اشتبكت الشرطة الإسرائيلية مع محتجين فلسطينيين في المدينة القديمة بالقدس المحتلة وفي قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة أمس الأمر الذي يعكس التوتر المتنامي بسبب تزايد الزيارات اليهودية إلى المسجد الأقصى، فيما دعا نشطاء فلسطينيون وجماعات شبابية إلى انتفاضة عامة رداً على دخول جماعات يهودية إلى المسجد تحت حراسة الشرطة. واستخدمت الشرطة قنابل الصوت لتفريق حشود من الشبان خارج الجدران التاريخية للقدس ونظم العشرات مسيرة باتجاه معبر بين الأراضي المحتلة وقطاع غزة قبل أن يجبرهم وابل من قنابل الغاز المسيل للدموع على التراجع.
واشتعلت الاحتجاجات في الضفة الغربية المحتلة عند نقطة تفتيش تديرها إسرائيل خارج مدينة نابلس شمال الضفة وفي مدينة الخليل المضطربة حيث قتل فلسطيني جندياً إسرائيلياً الأحد الماضي. وقال شهود عيان إن عدة أشخاص لحقت بهم إصابــات طفيفة في الاشتباكات وقالت الشرطة إنها اعتقلت 12 فلسطينياً في القدس لإلقائهم الحجارة على قوات الأمن.
وقد فرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي على دخول المصلين للحرم القدسي الشريف، وشددت إجراءاتها في البلدة القديمة في القدس والمسجد الأقصى تحسباً لوقوع مواجهات مع شباب فلسطينيين. ومنعت سلطات الاحتلال من تقل أعمارهم عن 50 عاماً من التوجه للمسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة، كما كثفت القوات الإسرائيلية وجودها في القدس والبلدة القديمة وعند بوابات المسجد الأقصى والأحياء المحيطة به.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي هاجمت المعتكفين في الأقصى صباح الأربعاء الماضي لتأمين دخول متطرفين يهود، موقعة عدد من الجرحى.
وقد أعربت دار الإفتاء بالقدس والهيئــة الإسلامية ومجلس الأوقاف والشؤون الإسلامية بالأردن في بيان مشترك عن استنكارها للانتهاكات الإسرائيلية المستمرة للمسجد الأقصى، ومحاولات المتطرفين اليهود انتهاك حرمته بشكل متكرر وفرض واقع جديد.
وكانت الاحتجاجات الفلسطينية علـــى زيارة قام بها في سبتمبر 2000 زعيم المعارضة في ذلك الحين أرييل شـــارون قد تطورت إلى اشتباكات دموية وما عرف بالانتفاضة الثانية التي استمرت 5 سنــــوات. واستأنــــــف المفاوضـــــون الإسرائيليون والفلسطينيون محادثات السلام برعاية الولايات المتحدة أواخر يوليو الماضي بعد توقفها لنحو 3 سنوات. غير أن التوتر على الأرض تزايد خلال الاحتفالات اليهودية الشهر الجاري حيث يشكو الزعماء الفلسطينيون من تزايد عدد الزوار اليهود ويقولون إن بعضهم يحاول أن يتحدى حظراً فعلياً على الصلاة هناك.
من جهته، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الأمم المتحدة باتفاق سـلام «شامــل ودائــم» مع إسرائيــل، رافضاً الدخول «في ترتيبات انتقالية تصبح قاعدة ثابتة».
وقال عباس من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة إن «الوقت ينفد ونافذة الأمل تضيق»، معتبراً أن «مجرد التفكير في العواقب الكارثية للفشل يجب أن يدفع المجتمع الدولي إلى تكثيف العمل من أجل اغتنام هذه الفرصة»، في إشارة إلى إحياء مفاوضات السلام المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين نهاية يوليو الماضي بعد توقفها لثلاثة أعوام.
من ناحية أخرى، دعت منظمة مراقبة حقــوق الإنســان الأمريكية «هيومـــن رايتس ووتش» إسرائيل إلى وقف طرد سكان خربة مكحول في الضفة الغربية مشيرة إلى أن «النقل القسري غير القانوني للسكان يعد جريمة حرب».
وقالت المنظمة في بيان إن هدم 50 مبنى في مكحول عقب قرار من المحكمة العليا الإسرائيلية من بينها عشرات المساكن أدى إلى تشريد 48 شخصاً ثم قام القضاء الإسرائيلي بتعليق هذه العمليات في 24 من الشهر الجاري.
وتقع خربة مكحول مثل 90% من منطقة غور الأردن في منطقة ج التي تخضع بشكل كاملة لسيطرة الجيش الاسرائيلي ولا يمنح تراخيص بناء إلا بأسلوب مقيد للغاية مما يضطر السكان الفلسطينيين إلى البناء بدون تراخيص بحسب الفلسطينيين ومنظمات حقوق الإنسان.
«فرانس برس - رويترز»