قال كبير الاقتصاديين في بنك "HSBC" ستيفن كينغ في مقابلة مع قناة "العربية", إن الأهمية المتزايدة للاقتصاد الصيني ستجعل من العملة الصينية عملة احتياط بعد عقد أو عقدين على الأقل.
وأشار كينغ الى أن العملة الصينية ستصبح قابلة للتحويل بالكامل إلى عملات أخرى خلال خمس سنوات.
وقال: "اعتماد اليوان (الرنمينبي) كعملة احتياط سيستغرق بعض الوقت.. لن تتجه البنوك المركزية إلى الاحتفاظ بالعملة الصينية على حساب الدولار أو اليورو بسرعة، وقد يستغرق ذلك عقد أو عقدين على الأقل. وإنما بدأت الخطوات في المسار الصحيح مع استخدام الرينبوت بشكل أكبر في العمليات التجارية وفي أسواق المال كعملة بديلة. نحو 12%، من التجارة الصينية ممولة من خلال الرنمينبي وأكثر من 10 آلاف مؤسسة مالية تجري عملياتها بالعملة الصينية بدلا من الدولار او اليورو".
وأوضح كينغ "نعتقد أن العملة ستكون قابلة للتحويل بالكامل خلال 4 أو 5 سنوات وعندها ستشهد انطلاقة ملحوظة".
يُذكر أن العملة الصينية لم تحتل مكانتها العالمية بعد أما الاقتصاد فنعم. وإذا ما نظرنا الى التاريخ نلاحظ أن الطلب العالمي على أي عملة يزداد مع ازدياد الأهمية الاقتصادية للدولة.. ومن دون شك الأهمية الاقتصادية للصين شهدت نمواً كبيراً خلال السنوات الثلاثين أو الأربعين الماضية، وحديثاً بدأت العملة باللحاق بها.
ولفت إلى أن "نتيجة المساحة الكبيرة للصين بدأت الجغرافيا بالتغير. في HSBC نركز على ما نسمّيه تجارة الجنوب مع الجنوب أو ما أسمّيه طريق الحرير الجنوبي وهي كناية عن مسارات محددة بين آسيا مروراً بالشرق الأوسط والقارة الإفريقية الى أميركا اللاتينية والتي ستموّل تدريجياً بشكل أكبر بالعملة الصينية. وحدوث ذلك سيثير اهتمام الشركات للتعامل بالرنمينبي".
وأكد أنه بالنظر إلى القرن العشرين فسنجد أن أهمية الدولار برزت مع نمو الاقتصاد الأميركي وهذا السيناريو شبيه للصين في القرن الحادي والعشرين.
وقال كينغ: "الاكتشافات من الغاز والنفط الصخريين عامل يؤثر على أسواق النفط من جهة ولكن ما هو أهم على المدى الطويل هو أن النمو الاقتصادي الصيني قوي جداً ويعتمد الى حد كبير على الطاقة وبالتالي أتوقع أن الطلب العالمي على النفط سيفوق المعروض في الأسواق خلال العقد أو العقدين المقبلين ما سيدفع الأسعار صعوداً".