دعا مشاركون في الملتقى الإعلامي الخليجي «وسائل الإعلام والاتصال والأمن القومي»، إلى بناء محتوى إلكتروني خليجي يدعم الأمن والاستقرار ويركز على التنمية في مسائل الصحة والتعليم وريادة الأعمال وغيرها.
وحذر المشاركون بالجلسة الأولى لثاني أيام الملتقى وتحت عنوان «المحتوى الإلكتروني عبر وسائل الإعلام الاجتماعي»، من خطورة عدم الانتباه لما تتداوله مواقع التواصل الاجتماعي من فيديوهات وصور ومعلومات تحرض على العنف والنزاع والطائفية تحت ذرائع حرية التعبير.
وأكدوا أهمية زيادة التشبيك بين دول الخليج في مجال إطلاق مبادرات مشتركة تعزز الروابط الثقافية والاقتصادية والاجتماعية بين دول المجلس، ووضع استراتيجية لرسم خطط بعيدة المدى لتغذية مواقع التواصل الاجتماعي بمحتوى إيجابي هادف.
وأجمع المشاركون على عدم جدوى فرض رقابة صارمة على مواقع التواصل الاجتماعي، ورأوا أن الحل يكمن في تعليم النشء أخلاقيات الاستخدام الأمثل لهذه الوسائل.
وأعرب مراسل قناة العربية محمد العرب، عن قلقه وشعوره بالخطر إزاء الانفلات الحاصل في مواقع التواصل الاجتماعي، وقال «نحن نعيش في زمن فوضى المعلومة غير المتحقق من صحتها ومصداقيتها والهدف من نشرها ومدى خطورتها على نسيجنا الاجتماعي».
وأضاف «أصبح معظمنا يتبادل الأخبار دون التأكد من صحتها، وهناك من يصر على تصديق خبر أو فكرة وردت إليه عبر تويتر ويرفض تصديق وثائق وأدلة لا تتسق مع مواقفه وآرائه».
وتساءل «كيف يمكن لشخص التواري خلف حساب وهمي وخلق فتن ونزاع في المجتمع أو بين الدول، وكيف يمكن القضاء أو التخفيف من الإرهاب الممارس والمتنقل عبر وسائل التواصل الاجتماعي».
وتطرق العرب إلى الوضع في البحرين وقال إن «المملكة عانت من الأكاذيب والتحريض عبر تلك المواقع إلى درجة خطيرة جداً، وكان يتم تداول أكاذيب عن طائرات تقصف الناس وتصوير البحرين على أنها أفغانستان، ثم تنقلها فضائيات مغرضة على أنها وقائع».
بالمقابل قالت رئيسة فرع النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في الكويت هند النهاض «بما أننا غير قادرين على منع الجيل الجديد من استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، فنحن مدعوين إلى تعليمه كيفية الإبداع والاستفادة من تلك الوسائل».
وأكدت على دور التربية في هذا الشأن، وقالت «الأجدر بنا إطلاق مبادرات مبكرة لتعريف النشء بالاستخدام الأمثل لهذه المواقع».
وحذرت الناهض من إدمان مواقع التواصل الاجتماعي، ودعت إلى جدولة أوقات تصفحها، مبينة أن الكويت تحتل المركز الثاني خليجياً في استخدام الموبايل بعد الإمارات، وهذا مؤشر إيجابي لكنه في نفس الوقت مؤشر خطير يدل على إدمان هذه الأجهزة بنسبة مرتفعة. من جانبه رسم مدير تحرير صحيفة «الشروق» القطرية جاسم سلمان، صورة قاتمة عن كيفية استخدام العرب لمواقع التواصل الاجتماعي، وقال «نحن شعوب مستهلكة حتى في استخدام منصات التواصل الاجتماعي».ولفت إلى أن محتوى الشبكات الاجتماعية أصبح اليوم مصدراً دسماً للأخبار، لكنه حذر من مغبة الاستقاء العشوائي للمعلومات الموجودة على تلك الشبكات دون التحقق من صحتها تماماً.وأشار إلى أن الإحصاءات الرسمية تقول إن العرب أكثر جدية على مواقع التواصل الاجتماعي، ففيما يستخدم الغرب هذه المواقع لنشر الصور الشخصية والأغاني غالباً، يفيد تقرير كلية دبي للإعلام أن أكثر ما يناقشه العرب على تلك الوسائل هو الدين والسياسة. وأوضح أن قطر والبحرين يمتازان بارتفاع استخدام شبكة الإنترنت عامة، لتوفر البنية التحتية الجيدة فيهما، ما ساعد على انتشار مواقع التواصل الاجتماعي بسرعة أكبر، لافتاً إلى أن قطر تحتل المرتبة الثانية خليجياً من حيث عدد التغريدات بعد الكويت.
