كتب - هشام فهمي وعبدالله الهامي:
دعا عضو الكونغرس الأمريكي السابق سولومون أورتيز المواطنين البحرينيين إلى «حماية ما حققته مملكة البحرين خلال العقد الأخير من إنجازات في مختلف المجالات بمنع تكرار ما شهدته دول عربية أخرى، والتصدي لمحرضين يعملون على شق المجتمع ويطبقون سياسة «فرّق تسُد»»، مشيراً إلى أن «أمريكا ليست لديها النية للتدخل في الشؤون الداخلية لبلد صديق مثل البحرين، (..) لدينا علاقات جيدة جداً مع البحرين».
ورأى في حوار مقتضب مع «الوطن» على هامش مشاركته في ملتقى البحرين الدولي أن «الولايات المتحدة أخطأت بذهابها إلى العراق وأفغانستان، وأن الكونغرس الأمريكي تعرض للتضليل من قبل الإدارة الأمريكية، (..) ذهبنا إلى العراق ولم نجد أسلحة دمار شامل، ثم انسحبنا»، مضيفا أن «حماية أصدقائنا بالمنطقة يكلف دافع الضرائب الأمريكي مليارات الدولارات، ووجودنا هو لمنع أي اعتداء، ولولا ذلك لما كنا هنا».
حدثنا عن أسباب قدومكم إلى البحرين والمشاركة في الملتقى الدولي؟
أحد أسباب وجودي هنا هو أن لدينا علاقات جيدة جداً مع البحرين، خاصة مع وجود سفير جيد والأسطول الخامس الأمريكي هنا، وهؤلاء الجنود والموظفون يحملون معهم مشاعر طيبة يحدثون بها الأمريكيين في مختلف الولايات عن شعب البحرين وما يتمتع به من مودة.
ما تعليقكم على ما يثار من تدخلات لهذا السفير في الشؤون الداخلية لبلدهم.
ليس لدى الولايات المتحدة النية للتدخل في الشؤون الداخلية لبلد صديق مثل البحرين، وهذا أحد أسباب وجود القوات البحرية الأمريكية هنا، نحن هنا لمنع أي اعتداء من أي طرف يسعى لإيذاء البحرين وشعبها.
توجد مخاوف من تلاقي المصالح الأمريكية الإيرانية كما حصل في العراق وأفغانستان، وقد يتكرر ذلك على حساب دول الخليج، ما تعليقك؟
نحن في أمريكا مازلنا نناقش موضوع الحرب في أفغانستان، وذهبنا إلى العراق بحثاً عن أسلحة نووية لم نجدها والآن سحبنا قواتنا.
انسحبتم بعد مقتل مئات آلاف الأبرياء، أليس كذلك؟
نعم، بالتأكيد، وفي اعتقادي الشخصي أنه كان خطأً، لقد جرى تضليلنا من قبل الإدارة الأمريكية عبر إقناع أعضاء الكونغرس والشيوخ بوجود أسلحة دمار شامل، وهذا رأيي.
هل تراقب الإدارة الأمريكية منظمات يقال إنها دربت بعض الشباب العربي لإطلاق «الربيع العربي»؟
أنا أرفض العنف، ولا أعتقد أن منظمات أجنبية كانت وراء ما حدث، والبحرين يجب أن تظل خارج هذه الأحداث، لأنه عندما يكون الناس سعداء بمن يحكمونهم فإنه من حسن الحظ لن يكون «الربيع العربي» هنا.
كيف تقيّم الوضع في البحرين بعد انطلاق الحوار الوطني؟
أرى أموراً إيجابية جداً في مملكة البحرين بعد مضي حوالي 10 أعوام منذ آخر زيارة لي إليها، الآن هناك بنية تحتية أكثر قوة، وكثير من الإنشاءات، جامعة البحرين وحدها تعد 15 ألف طالب سنوياً ليكونوا قادة المستقبل.
الناس هنا سعداء، لكن يوجد محرضون من داخل المجتمع يدعمهم آخرون، يعملون لتطبيق مبدأ «فرق تسد»، لذلك من المهم جداً لمملكة البحرين أن تحافظ على موقعها في المقدمة وألا تسمح بما حدث في دول أخرى أن يحدث هنا.
هل تعمل الولايات المتحدة والدول الغربية على تضخيم المخاوف من إيران، لاستمرار الهيمنة على النفط، وبيع الأسلحة؟
لا أعتقد ذلك، الأسلحة لا تأتي من الولايات المتحدة، بل تأتي من دول مثل كوريا الشمالية وإيران وتذهب إلى دول مثل سوريا، ونحن هنا لحماية أصدقائنا وحلفائنا ولدينا صداقة مستمرة منذ فترة طويلة، وإلا لما كنا هنا خاصة أن ذلك يكلف دافع الضرائب الأمريكي مليارات الدولارات.
حدثنا عن مواقف أمريكا المتعنتة من القضيتين السورية والفلسطينية، وآخر ملفات عملت عليها قبل تقاعدك؟
الرئيس أوباما ذهب إلى إسرائيل وفلسطين، والقضية الفلسطينية لاتزال الولايات المتحدة منشغلة بها، إلا أن اختلاف الأفكار في الطرفين يجعل من الصعب جداً التقريب بينهما.
قبل تقاعدي كنا مهتمين بملف التجارة مع الصين، وملفات مراقبة التسلح، واحتمالات تسرب الأسلحة الخطرة مثلما هو الحال في سوريا حالياً، لقد كنت في سوريا قبل حوالي 8 أعوام حينما كانت في حال أفضل مما هي عليه الآن، أكره رؤية الأطفال وكبار السن الأبرياء قتلى.
البعض يرى أن الولايات المتحدة لن تفعل شيئاً لهؤلاء الأبرياء من أجل مصالحها مع إسرائيل، ما تعليقك؟
إسرائيل حليف قديم للولايات المتحدة كما إن إسرائيل صديق للعديد من الدول الأوروبية والعربية والخليجية حسب ما أعتقد، (..) لماذا لا تتحرك الدول المحيطة بسوريا لمساعدتها وليس الدول الغربية، لماذا لا تتدخل؟.
لكن كثيراً من الدول المحيطة بسوريا واقعة تحت نفوذ وسياسات الولايات المتحدة.
غير صحيح، والولايات المتحدة تورطت قبل ذلك في العراق وأفغانستان، وهي منشغلة بكثير من الملفات بينها ملاحظة كوريا الشمالية.
هل لديك ما تود قوله للمواطن البحريني؟
أشعر بالسعادة لوجودي في البحرين، وتقوية العلاقات بيننا، بعض الجوانب في نسيج العلاقات نود تقوية الروابط فيها مجدداً، كنت سعيداً بالمشاركة في ملتقى يناقش الدستور والحريات والوظائف وكيفية تحقيقها بطريقة إيجابية.