عواصم - (وكالات): أكد دبلوماسيون أن «الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي اتفقت على النقاط الرئيسة بشأن مشروع قرار حول تفكيك الأسلحة الكيميائية السورية»، فيما أعلن مسؤول أمريكي أن «الصين والولايات المتحدة متفقتان على ضرورة التوصل إلى قرار ملزم ضد دمشق»، وذلك في ختام لقاء بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الصيني وانغ يي ان، بينما أعلن وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في نيويورك أن المشاورات حول إصدار قرار دولي يشكل إطاراً لنزع السلاح الكيميائي السوري «حققت تقدماً واضحاً»، لافتاً إلى أن النص يتضمن إمكان فرض عقوبات على دمشق في حال لم تف بالتزاماتها. من جهته، جدد الرئيس السوري بشار الأسد التزام دمشق بتدمير أسلحتها الكيميائية، غير أنه «لم يستبعد توجيه واشنطن ضربة عسكرية ضد بلاده». وفي دمشق، غادر مفتشو الأمم المتحدة المكلفين بالتحقيق في الهجوم الكيميائي على الغوطة الشرقية بريف دمشق، فندقهم إلى جهة مجهولة، وذلك للمرة الأولى منذ عودتهم إلى العاصمة السورية.
وعاد الخبراء الأربعاء الماضي إلى سوريا لاستكمال تحقيقاتهم حول استخدام أسلحة كيميائية في النزاع السوري، بعد تحقيقات أولى أجروها الشهر الماضي وخلصت إلى استخدام غاز السارين على نطاق واسع في هجوم وقع في 21 أغسطس الماضي في الغوطة الشرقية بريف دمشق. وأفاد مسؤول في الأمم المتحدة أن المفتشين «عادوا لعملهم اليوم»، من دون أن يكشف تفاصيل إضافية عن مهمة الفريق المؤلف من 6 مفتشين، إلا أن المسؤول أكد أن المهمة «ستكون سريعة»، وأن المفتشين سيمضون «بضعة أيام» في سوريا.
من جهته، حذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة من استمرار «حصار الغوطة التي يقدر عدد سكانها بمليون و700 ألف شخص، يشكل الأطفال منهم نسبة تزيد على النصف».
في غضون ذلك، أكد الأسد في مقابلة أجرتها معه شبكة تيليسور الفنزويلية أن «سوريا تلتزم عادة بكل الاتفاقيات التي توقعها»، في إشارة إلى اتفاق روسي أمريكي حول تدمير الترسانة الكيميائية، مشدداً على أنه «لا توجد لدينا عقبات حقيقية» في وجه عمل الخبراء.
وأتت تصريحات الأسد وسط نقاشات في الأمم المتحدة حول مشروع قرار يحدد إطاراً لعملية نزع الأسلحة الكيميائية، إذ أكد دبلوماسيون أن الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي اتفقت على «النقاط الرئيسة للنص». إلا أن دبلوماسياً روسياً قال «إن المحادثات لم تنته حول بعض النقاط الأساسية». من جهته، أعلن مسؤول أمريكي أن الصين والولايات المتحدة متفقتان على ضرورة التوصل إلى قرار «ملزم»، وذلك في ختام لقاء بين وزيري الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الصيني وانغ يي ان.
لكن الأسد لم يستبعد توجيه أمريكا ضربة عسكرية ضد بلاده، مشيراً إلى أن «احتمالات العدوان دائماً قائمة». وتراجع احتمال توجيه ضربة عسكرية إلى نظام دمشق أثار «يأساً وفقداناً للأمل «لدى المعارضة التي تعاني ضعف التجهيز والتسليح في مواجهة القوة النارية للقوات النظامية، بحسب ما قال المنسق الإعلامي والسياسي للجيش السوري الحر لؤي المقداد. وأتى هذا الموقف إثر إعلان 13 مجموعة مقاتلة بعضها يتبع هيئة الأركان المرتبطة بالائتلاف السوري، تحالفها في إطار تشكيل جديد يضم جبهة النصرة المتحالفة مع القاعدة. ورفضت هذه المجموعات الاعتراف بالائتلاف وحكومته الموقتة. وقال المقداد إن اللواء سليم ادريس رئيس هيئة أركان الجيش الحر «سيتوجه فوراً إلى الداخل السوري لمحاولة رأب الصدع وجمع الصف». وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ووزراء الدول الكبرى خلال اجتماع في نيويورك لمحاولة الخروج من المأزق في هذا الملف على «أهمية مضاعفة الجهود من أجل حل الأزمة الإنسانية في سوريا وفي الدول المجاورة أيضاً». من جهة أخرى، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أن مقاتلين جهاديين من «الدولة الإسلامية في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة، أقدموا على إحراق محتويات كنيسة سيدة البشارة للروم الكاثوليك، ورفع رايتهم على كنيسة الشهداء للأرمن الكاثوليك بعد تحطيم الصليب الذي يعلوها في الرقة شمال سوريا. وباتت الرقة منذ مارس الماضي أول مركز محافظة يخرج عن سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد. وفرضت الدولة الإسلامية سيطرتها على المدينة حيث تقيم مقراً رئيساً لها في المبنى السابق للمحافظة. ووقعت خلال الأشهر الماضية مواجهات عدة بين مقاتلين جهاديين ومقاتلين من فصائل مختلفة في مناطق عدة، وسط بروز نقمة شعبية في المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة على المجموعات الجهادية وتشددها في تطبيق الإسلام، وتنفيذها عمليات خطف وقتل في حق الأجانب، بينهم صحافيون.
ميدانياً، قتلت امرأة عراقية وأصيب 3 جراء سقوط قذيفة هاون على القنصلية العراقية في حي المالكي وسط دمشق.
وفي حمص، تعرضت أحياء حمص القديمة التي تحاصرها القوات النظامية منذ أكثر من سنة، لقصف عنيف بحسب ما أفاد ناشطون.