فيقف مكان اللاعب الذي بدأ اللعبة، ويحتسب الخطأ إذا لمس اللاعب برأس لاعب الهول أو أن يدفعه برجله، وتستمر اللعبة إلى أن يريد اللاعبون نهايتها، وطوال اللعب يردد اللاعبون أهزوجة «خبز رقاق إثنتين ببيزة.. خبز رقاق إثنتين ببيزة».
«هدو المسلسل»
وهي لعبة جماعية شيقة يطلق عليها نفس الاسم في البحرين وبقية دول الخليج العربي، يتخللها المرح والكر والفر، ويختار اللاعبون حكماً بينهم يجري القرعة بين اللاعبين حتى يحصل على اللاعب المسمى بالمسلسل، وجاءت هذه التسمية من السلسلة حيث يكون هناك سلسلة من المعدن مربوطة بحبل مثبت بالأرض ويضع لاعب المسلسل إحدى رجليه داخل خية السلسلة، ومن هنا جاءت التسمية.
وبعد أن يوعز الحكم ببدأ اللعبة يردد اللاعبون هدو المسلسل هدوه، في بطنه بيضة هدوه.. قطاعي هدوه.. وتكرر ثلاث مرات وفي المرة الثالثة يفك الحكم رجل اللاعب المسلسل وهنا تبدأ مطاردة اللاعبين ويحق له أن يضربهم بقبضة يده، أي «يدحهم دح».. ويمسك بأحدهم، وهنا يقف اللاعب الممسوك مكان لاعب المسلسل وهكذا.
ويقال إن اللعبة ابتكرت من قبل بعض الشباب ممن شاهدوا أمام أحد البيوت وساغاً لجمل بالأرض والجمل غير موجود، ومعلق بها قيد وسلسلة وهنا اختير أحد اللاعبين ووضعت رجله داخل وساغ الجمل، وعندما بدأت اللعبة فكت رجله من قبل أحدهم وبهذه الطريقة عرفت اللعبة باسم «هدو المسلسل»، ومن الخرافات المتداولة يقال إن هناك عبداً ضخماً وعملاقاً من الجن مسلسلاً بالحديد يحدث صوتاً أثناء سيره، وكانت هذه من الخرافات التي يتداولها الناس، على شاكلة خرافة أم حمار.
«قبة المسطاع»
وهي لعبة جماعية شعبية قديمة كانت تمارس منذ زمن بعيد بساحات الأحياء الشعبية والأماكن الفضاء، وهي ذات طابع حماسي وتحتاج إلى قوة ولياقة بدنية عالية، حيث أنها تنمي لدى اللاعبين ملكة دقة التصويب واستقبال الكرة أثناء مجريات اللعب.
وقديماً كانت طريقة اللعب تتم بأن يختار الفريقان حكماً فيما بينهم ليدير اللعبة، ثم يحفر الحكم مع إثنين من الأشخاص المحايدين حفرة للقبة وردمها وأخرى للمسطاع وردمها داخل الرمال بشكل غير ظاهر للعيان، ثم ينادي الحكم على رئيس كل فرقة فيحضران وتجري القرعة بينهما، بأن يحفر كل واحد ومن يجد المسطاع يكون المرسل ومن يجد القبة هو المستقبل. وأثناء العملية يضع رئيس الفريق طرف أصابع يده فوق الحفرة الأولى ويردد «يا عيني دليني من هذه إلى هذه، ومع كل الخوخ والرمان في هذه» ومع كل كلمة ينقل يده من فوق حفرة إلى أخرى، وعند الوصول إلى كلمة هذه يبدأ بالحفر، وفي حالة حصوله على القبة يأخذ فريقه إلى نقطة الاستقبال، أما إذا وجد المسطاع فيكون فريقه هو المرسل، ومن الطريف في بداية اللعبة أن زعيم الفريق المرسل يتوعد الفريق المستقبل بأن يثيرهم ويثبط من عزيمتهم.
يتكون كل فريق من لاعبين ورئيس أو أربعة لاعبين ورئيس أو 6 لاعبين رئيسين، ويشترط ألا يقل عمر اللاعب المنازل عن 15 عاماً.
وبعد تحديد الفريق الذي يبدأ الإرسال يقف الفريق على أحد خطي الملعب وتسمى بمنطقة السطح «الإرسال»، ويقف الفريق الثاني في الجهة المقابلة وتسمى منطقة الهول، ويكون لكل لاعب من الفريق الأول ثلاثة إرسالات «سطع» أما المساعد فله أربعة إرسالات والرئيس له ستة، وفي حالة حدوث خطأ في جميع المحاولات المحددة للإرسال يعتبر لاعب ميتاً، وعلى رفيقه الثاني أن يعيده إلى اللعب بنجاحه في الإرسال.
