عواصم - (وكالات): أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان «مقتل 16 شخصاً بينهم 10 طلاب في غارة جوية نفذها الطيران الحربي السوري على مدرسة ثانوية بمدينة الرقة شمال سوريا»، في مجزرة جديدة لقوات النظام، فيما أعلن الرئيس بشار الأسد أن «بلاده ستلتزم بالقرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي حول نزع أسلحتها الكيميائية».
وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «قتل 16 شخصاً بينهم 10 طلاب في الغارة الجوية التي نفذتها قوات النظام على مدرسة ثانوية في مدينة الرقة».
وأشار عبدالرحمن إلى أن القتلى هم من الموظفين والأساتذة والمارة أمام المدرسة حيث سقطت القنابل.
وأشار إلى أن «العدد مرشح للارتفاع بسبب وجود جرحى بعضهم في حالات خطرة».
ودان المرصد السوري «بأشد العبارات ارتكاب هذه المجزرة بحق أطفال وطلاب العلم الذين هم مستقبل سوريا الواعد»، مجدداً «مطالبته بإحالة ملف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ترتكب بشكل يومي في سوريا إلى محكمة الجنايات الدولية».
ورأى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية من جهته في بيان أصدره في الغارة «خرقاً جديداً لميثاق جنيف». وأشار إلى أنه «تم تنفيذ الهجوم تزامناً مع تجمع الطلاب في ساحة المدرسة في أول أيام الدوام، محولاً شوق الطلاب لبدء عام دراسي جديد إلى أشلاء تتناثر في المكان».
وبث ناشطون شريط فيديو التقط بعد الغارة على شبكة الإنترنت، يظهر صوراً مروعة لجثث مع بقع دماء حولها وأخرى متفحمة وأشلاء. والرقة هي مركز المحافظة الوحيدة الذي تمكن مقاتلو المعارضة من طرد قوات النظام منها قبل أشهر. من جهته، قال الأسد رداً على سؤال من تلفزيون «راي نيوز 24» الإيطالي عما إذا كانت دمشق «ستلتزم بقرار مجلس الأمن الذي يطلب من سوريا إزالة جميع أسلحتها الكيميائية»، قال الأسد «سنلتزم بالطبع، وتاريخنا يظهر التزامنا بكل معاهدة نوقعها». وعن التقارب الأمريكي الإيراني الذي تجلى على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال الأسد «أعتقد أن هذا سيكون له أثر إيجابي على ما يحدث في سوريا»، موضحاً أن «إيران حليف لسوريا ونحن نثق بالإيرانيين، والإيرانيون كالسوريين، لا يثقون بالأمريكيين».
ورداً على سؤال عن دور محتمل لدول أوروبية في المفاوضات التي يفترض أن تعقد منتصف يناير المقبل في جنيف، قال الرئيس السوري «بصراحة، إن معظم البلدان الأوروبية اليوم ليست لها القدرة على لعب ذلك الدور، لأنها لا تمتلك العوامل المختلفة التي تمكنها من النجاح ومن أن تكون كفؤة وفعالة فى لعب ذلك الدور»، معتبراً أن «معظم البلدان الأوروبية تبنت الممارسة الأمريكية في التعامل».
ورفض الأسد من دون أن يسميه مشاركة الائتلاف الوطني المعارض في مؤتمر جنيف وكل أطياف المعارضة المسلحة، وقال «المسلحون لا نسميهم معارضة بل إرهابيين». كما أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم رفضه اعتبار الائتلاف السوري المعارض ممثلاً للمعارضة في مؤتمر جنيف، معتبراً أن المعارضة يجب أن تتمثل بالأحزاب السورية المعارضة «المرخص لها». في الوقت ذاته، يستعد فريق خبراء دوليين للتوجه إلى سوريا مطلع الأسبوع المقبل لبدء عملية معقدة لنزع الأسلحة الكيميائية السورية. وأكدت مصادر منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أن عمليات التفتيش عن الأسلحة الكيميائية السورية تمهيداً لتدميرها ستبدأ غداً الثلاثاء «على أبعد تقدير»، مشيرة إلى أنها ستسعى إلى تمكين خبرائها من الوصول إلى أي موقع مشبوه غير مدرج على القائمة الرسمية للمواقع التي يتم تخزين هذا السلاح فيها والتي قدمتها سوريا إلى المنظمة الأسبوع الماضي.
على صعيد آخر، قام محققو الأمم المتحدة المفوضون بالتحقيق في استخدام محتمل للسلاح الكيميائي في سوريا بمهمة جديدة، وفقاً لتقارير. وأعلن المحققون أنهم حددوا 7 مواقع في مناطق مختلفة «تقرر أن ثمة ما يبرر التحقيق» فيها، و4 من هذه المواقع في دمشق ومحيطها. وفي روما أعلنت وزارة الدفاع الإيطالية أن إيطاليا تضع في تصرف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية طائرات عسكرية من طراز سي 130 لنقل الخبراء في الأسلحة الكيميائية إلى سوريا مع معداتهم. من جانبها سلمت وزارة الخارجية الأردنية مذكرة احتجاج «شديدة» إلى السفارة السورية في عمان بسبب سقوط قذيفة على مسجد في مدينة الرمثا شمال المملكة على مقربة من الحدود السورية الخميس الماضي، حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية «بترا».
وقتل مصور سوري يتعاون مع وكالة فرانس برس في قصف استهدف مدينة دير الزور شرق البلاد.
وفي ريف دمشق، أعلن المرصد السوري مقتل 19 من عناصر القوات النظامية وإصابة 60 إثر هجوم نفذته كتائب مقاتلة على مراكز وتجمعات ومستودعات للقوات النظامية في الناصرية في منطقة «القلمون» شمال العاصمة.
من جهة ثانية، أشار المرصد السوري إلى نقل «14 جثماناً لعناصر من جيش الدفاع الوطني الموالي للنظام قتلوا خلال كمين نصبته لهم الكتائب المقاتلة في محيط بلدة زملكا في ريف دمشق أمس».
في الوضع على الجبهة الجنوبية، ذكر عبدالرحمن أن مقاتلي المعارضة باتوا يسيطرون على «شريط بمحاذاة الحدود الأردنية يمتد من درعا البلد حتى الحدود مع هضبة الجولان» المحتلة من إسرائيل، بعد استيلائهم على كامل معبر «الجمرك القديم» الذي يعتبر ثاني نقطة عبور رئيسة بين البلدين.