أكد سمو الشيخ سلطان بن حمد آل خليفة، أن مهرجان صيف المشاعر تخطى حدود البحرين ليتحول إلى ظاهرة ثقافية خليجية ويصبح سوق عكاظ بطابع وهوى بحريني، فيما كرم في ختام الفعاليات الشعراء المشاركين واللجان المنظمة نيابة عن النائب الأول لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة سمو الشيخ خالد بن حمد آل خليفة.
وأعرب سموه عن شكره لأخيه سمو الشيخ خالد بن حمد على تكرمه برعاية المهرجان بنسخته الثالثة، وعده دليلاً على تطور الحراك الثقافي الشعبي في البحرين، حيث تشهد نهضة متواصلة في جميع المجالات في ظل العهد الزاهر والمشروع الإصلاحي لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى.
وأشاد سموه خلال حفل الختام بقاعة الشيخ عبدالعزيز بن محمد آل خليفة بجامعة البحرين، بالجهود المباركة المبذولة من القائمين والمشاركين في مهرجان صيف المشاعر في دورته الحالية، مثنياً على جمعية الشعر الشعبي التي استطاعت من خلال فعالياتها المختلفة الارتقاء بمستوى الشعر الشعبي في البحرين، وإشاعة الوعي بالموروث الأدبي بين مختلف فئات المجتمع البحريني وخاصة الشباب، والعمل على صقل مواهبهم وتشجيعهم على حمل لواء هذه الظاهرة الثقافية وحفظها وتكريسها في نفوس الأجيال الجديدة.
وأبدى سلطان بن حمد سعادته الكبيرة بلقاء كوكبة من الشعراء والأدباء البحرينيين المنتسبين إلى تيارات وذائقات شعرية مختلفة، داعياً إلى مزيد من التواصل الثقافي بينهم.
وأكد سموه أن مهرجان صيف المشاعر تخطى حدود البحرين ليصبح ظاهرة ثقافية خليجية وعربية يترقبها الشعراء والأدباء كل عام، جالبين معهم إلى المملكة نتاجهم الجديد والأصيل وما أبدعت به مخيلاتهم وأقلامهم، ليتحاوروا مع نظرائهم من أصقاع الخليج الأخرى، حتى أصبح مهرجان صيف المشاعر سوق عكاظ بحريني الطابع والهوى.
وأشاد سموه بنجاح المهرجان في تحقيق هدفه بنشر جانب من الرسالة الثقافية البحرينية والخليجية الأصيلة وتعميمها بجوهرها الصافي، واستضافة رموز الشعر الشعبي من مختلف أنحاء الخليج العربي ليبوحوا بمكنونات أنفسهم من الشوق ومعانقة القوافي الظامئة لكل جمال وحق وخير، مثنياً على تفاعل الجمهور وعشاق الشعر الشعبي مع المهرجان.
ولفت سموه إلى أن مهرجان هذا العام نجح في استكشاف واستخراج الجديد والمتميز بما يحقق إدامة الحراك الثقافي في الخليج العربي سعياً إلى توزيع المكتسبات الثقافية وإبراز تفاصيل الحياة الخليجية وجمالياتها لخلق مزيد من الوعي بالتراث غير المادي وتعزيز القيم العربية الأصيلة والتحليق بالقصيدة إلى أعذب المستويات الفنية.
وأكد سموه أن صيف المشاعر غدا مهرجاناً تشرئب له الأعناق وتتجه له العيون وتتلقطه الأنفاس، وهو تظاهرة أدبية ثقافية تعمل على تأكيد دور الشعر الشعبي كرديف للشعر العربي، باعتباره أحد روافد الثقافة والإبداع والإثراء للمشهد الأدبي المحلي والخليجي وحتى العربي، كما يأتي استمراراً للحركة الثقافية، وتواصلاً مع الجذور المحلية المعنية بالإبداع، ومساهمة في تشكيل الذائقة الشعرية.
ونوه سموه إلى أن «الشعر الشعبي متأصل في ثقافتنا وحامل لأمجادنا وقيمنا وحضارتنا وتراثنا منذ القدم، كما إنه أداة لنقل المشاعر الإنسانية السامية والتقاليد الأصيلة بين الأجيال والشعوب» مؤكداً مواصلة وتكثيف كل أشكال الدعم للمهرجان، بما يكفل الانتقال به لمستويات أخرى أعلى وأرقى. وقال سموه إن المشاركة الخليجية المتزايدة في مهرجان صيف المشاعر تؤطر لمعنى الوحدة الخليجية الثقافية والالتقاء على نبض الحرف والإبداع الجميع، مشيراً إلى أن مبادرة مهرجان صيف المشاعر للشعر الشعبي جاءت لتلبي الطموحات والاحتياجات وثمرة لجهود طيبة ليكون نقشاً إبداعياً مليئاً بالتجليات على وجنة البحرين.
وأشاد سموه بمضامين القصائد والقطع الأدبية التي تضمنها المهرجان، وخاصة تلك الداعية إلى التآخي والسلام وحب الوطن.
وفي ختام الحفل تسلم سموه هدية تذكارية من نائب رئيس مجلس إدارة جمعية الشعر البحرينية النائب عبدالله الدوسري بهذه المناسبة.
وكرم سموه الشعراء المميزين واللجان المنظمة للمهرجان وجامعة البحرين والجهات المتعاونة لإنجاح فعالياته، وتابع عرض أوبريت مسرحي شعري قدمه مجموعة من الشعراء الشباب.
من جهته أعرب الدوسري عن شكره لسمو الشيخ خالد وسمو الشيخ سلطان بن حمد على رعايتهما واهتمامهما الكبير بالشعر الشعبي في البحرين.
وأكد أهمية مهرجان صيف المشاعر في صقل المواهب الشعرية البحرينية الشابة، وقال «خطتنا المستقبلية استكشاف المزيد من الشعراء الموهوبين الشباب في البحرين والخليج والعمل معهم حتى نرى أجيالاً من الشعراء الشعبيين في منطقتننا».
فيما أعربت نائب رئيس اللجنة العليا المنظمة للمهرجان فاطمة خنجي، عن شكرها وتقديرها لسمو الشيخ خالد بن حمد لرعايته المهرجان، مشيرة إلى أن ذلك نابع من حرصه على دعم المواهب الشعرية الشابة ونشر الوعي الشعري بين مختلف الأوساط.
وثمنت حضور سمو الشيخ سلطان لحفل ختام المهرجان، مقدمة شكرها لوزير الديوان الملكي رئيس مجلس إدارة جمعية الشعر الشعبي البحرينية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة ونائبه عبدالله الدوسري.
وكان الشاعر محمد المضحي ألقى كلمة خلال الحفل أكد فيها حرص الشباب البحريني على الاستفادة الدورية من فعاليات المهرجان، وسعيه لتطوير هذا النمط الثقافي المعبر عن تقاليد وأصالة المجتمع البحريني.
وكان شارك في مهرجان صيف المشاعر في نسخته الثالثة التي امتدت على مدى 19 يوماً 60 مشاركاً بينهم نخبة من الشعراء والأدباء من البحرين والخليج العربي، كما تضمن المهرجان دورات يومية ثابتة ومحاضرات وورش عمل ثقافية وورش عمل لبناء الشخصية وأمسيات شعرية وتدشين دواوين شعرية ومعرض لكتب شعرية.
حضر حفل ختام المهرجان وزيرة الدولة لشؤون الإعلام سميرة رجب، ورئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي، وعدد من أعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية في الجامعة، وجمهور من محبي الشعر الشعبي.