من جانبها ذهبت عضو النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في سلطنة عمان سلمي الحجري بالقول «في كل ملتقى أو ندوة يجري استعراض أرقام كثيرة تخص كل دولة عربية حتى باتت الأرقام الكبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي مدعاة للفخر، لكن مشكلتنا كعرب أننا نهتم بالكم وليس بالكيف»، داعية إلى «إثراء المحتوى الإلكتروني العربي وليس مجرد استهلاكه».
من جانبه دعا رئيس النادي العالمي للإعلام الاجتماعي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا علي سبكار، إلى إطلاق ما سماه «استراتيجية وطنية لمواقع التواصل الاجتماعي» في البحرين، وقال «نحن بحاجة إلى استراتيجية وطنية للمحتوى الإلكتروني، وأن نكون مستعدين للتفاعل، خاصة وأن الإعلام الاجتماعي ليس صحيفة وإنما حوار وتفاعل».
وقال سبكار «عبر هذه الاستراتيجية نستطيع الترويج للسياحة والاقتصاد والفن وغيرها، ويمكن استقطاب خريجي الإعلام ودمجهم في برنامج وطني لمدة سنة»، موضحاً أن أي استراتيجية للإعلام أو التسويق يجب أن تركز على شيئين مهمين هما المحتوى والتفاعل.ودعا المؤسسات الحكومية والخاصة في البحرين إلى عدم الاكتفاء بإنشاء حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما رسم استراتيجية تتناول محتوى يستقطب الجمهور، والطلب من الجمهور إعادة نشر هذا المحتوى، وقال «لدينا نقص في المحتوى الإلكتروني، ويجب التركيز على الشريحة المستهدفة، وهو ما يتيحه الإعلام الاجتماعي بالوصول إلى الفئة المطلوبة بالضبط».
وعرض سبكار بعض إحصاءات مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى الوطن العربي، وقال إن 40% من العرب لديهم إنترنت، مقابل 88% منهم يستخدمون الإعلام الاجتماعي، و7% من مستخدمي الإعلام الاجتماعي في الوطن العربي شباب من سن 16 حتى 34، وقال «هذه الإحصائيات مهمة في مسألة إنشاء المحتوى حتى نعرف لمن نتوجه وكيف».
وأشار إلى أن البحرين تشهد نشاطاً كبيراً على مواقع التواصل الاجتماعي، موضحاً أن هناك 514 ألف مستخدم لـ»فيسبوك»، و250 ألف مستخدم «تويتر»، ونحو 150 يستخدمون «ليكندان».
وأضاف أن البحرين شهدت خلال سبتمبر الفائت رفع 4 مليون صورة على «فيسبوك»، و47 ألف مقطع فيديو و11 مليون تعليق، فيما تبادل مستخدمو الموقع 75 مليون رسالة بريدية عبره. وقال «ليس لدينا تصور دقيق عن ماهية الصور أو مقاطع الفيديو تلك، رغم أن هذه الأرقام تدل على غنى المحتوى، ما يدعونا بسرعة لإطلاق استراتيجية ترسخ الاستخدام الأمثل لمواقع التواصل الاجتماعي في أوساط جميع المستخدمين».
970x90
970x90