ويبدأ الإرسال بأن جميع لاعبو الفريق المرسل مع القائد في منطقة الإرسال حيث يقف هو في منتصف خط الإرسال، ويضرب اللاعب الكرة بالعصا إلى منطقة الاستقبال على أن ترتفع الكرة من يد المرسل قبل ضربها، ويجب أن تصل الكرة خارج الخط الذي يقف خلفه الفريق المستقبل، ولا يجوز للمرسل تجاوز خط الإرسال إلا بعد خروج الكرة من منطقة الإرسال في اتجاه خط الاستقبال ومن داخل الخطين الجانبيين، وهنا يحق له دخول الملعب والوصول إلى منطقة الاستقبال والرجوع إلى فريقه ويمكنه أن يقف بمنطقة الاستراحة، وفي هذه الحالة لا يجوز إصابته لاعتباره في مكان الأمان، أما إذا لمسته الكرة أثناء جريه في الملعب من الفريق المضاد فيعتبر ميتاً كأنه لم يرم الثلاث رميات، ويعتبر خارج الملعب حتى يعيده زميله بنجاحه في الإرسالات المخصصة له وعندها يتوجهان سوياً إلى منطقة الاستقبال ويعودان إلى منطقتهما دون أن يلمسا الكرة، ومن يلمس منهما يعتبر ميتاً حتى يعيده زميل له وهي أيضاً لعبة شبيهة بالبيسبول في طريقتها وتحرك لاعبيها.
الفحمة
هي لعبة شعبية بحرية يلعبها الأولاد داخل مياه البحر، حيث يتجمع عدد من الفتية ومع أحدهم قطعة من «الفحم» باعتبارها تطفو فوق سطح الماء، يضعها أحدهم داخل كف يده ثم يبدأ بالتلويح بها على مستوى سطح الماء وداخله محدثاً أمواجاً ورشات من رذاذ الماء وكذلك بقية اللاعبين يقومون بنفس الحركة، ثم يتركها من يده حيث يخوض الماء ويلتقطها أحد اللاعبين وهكذا تستمر اللعبة، وترى الأولاد والماء يتطاير على وجوههم محدثين أمواجاً وأصواتاً صاخبة داخل الماء وتستمر اللعبة طالما أن الأولاد سعداء بها.
الحصاة
لعبة شعبية بحرية يلعبها الأولاد في البحر حيث يتجمع الفتية ما بين 12 إلى 16 سنة، ويكون مع أحدهم حصاة ملساء بحجم نصف الكف ورقيقة نوعاً وبشكل بيضاوي نسبياً أو مدورة، ثم يقذف بها أحدهم محاولاً تنطيطها فوق سطح الماء لتلاقي سطح الماء عدة مرات حيث تحتسب له، وبعد ذلك يتسارع اللاعبون للسباحة داخل مياه البحر والغوص لإحضار الحصاة، ومن يجلبها يرميها بعد أن يخرج الأولاد من الماء وهكذا وتستمر اللعبة دون وقت محدد. وتعود اللعبة الأولاد على قوة التحمل البدنية من حيث إتقان السباحة والغوص تحت الماء لفترة والتعود على رهبة مياه البحر، وهي عادة ما نمارسها عندما تكون المياه سقي وتلعب على السيف.
الغـوص
لعبة شعبية بحرية تعتمد على قوة التحمل وتنظيم التنفس تحت الماء، وليس لها عدد معين من اللاعبين الذين يجتمعون على شاطئ البحر ويختارون حكماً فيما بينهم، ثم يوعز الحكم بدخول الماء في مكان عميق نسبياً شرط أن يغوص اللاعب وهنا ينادي الحكم أخذ هواء استعد اغطس، ويمسك كل لاعب أنفه ويبدأ الغوص ومن يمكث أكبر وقت ممكن يفوز وهكذا، أما إذا خرج أحدهم ولم يستطع الغوص فإنه يخرج خارج السباق ومن لا يستطيع الغطس يغطسه الحكم بالماء شرط أن يبقي رأسه تحت الماء وعندما يستنفد قواه «نفسه» يخرج من الماء ويعتبر من ضمن المتسابقين، ثم يأخذ الحكم أفضل المتسابقين ويجري بينهم سباقاً آخر حتى يفوز أحدهم. السـباق يبدأ بأن يجتمع اللاعبون على شواطئ البحر أو الخور ويختارون حكماً بينهم، وتحدد مسافة معينة للسباق، وليس لها حد معين وهناك أنواع من رياضة السباحة كسباحة الظهر أو السباحة العادية، وبعد أن يقف اللاعبون عند خط البداية يوعز الحكم بالبدء، وهنا يبدأ اللاعبون بالسباحة حتى يصل أحدهم لخط النهاية المتفق عليه، ويحدد الأول والثاني والثالث ثم يعاد السباق بين أول المجموعات إلى أن يفوز بالشوط الأخير الأول والثاني والثالث وهكذا.
وتساعد اللعبة على إجادة فنون السباحة واكتساب المهارات الخاصة بالبحر.
