كتب - خالد الرويعي:
الماضي

تحضرني الذاكرة الآن واسترجع بشيء من الحنين سيرة التجربة.
تجربة خالد الشيخ في شخصي، إنها الثلاثون منذ صدور أول إصدار رسمي.
الطفل ذو التسع سنوات يأسره إصدار «كلما كنت بقربي»... لم يسأل الطفل حينها كيف للكلمات أو الألحان أن تغزو ذائقته بهذه الطريقة.. لكنها حتماً كانت رفيقة له.. تمضي السنوات وأعرف حينها كيف كنت حريصاً على اقتناء كل إصدارات الشيخ حال صدورها.. لم أعرف هذا الحرص عن نفسي إلا مع تجربة خالد الشيخ ولذلك أزعم أن ذائقتي الغنائية والموسيقية تربت على صوت وموسيقى خالد الشيخ... كانت موسيقاه وصوته يبكيان ذلك الطفل ويشعرانه بالسعادة والنشوة... حيث لا منطق يحكم هذه المشاعر.
الواقع
الطفل يكبر... لكنه الآن صديق لهذه التجربة وهذا الفنان... العالم يتسع وتدخل ذاكرة الطفل في واقع هذه التجربة.. يعرف الطفل الآن لم يكن تعلقه بخالد الشيخ محض صدفة... ثمة خيط دقيق وثمة عالم إبداعي مثير... الدخول إلى عالم الصديق خالد الشيخ تجربة ثرية ومستفزة وأزعم أني متطرف جداً أمامها.. فهي تجربة ملهمة علمتني الكثير... ولا أجد أنه من المجحف لتاريخ البحرين الغنائي والموسيقي أن أقول عنها إنها التجربة الوحيدة التي تدرك ما هي ذاهبة إليه بشغف وبحث وحباً في التجربة.
محلياً وعربياً... كانت تجربة خالد الشيخ هي المتنفس للكثير والمنقذة لمسيرة عدد من الفنانين... لا أكثر من تجربة خالد الشيخ كان لها الفضل الأكبر في ظهور عدد من المطربين وعدد من الذين صححوا مسيرتهم الغنائية...
المستقبل
ليس في الأمر ما يستدعي أن نرسل التحايا أو نحتفي بتجربة استثنائية في تاريخ البحرين الموسيقي والغنائي، كل ذلك بات في حكم المؤكد وحكم أننا لا نستطيع تجاوز ذلك. فبدلاً من أن نسترسل في كيل المديح والاحتفاء علينا أن نسأل بشكل بريء جداً: ماذا فعلنا أمام هذه التجربة؟ ماذا فعلت الدولة لتجربة استثنائية سميت بجــيل خالد الشيخ.
أمسيات الاحتفاء لا تعدو كونها حفلات علاقات عامة لا أكثر... لكن تجربة من هذا الطراز هل ننتظر أن نحتفي بها فقط أم نعمقها أكثر من خلال مواصلة التجربة ودراستها وإعطائها الحق الأصيل لها.
أسئلة وطموحات كثيرة سنطرحها هنا وهناك... فتجربة خالد الشيخ هي التجربة الأنضج في تاريخ البحرين.