قتل 47 شخصاً وأصيب أكثر من 140 في سلسلة هجمات جديدة بنحو 12 سيارة مفخخة ضربت مناطق متفرقة من بغداد صباح أمس، في شهر دامٍ قتل منذ بدايته أكثر من 870 شخصاً. وقالت مصادر أمنية وطبية إن التفجيرات استهدفت 9 مناطق، بينها منطقة مدينة الصدر التي شهدت قبل نحو أسبوع هجوماً دامياً قتل فيه أكثر من 70 شخصاً. وأوضح مسؤولان في وزارة الداخلية ومصدر طبي رسمي أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب 16 في منطقة بغداد الجديدة، وقتل 3 أشخاص وأصيب 12 بجروح في البلديات، وقتل 9 أشخاص وأصيب 19 في الكاظمية، وقتل 6 أشخاص وأصيب 15 في مدينة الصدر. وفي سبع البور قتل 4 أشخاص وأصيب 18، كما قتل 8 وأصيب 25 في الشعب، إلى جانب مقتل 3 وجرح 10 في حي الجامعة ومقتل 6 وإصابة 14 في الشعلة. وأغلقت قوات من الجيش والشرطة الاتحادية المكان أمام المارة والسيارات، فيما عملت قوات تابعة لدائرة مكافحة المتفجرات على تفتيش السيارات المركونة القريبة خوفاً من وجود سيارات مفخخة أخرى وذلك بمساعدة كلاب بوليسية. ومنذ بداية سبتمبر الماضي، قتل في العراق أكثر من 870 شخصاً فيما قتل أكثر 4600 منذ بداية العام الجاري. وأعربت مفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن «قلقها المتزايد إزاء الأوضاع بسبب موجة الهجمات الأخيرة من العنف الطائفي التي تهدد بوقوع شرارة تهجير داخلي للعراقيين الفارين من التفجيرات والهجمات الأخرى».
ففي هذا العام «نزح 5 آلاف عراقي بسبب التفجيرات وتصاعد التوترات الطائفية، وأغلب هؤلاء فروا من بغداد باتجاه محافظات الأنبار وصلاح الدين».
من ناحية أخرى، يرى مراقبون أن الهجوم الذي استهدف مديرية الأمن في أربيل، وهو الأول من نوعه وحجمه منذ عام 2007، قد يكون مرتبطاً بشكل أساس بالأحداث في سوريا حيث يخوض الأكراد معارك مع مجموعات متشددة. وفيما تجنب نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي اتهام جهة معينة بالوقوف وراء الهجوم، قال في كلمة إن قوات الأمن الكردية تعمل للقضاء «على قوى الظلام والإرهاب». وأضاف في أول رد فعل من مسؤول كردي رفيع المستوى على الهجوم المباغت الذي لم تتبناه أية جهة حتى الآن «هدف الإرهابيين إصابة الحرية والتحرر في كردستان، وقوى الأسايش «الأمن» تعلم جيداً أن الإرهابيين ضد الحياة».
وقتل 7 عناصر أمن أكراد في تفجيرات انتحارية استهدفت مديرية الأمن «الأسايش» وسط مدينة أربيل شمال بغداد شمال العراق، في هجوم نادر في الإقليم الكردي. وهذا أول هجوم من نوعه يستهدف عاصمة إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم ذاتي والمستقر أمنياً، منذ مايو 2007.
ووقع الهجوم في أربيل بعد يوم من إعلان نتائج انتخابات البرلمان المحلي في الإقليم عقب فرز 95% من الأصوات، والتي فاز حزب رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني بأكبر عدد من الأصوات فيها. وحلت حركة التغيير «غوران» خلفه متفوقة للمرة الأولى على حزب الرئيس العراقي جلال طالباني الذي يتلقى العلاج في ألمانيا من جلطة دماغية أصيب بها نهاية العام الماضي.
«فرانس برس»