قرية تتحول إلى مقبرة كبيرة يسقط أهلها واحداً تلو الآخر في غواية المهاجر العائد بجيب مكتظ بالنقود. يعود المهاجر معلناً بخبث محكم عن جائزة مالية لمن يكتشف «المغتصبة». هذا الإعلان يجعل أهل القرية يفرزون أسوأ ما لديهم من شهوات للحصول على الجائزة دون الاكتراث لأي قيم ومبادئ.
تدور أحداث المسرحية حول أربع شخصيات رئيسة هي الرجل الذي يظهر في عدة وجوه كالابن والزوج والشقيق، وشخصية المهاجر، وشخصية حفار القبور، كما شخصية المرأة «المغتصبة».
العربة مسرحية من تأليف وإخراج الفنان طالب الدوس ومن إنتاج مؤسسة الجارح، تتحدث المسرحية عن قرية يعود إليها مهاجر تركها منذ فترة طويلة بحثاً عن حياة افضل بعد أن ضاقت به سبل العيش لكنه يعود هذه المرة بوجه آخر بعد أن أصبح رجلاً فاحش الثراء يعود إلى القرية محملاً بأطماعه ساعياً إلى بث الفرقة والفتنة بين أهلها لتفكيكها ومن ثم السيطرة عليها، من خلال إعلان جائزة قيمة لمن يكشف شخصية «المرأة المغتصبة».
يقول مخرج العمل طالب الدوس إن نص المسرحية يتلاقى مع الأحداث التي يمر بها الوطن العربي وما فجرته من نزاعات أهلية تحت عناوين مختلفة كالطائفي والعرقي والديني والليبرالي والإسلامي.
يبدأ الصراع في المسرحية عندما أثير في القرية أن هناك امرأة مغتصبة لم تكشف هويتها بعد، هذه الإشاعة كانت كفيلة بإحداث بلبلة وإثارة الشك في وسط القرية، التي سرعان ما انتشرت فيها الإشاعة انتشار النار في الهشيم. دائرة التشكيك طالت كل أهل القرية وأصبح الكل ينظر بعين من التوجس بحثاً عن المغتصبة.
تساقط أهل القرية واحداً تلو الآخر في غواية المهاجر ، حتى باتت القرية هشة وصار أهلها أجساداً بلا روح، حينها بسط المهاجر سيطرته واستحوذ على القرية.
تميز عرض العربة بتوظيف المخرج للمجاميع في إرسال مجموعة من الدلالات والمعاني، وكان الممثل جزءاً من سينوغرافيا العرض تتفجر إيمائاته وحركاته الممتزجة مع مختلف مكونات العرض لتضيف مزيداً من العمق والمعاني لدلالات العرض.
نشرت «صارية» جالت بين جمهور العرض واستطلعت آراء مجموعة من الفنانين حول أهمية عودة المهرجان، وتقييمهم لعرض العربة.
يرى الفنان عبدالله ملك أن المسرحية حملت رؤية إخراجية مميزة اتسمت بالجرأة، وكان أداء الممثلين محكماً، واتسم العرض بانسيابية فرضها التزام الممثلين برؤية المخرج التي أفرزت تجانساً ملحوظاً بينهم.
أما الفنانة أميرة محمد فكانت متحمسة لعرض رحلة عمر، وتوقعت أن ينال جائزة أفضل عرض، وأن يحصل حسن محمد على جائزة أفضل ممثل. كما أثنت من جانب آخر على التوظيف المميز للسينوغرافيا في مسرحية العربة.
بدورها ترى الفنانة ابتسام عبدالله أن هذا المهرجان يعد فرصة لاكتشاف الطاقات والمواهب ويمد المسرح البحريني بالحيوية، متمنية له مزيد من النجاح والتألق.
وهو الأمر الذي وافقها عليه الفنان خليفة العريفي الذي قال «إن عودة المهرجان كفيلة بعودة الصواري إلى عهده، وبرأيي أن المهرجان سيبرز مجموعة من الشباب الذي سيضيفون الديمومة للمسرح البحريني، أتمنى استمرار المهرجان وتطوره.
بيد أن العريفي أبدى انزعاجاً من الأخطاء اللغوية التي وقع فيها الممثلين، إلى جانب رتابة الأداء في بعض لحظات العرض.
الفنان علي باقر شبه عودة مهرجان الصواري بمثابة عودة الدماء للمسرح البحريني. وقال تابعت المهرجان منذ أن أفرز فنانين مميزين كخالد الرويعي والقرمزي. وبين باقر أن المهرجان يحمل تنوعاً في طبيعة عروضه وهو ما يشكل قيمة مضافة في حين كان عرض الافتتاح عرضاً جماهيرياً كوميدياً مميزاً، ظهر عرض العربة بطابع مغاير مرتكزاً على تعميل الفكر وتحفيز المخيلة وتوظيف السينوغرافيا.
من جانبه أكد الفنان أحمد مجلي أن مهرجان الصواري للشباب لطالما أفرز الطاقات وأنتج الكوادر في كافة الفنون المسرحية. وختم مجلي حديثه قائلاً لا شك أن تنظيم المهرجان بادرة كبيرة يطلقها مسرح أهلي تستحق دعم كل الجهات، وأبارك للقائمين على المهرجان هذا النجاح.