كتب - وليد صبري:
قال أطباء ومختصون، إن: «التأثير المباشر والرئيس لمرضى السكري، يظهر على اللثة أولا، ثم تتبعها الأنسجة المحيطة بالأسنان، فارتفاع مستوى السكري بالدم يؤدي إلى اختلاف إفرازات الغدد اللعابية تبعاً لذلك، ما يؤثر على اللثة والأنسجة، ويؤدي إلى قلة إفراز اللعاب في الفراغ الفمي، يتبعه جفاف بالفم، فتتكاثر وتزداد الميكروبات الموجودة في الفراغ الفمي مع وجود التهابات اللثة وتهاجم الأنسجة المحيطة بالسن، ما يؤثر على ثبات الأسنان نفسها في مكانها الطبيعي، وبالتالي تحدث خلخلة في بعض الأسنان، وعلى العكس من ذلك لو زادت إفرازات اللعاب نتيجة لزيادة المياه في الجسم التي يتحكم فيها السكر نجد ان هذه الأسنان تعود لحالتها الطبيعية».
من جهتها، قالت استشارية طب الأسنان د.إيمان العناني إن:»عدد الميكروبات الموجودة في الفراغ الفمي هي 14 نوعاً حيث تقل أو تزيد كل مجموعة حسب إفرازات اللعاب، مضيفة هذه الإفرازات إن زادت، قل عدد الميكروبات والعكس صحيح، ويصل عدد هذه الميكروبات في جميع الأنواع الـ 14 إلى نحو 70 مليون ميكروب».
وقالت د.إيمان إنه «عندما تبدأ الأسنان في التحرك وتقل كمية اللعاب، تزداد ترسبات الجير على سطح الأسنان الداخلية أي أنه كلما زادت هذه الترسبات الجيرية تبدأ في غزو الأسنان من الناحية الأمامية، ما يزيد من مشكلات اللثة التي تحرم من حركة اللعاب واستعمالات النظافة العادية سواء الفرشاة أو المعجون».
ورأت د. إيمان أن «عدم انتظام ومتابعة علاج السكري، سيؤدي حتماً إلى خلخلة الأسنان المتواصلة والتأرجح ما بين خلخلة وتثبيت ثم خلخلة وإعادة تثبيت، وينتهي بنا الأمر الى فقدان الأسنان نتيجة الحركة الدائمة والالتهابات المصاحبة لارتفاع السكري في الدم».
وأضافت، أن» هناك مشكلة أخرى تواجه مريض السكري عند خلع «الضرس أو السن، تتمثل بحدوث النزيف عقب الخلع مباشرة، مشيرة إلى أن مريض السكري، خصوصاً يجب عليه إخطار الطبيب في حال إقدامه على خلع ضرس أو سنة، بأنه مصاب بالسكري حتى يستعد طبيب الأسنان المختص بالأدوية التي توقف النزيف وتساعد على التئام الجرح بالسرعة المطلوبة».
وتابعت أن» مدة النزف في حالة مريض السكري، تطول عقب خلع «أحد الضروس أو الأسنان» نظراً لقلة المناعة التي يتسبب فيها ارتفاع السكري بالدم».
وبدوره قال أخصائي الطب العام د. أحمد موافي إن السيدات المصابات بالسكري، تواجههن مشكلة ربما لا يعرفن سبباً لها، يتمثل في تغيير لون الأسنان من اللون الأبيض إلى اللون الأصفر أو الدرجة الأغمق منه نتيجة الإفرازات التي تسببها التهابات اللثة عند مرضى السكري». وأوضحت أنه «في المرحلة الأولى تفرز اللثة إفرازات خفيفة صفراء اللون غير ملحوظة، لكنها فيما بعد تؤدي إلى تغيير في لون الأسنان، وللوقاية والحماية من هذه الإفرازات وأضرارها على الأسنان واللثة يجب متابعة علاج اللثة بانتظام ولو على فترات متقطعة «3 شهور» حيث يقوم طبيب الأسنان المعالج بإعطاء العلاج المناسب في هذه الحالة ويكون موضعياً».
وشدد د. موافي على «ضرورة مراعاة الجروح والقروح التي تحدث في فراغات الفم، التي يتسبب مرض السكري في تأخر التئامها ولهذا يجب على الطبيب المختص أن يعد الأدوية والتحضيرات الخاصة لمريض السكري عند إجراء أية عمليات جراحية داخل الفم كالزوائد باللثة، أو الزوائد المحيطة بضروس العقل».