الخرطوم - (وكالات): أطلقت الشرطة السودانية الغاز المسيل للدموع على طالبات سودانيات داخل حرم جامعي في اليوم الثامن من الاحتجاجات على رفع أسعار الوقود، فيما اتهمت الحكومة المعارضين بالتلاعب بصور التظاهرات، وأكدت أن بعض هذه الصور التي ظهر فيها قتلى ليست من السودان بل من مصر.
وخرجت 150 إلى 200 طالبة في تظاهرة في جامعة الأحفاد للبنات احتجاجاً على «الحكومة»، بحسب ما صرح رئيس الجامعة قاسم بدري. وقال إن الشرطة لم تدخل حرم الجامعة الواقعة في أم درمان، إلا أنها أطلقت الغاز المسيل للدموع من خارج الجامعة. وأكد عدم وقوع إصابات أثناء التظاهرة التي انتهت.
وأمس الأول، خرج نحو ألف شخص في مسيرة في الخرطوم للدعوة للإطاحة بالحكومة بعد جنازة لقتلى الاحتجاجات التي اندلعت الأسبوع الماضي عقب قرار الحكومة رفع أسعار الوقود. من جهته، أكد وزير الداخلية السوداني إبراهيم محمود حامد أن «معظم الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي هي من مصر». وانقطع الاتصال بشبكة الإنترنت مراراً خلال الأسبوع الماضي من دون معرفة السبب، كما انقطعت خطوط الهاتف المحمول أيضاً لفترات متقطعة من دون سبب.
وأضاف الوزير أن «ما حدث من تظاهرات خلال الأيام الماضية يعد تخريباً وفوضى ليست لها علاقة بأية احتجاجات سلمية ذات مطالب حقيقية»، مضيفاً «لقد خرجت مواكب للتخريب بصورة ممنهجة اعتدت على كل شيء». كما أكد في إشارة إلى رفع الدعم عن المحروقات أن «المعالجات الاقتصادية التي أقرتها الحكومة تهدف لإحداث الاستقرار الاقتصادي بالبلاد». ويقول نشطاء ومجموعات دولية مدافعة عن حقوق الإنسان إن أكثر من 50 شخصاً قتلوا بالرصاص، معظمهم في منطقة الخرطوم. وانتشرت أشرطة فيديو وصور لضحايا مضرجين بالدماء على موقعي يوتيوب وفيسبوك وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي. سياسياً انتقد مسؤول سوداني بارز حملة القمع الدموي «غير الضرورية» ضد المتظاهرين المحتجين على زيادة أسعار الوقود، وقال إن الحكومة يجب بدلاً من ذلك أن تشجع الحوار. وصرح المسؤول أن «ارتفاع عدد القتلى يشير إلى درجة العنف». وتقول السلطات إن 34 شخصاً قتلوا منذ رفع أسعار الوقود بنسبة تزيد على 60% قبل أسبوع، ما أثار احتجاجات هي الأسوأ منذ تولي الرئيس عمر البشير السلطة قبل 24 عاماً. وصرح دبلوماسي أجنبي أنه من الصعب تحديد العدد الحقيقي للقتلى «ولكن يمكن أن يصل العدد إلى 200 قتيل». وأمام الرقابة الحكومية المشددة على وسائل الإعلام، انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من الصور التي تظهر القمع العنيف للمتظاهرين.