«مجالس النساء» مجالس تنفض لتنعقد بموعد وبلا موعد، غير مقيدة بمكان أو زمان، فمن منزل إلى حديقة إلى مجمع تجاري إلى مكان عمل، فحيثما اجتمع عدد من النسوة، تبدأ فعاليات الجلسة بجدول أعمال مفتوح يتناول فيه موضوعات تتعلق بفلان وعلان.. وبيت الجيران والعم وسابع الجار.
المجالس النسائية تنتشر في مجتمعاتنا بصورة ملحوظة وتحرص عليها كثير من النساء، فهل تؤدي لهن دوراً مهماً؟ أو تقدم لهن ما يغريهن على تكرارها؟ هل فعلاً الغيبة والنميمة هي عنوانها أم ماذا؟
تقـــول مريم جاســـم- طالبة بجامعـــة البحرين-، ما يدور في مجالس البنات الحديث عن الناس، بمعنى «فلانة شنو لبست في عرس صديقتها، ميك آب العروس مب حلو.. شنطتها ماركة.. وجرت هذه العادة بين أوساط الفتيات في الجامعة ليس بقصد الغيرة فحسب، إنما التطفل والفضول، وعلى الصعيد الشخصي كثيراً ما أسمع هذه الأحاديث تدور بين الزميلات أسمعهن ولكن لا أشاركهن في الوقت نفسه لا أستطيع منعهن لأن لو حاولت نصحهن بعدم الغيبة والنميمة يقولن «طلعتي مطوعة».. «تفلسف»، لذلك أتجنب قدر الإمكان حديثهن بعدم المشاركة.
وتختلف معها ريم ناصر وتقول اجتماع النساء يمكن أن يكون نواة لعمل طيب، فبدلاً من الغيبة والنميمة والقيل والقال التي تسيطر على هذه المجالس وتأكل حسنات المشاركات حسب ما ذكرت الزميلة مريم جاسم أعلاه، فإنه قد يدور في هذه المجالس ما هو طيب وردوده إيجابي، فعلى سبيل المثال لا الحصر، نحن نجتمع كمجموعة من الفتيات بشكل أسبوعي ولكن ما يدور في هذه الاجتماعات كل ما هو خير وطيب، فمثلا نتحدث فكيـــف نساعد إحدى صديقاتنا قد تمر بمرحلة حرجة أو نفكر في مشاركة بعمل تطوعي، أما الحديث عن فلان وعلان نبتعد عنه قدر الإمكان لان كما لا نرضى بان احد يتحدث عنا فلا نسمح لأنفسنا بالحديث عن الآخرين وهم وشأنهم.
وتعترف أسماء محمد بأن مجالس الفتيات لا تخلـــو من «العقرة» حيث تقول: أكثــر مكان أو تجمع يمكن أن تجتمع فيه الفتيات ويتحدثن عن صديقاتهن هي الحفلات والأعراس، ففي كل مناسبة لابد الحديث عن فستان فلان وميكاج علان.
وتضيف» ومن المواقف الطريفة التي حصلت لي في الأسبوع الماضي، جرياً لعادتنا في الأعراس نجلس في طاولة كمجموعة من الأصدقاء، ففي آخر حفلــة زواج جلسنا وجلست بجوارنا إحدى قريبات العروس ونحن لا نعرف من هي وكنا نعتقد بأنها أحد الضيوف، بذلك بدأ جدول العقرة على الناس ومنهم العروس حتى تفاجأنا بأن التي تجلس بجوارنا تتحدث بالهاتف ووضحت بإحدى قريبة من العروس، بالفعل كان موقف محرج جداً رغم أنها لم تعلق على حديثنا بشيء».
«يجالسونك وثم يتحدثون عنك.. هؤلاء فعلاً يعانون من إعاقة إنسانية: هكذا بدأت مرة عبدالله وقولها، وتضيف: من المؤسف جداً انتشرت ظاهرة القيل والقال بين أوساط النساء في المجالس والأسوأ من ذلك يجلسون معك وبعد لحظات يتحدثون عنك ولا تفسير لهم إلا أنهم حقاً يعانون من «مرض وإعاقة إنسانة» متغافلين ما يترتب عليه وراء هذا السلوك.
وتتابع» لا أعلم ومازلت أبحث عن الإجابة .. لماذا لا يصارحون من يحدثون عنه؟ لماذا يتحدثون وراءه؟ لا تفسير لهم !! فمن الأفضل بدلاً من الحديث خلف الأبواب عن فلان وعلان، يستوجب علينا الحديث بأسلوب راقي مع صاحبة الشأن حتى لا يتحول الموضوع الى غيبة».
ومن جانبها تقول أم فيصل- موظفة بإحدى الوزارات الحكومية، ظاهرة الغيبة منتشرة بين أوساط النساء خاصة في المجالس ومواقع العمل «ما في احد مـا تكلموا عنــه» ســـواء كان يعنيهــــم أو لا يعنيهم وذلك بدافع الفضول والتطفل، وفي الحقيقة أحياناً كثيراً أكون إحدى الجالسات في هذه المجالس وقد أشاركهن وهو أمر خطاً وأحاول قدر الإمكان التجنب منه.