سودانيون يتظاهرون ضد حكومة الرئيس عمر البشير في مدينة أم درمان، فيما اتسعت الاحتجاجات، وأصابت العاصمة الخرطوم بالشلل وتحولت إلى أعمال شغب في بعض الأحياء في اليوم الرابع على التوالي، وأسفرت عن 3 قتلى. وتظاهرات الاحتجاج الناجمة عن قرار اتخذته الحكومة الإثنين الماضي برفع الدعم عن أسعار المحروقات، هي الأكبر في البلد منذ وصول البشير إلى الحكم في 1989. واندلعت تظاهرات بصورة عفوية، كما قال ناشطون، في عدد كبير من أحياء الخرطوم، والبعض منها قريب من وسط العاصمة. ورشق المتظاهرون الشرطة بالحجارة فردت بإلقاء قنابل مسيلة للدموع.
وأقفلت المتاجر في الخرطوم والمدينة القريبة منها أم درمان. وقطع عدد كبير من الطرق، إذ أضرم المتظاهرون النار في الإطارات المستعملة أو في أغصان الشجر، وانتشرت سحابة دخان كثيفة سوداء فوق عدد كبير من أحياء العاصمة. وتدخلت قوات الأمن لتفريق المتظاهرين بإلقاء قنابل مسيلة للدموع، وأوقفت 20 متظاهراً. وفي حي الخرطوم بحري، أكد أحد الشهود أنه شاهد 6 سيارات إحرقها المتظاهرون.
وأقفلت الشرطة قسماً من محور الطرق المؤدي إلى المطار، وتوقفت وسائل النقل المشترك لبعض الوقت.
ولمواجهة اتساع الاضطرابات، أعلنت السلطات إقفال المدارس في الخرطوم حتى 30 سبتمبر الجاري.
وقطعت من جهة أخرى اتصالات الإنترنت في العاصمة، كما ذكر عدد من المستخدمين. وانتشرت على شبكات التواصل الاجتماعي دعوات إلى تنظيم تظاهرات احتجاج على الحكومة. ونهب متظاهرون أمس الأول مقر حزب المؤتمر الوطني الحاكم، في أم درمان، وأحرقوه. وأعلنت الحكومة زيادة كبيرة في أسعار المحروقات بعد رفع دعم الدولة، في إطار مجموعة من الإصلاحات الاقتصادية. ويعاني الاقتصاد السوداني من ارتفاع التضخم وتدهور قيمة العملة على إثر فقدان عائدات النفط بعد أن أصبح جنوب السودان دولة مستقلة في يوليو 2011 وأخذ معه 75% من إنتاج النفط البالغ 470 ألف برميل يومياً.
«فرانس برس»