الدورفة أو المريحانة
هي لعبة شعبية يمارسها الكبار والصغار وخاصة الفتيات، وهي عبارة عن لعبة الأرجوحة حيث تختار الفتيات شجرتين قريبتين من بعضهما البعض ويربطن حبلاً طويلاً بينهما، وتجلس الفتاة في منتصف ثنية الحبل بحيث تكون مرتفعة عن الأرض بحدود 70 سم، وتبدأ الفتيات بدفعها للإمام والخلف، وهي ممسكة بيديها طرفي الحبل المربوط بالغصن، ويمكن أن تركب فتاتان على المريحانة مقابل بعضهما البعض بشكل الوقوف واحدة تدفع للأمام وعند الانتهاء من الدفعة تأخذ الأخرى دورها فتدفع للجهة المقابلة وهكذا، وبعد أن تنتهيا أو تنهي راكبة المريحانة تأخذ مكانها فتاة أخرى وهكذا، وليس لها وقت محدد ويهزجن بأغانٍ محببة لهن وتكون بالألحان وخاصة بهذه اللعبة وتلعب خاصة في رحلات البر والحدائق، وتعتبر اللعبة من أقدم الألعاب الشعبية في دول المنطقة ولأنها مسلية وتمارس في العطل والأعياد.
مستقبل الألعاب الشعبية
من هذه الدراسات التي عرضناها في هذا الموضوع نتحصل على توافق للعديد من الألعاب في دول الخليج العربية، لأن العادات والثقافات والبيوت الأسرية في الخليج متقاربة في النشأة العائلية ومواسم الغوص والزراعة وممارسة الصيد في البحر بكل أشكاله هي نفسها التي تمارس في كل بلاد الخليج، فتجد أن أهل هذه الدول يمارسون عاداتهم بصور مستنسخة من بعضها البعض، بالضبط كما يختارون طعامهم وإن اختلفت تسميته كما تختلف تسميات ألعابهم. ويعزو الباحثون أسباب اندثار الألعاب الشعبية إلى انتشار وسائل الإعلام التي استحوذت على معظم وقت فراغ الأطفال والفتية، وفقدان روح الجماعة التي كانت سائدة في الماضي بين الصبيان، وابتعاد الوالدين عن دورهما الأساس في تثقيف الأبناء وتدريبهم على الألعاب كما كان الأجداد يفعلون سابقاً، واقتصار دور الأندية الرياضية على الاهتمام بالألعاب الحديثة وخاصة كرة القدم والسلة والطائرة واليد دون الاهتمام بالرياضات الشعبية التقليدية، وقد يكون اختفاء العديد من هذه الألعاب لأن أطفال اليوم لا يحبذون المناسبات التي يحصلون من خلالها على ألعابهم الموسمية والتي كانوا يشترونها مما يجمعونه من عيادي خلال أيام العيد لذلك كان للعبة دور مهم في حياة الطفل في تلك المرحلة، ولأن الأطفال اليوم يحصلون على ألعابهم بشكل ايسر وأسهل، إن لم تكن يومياً فهي تأتي نهاية كل أسبوع خلال إجازة الأبوين الأسبوعية التي يخرجون فيها مع العائلة، هذا إن كان لديهم وقت ليتفرغوا للخروج مع عوائلهم. وتبقى تسميات الكثير من الألعاب تأتي للظروف التي كانت تعيش فيها الأسر ووضعهم الاجتماعي والأسري ومنها ألعاب البنات «العروسة» أو كما يطلق عليها «المدود»، وهي عبارة عن عظام دجاج تحولها البنت إلى جسم عروس تلبسه البخنق والدراعة وتجهز له البيت والمنز للطفل، وهو دائماً ما يأتي في الفترة الذي تكون فيها البنت قريبة من فترة المراهقة والبلوغ، وتبدأ التفكير في دخولها الحياة الزوجية وتتدرب على تأسيس بيت الزواج وتربية الصغار، ومن هنا جاءت هذه اللعبة بالنسبة للبنات. ومن المؤسف أن منطفتنا فقيرة بالبحوث التي تتحدث عن أصول الألعاب الشعبية وسبب تسميتها وارتباطها بالزمن «الموسمي»، كألعاب رمضان والصيف والبحر وألعاب التحدي والجري والدحروي والقلينة والماطوع والدوامة والصعقير والظلالوه والخيل وهي عبارة عن سعفة من النخيل، وهل كان الفقير والتاجر يتساوون في ألعابهم أم أن لكل واحد منهم لعبة حسب وضعه الاجتماعي، لكن ما يحزننا اليوم اندثار العديد من هذه الألعاب التي كان رمضان ملعباً لها خاصة بعد أن تحول رمضان إلى مجموعة من الخيم وشوية صحون هريس وثريد وسهرات إلى الفجر في خيم قلصت مساحات الألعاب بل وقضت عليها مع وجود التلفزيون وعالم الإنترنت.