كشف رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية سماحة الشيخ محسن آل عصفور عن أن أكثر من 5 ملايين دينار صرفت من أموال الوقف العام في ثلاث سنوات على أئمة ومؤذنين بدون مسوغ شرعي وقانوني، كما تم تحميل الأوقاف ديوناً باهظة بدون وجود آلية لاسترجاعها. فيما قرر المجلس في اجتماع استثنائي وقف نزيف هدر مال الوقف العام، وإنقاد الأوقاف من حالة الإنهيار المالي.
وأوضح الشيخ محسن آل عصفور، خلال الاجتماع الاستثنائي الذي عقده المجلس، أن غياب تطبيق المعايير والضوابط في التوظيف وتدخل بعض المحسوبيات أدى إلى صرف رواتب شهرية للبعض دون وجه حق، كما إن غياب المتابعة والإشراف المستمر على أداء موظفي نظامي الكادر والمكافآت أدى إلى تقاعس البعض منهم وعدم الالتزام بالمهام المنوطة به. وقال إن الحاجة ماسة لمعالجة بعض القضايا والمواضيع التي تجعل من الضروري مواصلة عقد الاجتماعات الاستثنائية لتنفيذ ما تعهد به المجلس في أول اجتماعٍ له من إنقاذ الأوقاف من حالة الفساد والانهيار، والصعود بها إلى مستويات مرضية في مرحلة قياسية بإذن الله. وأضاف آل عصفور «في الواقع يختلجنا الحزن والألم نتيجة استنزاف أموال الأوقاف لتغطية مصاريف رواتب كادر الأئمة والمؤذنين في مخالفة شرعية وقانونية صريحة»، مؤكداً أن استمرار الوضع على ما هو عليه سيؤدي في نهاية المطاف إلى إفلاس الأوقاف، وإن ما حدث في بداية تفعيل كادر الأئمة والمؤذنين من توظيف مستمر تجاوز المنحة المخصصة للكادر أدى إلى اقتطاع جزء غير قليل من أموال الأوقاف».
وقرر مجلس الأوقاف وضع ضوابط لكادر أئمة المساجد والمؤذنين والقيمين، ومن أبرز الآليات وضع ضوابط وإعداد كشف بالملتزمين وغير المنضبطين، وأوضح رئيس الأوقاف أن الإدارة عاكفة على وضع الحلول وتحديث البيانات الخاصة بهم، والتنسيق مع وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف لإيجاد الحلول المناسبة.
من جهة أخرى، قرر مجلس الأوقاف البدء الفوري بإنهاء الإجراءات الإدارية لأكثر من 800 عقد إيجار منتهٍ ومعطل تراكموا على مدى الـ15 عاماً الماضية، وفي حال إنهاء هذا الملف من المؤمل أن يضيف أكثر من 7 ملايين دينار لميزانية الوقف العام. وكلف المجلس لجنة إدارية خاصة تعكف لإنجاز هذا الملف، وستعلن نتائج إيجابية مهمة في هذا الشأن خلال المرحلة المقبلة.
وقدم رئيس المجلس والأعضاء التهاني إلى عضو المجلس حسن المدني بمناسبة صدور المرسوم الملكي السامي بتعيينه نائباً لمحافظ العاصمة، متمنين له التوفيق والسداد للنهوض بالمسؤوليات والمهمات الموكلة إليه لما فيه خدمة الوطن والمواطنين، والدفع بتطوير التعاون بين الأوقاف ومحافظة العاصمة.