عواصم - (وكالات): دان الرئيس الإيراني حسن روحاني في مقابلة مع محطة «سي ان ان» التلفزيونية الأمريكية «الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود» على عكس ما كان يفعل سلفه محمود أحمدي نجاد الذي نفى وجود المحرقة. ورداً على سؤال حول المحرقة اليهودية، قال روحاني «كل جريمة ضد الإنسانية بما في ذلك الجرائم التي ارتكبها النازيون بحق اليهود هي ذميمة ومدانة». وأضاف أن «قتل إنسان أمر حقير ومدان. ولا فرق عند إذا كان مسيحياً أو يهودياً أو مسلماً» مضيفاً «بالنسبة لنا، الأمر نفسه». وأوضح «هذا الأمر لا يعني أنه بسبب ارتكاب النازيين جرائم ضد مجموعة أن تقوم هذه المجموعة بمصادرة أرض مجموعة أخرى وتحتلها». وقال أيضاً «هذا الأمر أيضاً هو عمل مدان». ومطلع الشهر الماضي، قال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد على صفحته في «فيسبوك» إن إيران تدين «مجزرة اليهود من قبل النازيين» خلال الحرب العالمية الثانية.
في المقابل، رأى عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية أن إدانة روحاني «لجرائم النازيين بحق اليهود» ليست كافية وطالبوه بإدانة مسؤولي بلاده الذين ينكرون وقوع المحرقة. كما سخرت سفارة إسرائيل في واشنطن من روحاني عبر موقع تويتر، واصفة إياه بأنه «يتاجر على مستوى دولي» و»يدافع منذ فترة طويلة عن الانتشار النووي» و»يحترف العلاقات العامة».
من جهته، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطاب روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بأنه «تهكمي» و»مخادع» خصوصاً فيما يتعلق بالمسألة النووية، معتبراً أنه «مراوغ ومليء بالخبث».
من جهته قال رئيس الوفد الإسرائيلي الذي قاطع كلمة روحاني في الجمعية العامة يوفال شتاينيتز إن الرئيس الإيراني حاول أن «يخدع العالم وللأسف هناك الكثيرين على استعداد لأن يخدعوا».
وقال شتاينيتز وهو وزير الشؤون الاستراتيجية والاستخبارات «سمعنا الكثير من الكلام الجديد لكن ليس هناك أي خطوة ولا أي تعهد جديد بالامتثال لقرارات مجلس الأمن الدولي».
وقد دان الرئيس الإيراني من على منبر الأمم المتحدة الهجمات التي تشنها الطائرات من دون طيار على «أبرياء»، في إشارة إلى الاستراتيجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب.
وعبر الرئيسان الأمريكي والإيراني عن رغبتهما في إعطاء فرصة للدبلوماسية في الملف النووي لكن اللقاء المنتظر بينهما لم يحصل ما يدل على الارتياب الذي لا يزال قائماً بين الطرفين.
من جهته أعلن روحاني أنه لم يجتمع بنظيره الأمريكي لأن الوقت «لم يكن كافياً» لتحضير هذا اللقاء.
وغاب الرئيس الإيراني عن الغداء الذي أقامه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مقر الأمم المتحدة حيث كان يمكن أن يلتقي نظيره الأمريكي. وفي المقابل التقى روحاني نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند في أول لقاء على هذا المستوى بين البلدين منذ 2005، ما اعتبره محللون لقاء تاريخي.
وفي طهران، تحدث نائب وزير الخارجية الإيراني مرتضى سرمدي عن «النبرة المعتدلة والمحترمة» للرئيس الأمريكي في خطابه أمام الأمم المتحدة، والذي رحبت به الصحافة أيضاً. ونقلت وكالة ايسنا عن سرمدي قوله «يبدو أن مناخاً جديداً قد بدأ يلوح مع تسلم الحكومة الإيرانية الجديدة مهامها وجميع الأطراف الدولية تحاول أن تتجاوب مع هذا المناخ الجديد. وعلى سبيل المثال، حاول باراك أوباما أن يتحدث بنبرة تتسم بمزيد من الاعتدال والاحترام».
ورحبت الصحافة الإيرانية بهذه التصريحات، مشيرة إلى وضع دولي جديدة «لمصلحة إيران».
من جانب آخر، أعلن وزير الخارجية السويسري ديدييه بوركالتر الذي تمثل بلاده المصالح الأمريكية في إيران، من نيويورك أن مفاوضات حول الملف النووي الإيراني قد تجري في جنيف اعتباراً من الشهر الجاري.
من ناحية أخرى، تظاهر معارضون للرئيس الإيراني أمام مبنى الأمم المتحدة في نيويورك.
ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها «روحاني قاتل معتدل». وعلى وقع تصفيق المتظاهرين، تحدثت رئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية مريم رجوي مباشرة من باريس واصفة موقف الأمم المتحدة والولايات المتحدة اللتين وافقتا على استقبال روحاني بأنه «عار».