مازال أمام أعضاء الكونغرس الأمريكي يوم واحد لتجنيب الإدارة أول تعطيل منذ 17 يوماً، غير أنه يبدو من المستبعد التوصل إلى تسوية حول موازنة موقتة إذ لا تظهر أي نية لدى الطرفين الجمهوري والديمقراطي في تقديم تنازلات. وإذ يعاود مجلس الشيوخ أعماله، من المتوقع أن يرفض مشروع موازنة أقره مجلس النواب، ما سيعيد المفاوضات إلى خانة البداية قبل أقل من 10 ساعات على بدء السنة المالية 2014. وبدون تخصيص أموال جديدة، فإن الوكالات الفيدرالية قد تعلن عطلة غير مدفوعة الأجر لأكثر من 800 ألف موظف يعتبرون غير أساسيين لتخفض عدد العاملين فيها إلى الحد الأدنى الحيوي، الأمر الذي وصفه الرئيس باراك أوباما في كلمته الأسبوعية بأنه «إيذاء للذات». ومازال من الممكن التوصل إلى تسوية خلال الساعات الأخيرة التي تسبق الاستحقاق، غير أن الكثيرين لا يؤمنون بمثل هذا الاحتمال. وقال السيناتور الديمقراطي ريتشارد دوربن «نعرف ما سيجري. مجلس الشيوخ سينعقد مجدداً وسيتم رفض موقف مجلس النواب مرة جديدة، وسنجد أنفسنا أمام احتمال وقف عمل الحكومة». وأقر مجلس النواب مشروع ميزانية لمدة شهرين ونصف تعطي الكونغرس مهلة حتى 15 ديسمبر المقبل لمناقشة ميزانية لباقي العام 2014. لكن تحت ضغط حركة حزب الشاي المحافظة المتطرفة تمت إضافة تعديلين إلى النص، أولهما يقضي بتأجيل دخول شق محوري من قانون إصلاح الضمان الصحي الذي وقعه باراك أوباما لمدة سنة ليبدأ العمل به في 2015 بدل 2014، والثاني يقضي بإلغاء الضريبة على الأجهزة الطبية التي استحدثها هذا القانون. واعتبر الديمقراطيون في مجلس الشيوخ هذين التعديلين بمثابة استفزاز، رافضين المس بإحدى الإصلاحات الكبرى لولاية أوباما الأولى. ووقعت مواجهة مماثلة في أبريل 2011 ولم تلق تسوية إلا قبل ساعة من الاستحقاق ومن خلال اتفاق تمويل لسبعة أيام. وفي مواجهة احتمال شلل الجهاز الفدرالي لأول مرة منذ عام 1996، سعى كل من المعسكرين لاستباق الأمر والفوز احترازياً في معركة نيل تأييد الرأي العام.
«فرانس برس»