قــــال رئيـــس المنظمـــة العالميــــة للتنميـــة المستدامــــة البروفيســـور علام أحمد، إن: «منظمته اختارت منطقة الخليج بشكل عام والبحرين تحديداً لانطلاقة باكورة أعمالها في المنطقة العربية لما حققته المملكة من خطوات مشهودة في تنويع مصادر الدخل عبر استقطـاب صناعات أساسية كالألمنيوم وبنــاء وإصــلاح السفــن، وصناعــة الحديـد والبتروكيماويات وعدد من الصناعات التحويلية المهمّة، فضلاً عن تجربتها المميزة في تهيئة البيئة الاستثمارية المحفزّة، مشيداً بما حققته البحريـن من تقدم تنموي، خصوصاً في فاعلية أداء أجهزتها الحكومية، كما أكد تقرير البنك الدولي للعام 2013».
من جهته قال نائب محافظ الشمالية جاســــم الوافــــي، إن: «الملتقيــــات والورش التدريبية المتخصصة تصقل مهارات ومؤهلات الشباب البحريني بما ينعكس إيجاباً على فرصهم فــي التوظيف والترقي في المؤسسات العامة والخاصة، مؤكداً أن الإبداع سمة من سمات العصر، والجميع يعول عليه من أجل تحقيق خطوات كبيرة في اتجاه التنمية والازدهار.
وأشاد الوافي على هامش مشاركته في فعاليات منتدى «الابتكار والتنمية دور رأس المال البشري»، الإجراءات والخدمات المقدمة لشريحة الشباب من خلال صندوق العمل «تمكين» والمؤسسات التعليمية والتدريبية الأخرى، منوها بتمكن مملكة البحرين من تبوء المركز الثاني عربياً في فاعلية الإجراءات والسياسات التنموية الحكومية.
وكانـــت أعمــال منتــدى «الابتكـــار والتنمية دور رأس المال البشري»، الذي نظمته المنظمة العالمية للتمية المستدامة، بالتعاون مع شركة سولت لتنظيم الفعاليات، انطلقــت يـوم الخميــس الماضي، بمشاركة نحو 350 من المختصين والمهتمين، وعدد من الأكاديميين والخبراء الاقتصاديين العالميين.
وأكد المشاركون أن «عنصر الابتكار والإبداع، يمثل المعيار التنافسي الأهم في العقود المقبلة، وأن الشركـــات والمؤسســــات العامـــــة والخاصة سوف تواجه تحديات العجز عن مواكبة التطورات المتسارعة في مختلف جوانب الحياة لاسيما الإلكترونية منها ما لم تغذ كوادرها البشرية بالعناصر الشبابية المبدعة والمهــــارات التقنيــــة المتجــــددة، منوهين إلى أن الإبداع والابتكار يمثل التحدي الأبرز أمام دول الخليج والدول العربية بشكل عام في المراحل المقبلة».
من جانبه قدم أستــاذ الاقتصــاد والعلوم الإدارية البروفيسور عامر الربيعي، ورقة علمية حول الدور الذي يمكن أن يلعبه الابتكار والأفكار الخلاقة في سد الفجوة الإنتاجية والصناعية بين الدول العربية من جهة والدول الغربية المتقدمة من جهة أخرى، من خلال إنشاء بيئة تمكينية قادرة على توفير الحوافز ودعم الإبداع، ونشر المعلومات، ونقل التكنولوجيا والابتكار فيما يعبر عنه اليوم باقتصاد المعرفة.
فيمـــا تنـــاول مديـــر معهــد الإدارة الدوليـــــة فــــي جامعــة إنديانــــــا بنسلفانيا في الولايات المتحدة الأمريكية البروفيسور عباس علي، الاستراتيجيات العصرية في إدارة المواهب والإبداعات لتنعكس إيجابا على البنية الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع وتخلق واقعاً تنمويـــاً حافلاً بالإبداع والابتكار، حيث تنبه المختصون إلى أهمية إدارة المواهب وأثرها على عملية الإنتاج والتحفيز والتنميــة الاقتصاديـــة فـــي أبعـــاد مختلفة. وتطرق علي في ورقته إلى متطلبات تنمية القابليات الإبداعية ومفهوم إدارة المواهب بوصفه مفهوماً جديداً في علوم الإدارة والعوائق الاجتماعية المعطلة للمواهب وسبل تشخيصها ومعالجتها.وبدوره تطرق أستاذ علوم الحاسوب وتقنية المعلومات د.منصور العالي، إلى متطلبات وشروط الكفاءة في الأجيال المقبلة من المتخصصين في تكنولوجيا المعلومات بما يمكنهم من تحقيق نجاحات فاعلة في سوق العمل، تتسم بمواكبة التكنولوجيا، والقدرة على الابتكار والإبداع في هذا المجال، وخصوصاً مع ما تتسم به البحرين من فرص تنافسية مميزة في هذا القطاع على المستوى الإقليمي والعالمي، حيث تتسع دائرة تأثير الإبداع والابتكار الشبابي بشكل أكبر في قطاعات تقنية المعلومات والاتصـالات بشـــكل عـــام. هذا وقد حظي المنتدى بمشاركة من منتسبي العديد من الجامعات والشركات والوزارات والمهتمين، وخصوصا الفئة الشبابية، بالإضافة إلى عدد من أبناء دول مجلس التعاون الخليجي.
جدير بالذكر أن المنظمة العالمية للتنمية المستدامة محفل عالمي فريد من نوعه يجمع بين المتخصصين من جميع أنحاء العالم لمناقشة القضايا الرئيسية المتعلقة بإدارة العلوم والتكنولوجيا التي تؤثر على التنمية المستدامة، بهدف تعزيز تبادل المعارف، والخبرات والمعلومات والأفكار بين الأكاديميين، والعلماء والمهنييــــن ومتخـــــذي القـــــــرار، والصناعة، والمديرين التنفيذيين والطلاب وغيرهم، بالإضافة إلى تحسين التفاهم المتبادل لدور كل من العلم والتكنولوجيا في تحقيق التنمية المستدامة.