تباينت أراء المتابعين للعرض المسرحي، «اسكت ولا كلمة»، بين المشيد برسائلها وأداء ممثليها، وبين المنتقد لها من حيث تشتيت إحداثيات الإضاءة، على الخشبة، في أماكن كانت تحتاج إلى صورة بصرية وضوئية، لتتواءم مع إحداثيات العمل.
الثرثرة المتزايدة، والتفوه بالكلمات دون دراية، قد تجر المرء أحياناً إلى عواقب لا تحمد عقباها، خصوصاً عندما توجه سهام النقد لمسؤول فاسد يعيش حياته على الترف من أموال مشبوهة، حينها يكون تكميم الأفواه ضرورياً لحماية مصالح أطراف على حساب الحقيقة وحماية المال العام ومصالح المجتمع.
من هنا تبدأ الحكاية في مسرحية «اسكت ولا كلمة»، التي ركزت في محورها على إسقاطات اجتماعية تمس الحياة اليومية، للمسؤول والصحافي واللاعب والإنسان البسيط، بأسلوب كوميدي لا يخلو من النقد المباشر.
المخرج في هذا العمل، جعل من الشجرة محوراً لكل الأحداث التي تدور على الخشبة، فكلما تصاعد الأداء، تساقط المزيد من أوراقها على الأرض، وبات من الضرورة على الجميع أن يلتزم الصمت.
وتباينـــت آراء جمهـــور المسرحيـــة، حـول العرض ما بين الإعجاب والتحفظ على بعض المشاهد، وقال د.حسن مدن: «هذه تظاهرة فنية مهمة حيث تستقطب مواهب جديدة وتنطوي العروض على مقدار من التجارب المسرحية، مشيراً إلى حيوية الحركة المسرحية والطاقات الشبابية، وأعرب عن تمنياته حضور باقي العروض، ومن الملاحظ أن هذا المهرجان لم يقم إلا على جهود المنظمين».
من جهته أعرب الفنان جمال الصقر، عن سعادته بعودة المهرجان، متمنياً أن «ترتقي الرؤية والمهارات البصرية والأدائية إلى مستوى العصر، مشيراً إلى الدول الخليجية المجاورة، خطت خطوات متقدمة في هذا المجال».
ودعا الصقر الشباب إلى الاطلاع على تجارب الدورات التأسيسية لمهرجان الصواري للشباب، حيث كانت وقتها عناصر العروض في غاية الرقي، من حيث الرؤية الإخراجية والسينوغرافيا والأداء التمثيلي.
ورأى أحمد السادة أن «الإعلان عن المهرجان كان رائعاً ويحسب لمهرجان الصواري، ومن ناحية التنظيم كان جيداً، إذ حضرت عرضين قويين هما «العربة»، و«اسكت ولا كلمة»، مضيفاً أن سينوغرافيا عرض مسرحية «اسكت ولا كلمـــة»، كــان رائعاً، والأداء ممتاز ويحوي أطروحات جيدة وأخرى مباشرة لم ترق لي».
أما أحمد المسجن، فأشار إلى أن «المسرحية تحتاج إلى بروفات أكثر لكي تبرز بشكل أفضل، لكن العرض كان جميلاً، وأداء الممثلين والديكور جيد، وهناك تطور في المهرجان من ناحية التنظيم».
وأشار علي بدر إلى أن هناك حركات جميلة، لكن الإضاءة فيها تشتيت، إذ كان من المفترض التعتيم عن أماكن أكثر من غيرها، حتى لا تتشتت عيون المشاهد، كما أعتب على الجمهور الذي أثار نوعاً من الفوضى في بداية العرض، فلم يتسن لنا سماع صوت الممثلين».
ووصفت مريم طالب المسرحية بأنها «حلوة وخفيفة، والرسالة التي أوصلتها حلوة وقصيرة، وحبذا لو يكون فترة عرض المسرحية أطول، وعلى رغم بساطة الديكور للمسرحية إلا أنه كان معبراً»، لافتةً إلى أنها سبق أن حضرت الدورات السابقة للمهرجان، وكانت المسرحيات المعروضة فيها جداً جميلة.
وتوقـــع عبدالقادر العوضي الذي يحـــرص على متابعة عروض مسرح البيادر، أن تكون المسرحية بمستوى أفضل، فصوت الممثلين كان ضعيفاً، على عكس الإخراج الذي كان متميزاً.
ورأت شيماء الوطني أن مسرحية «اسكت ولا كلمة» «شبه جيدة، فهي من أضعف العروض في هذا المهرجان، وأفكار المسرحية لم تكن مترابطة، والإخراج كان دون المستوى، فقد سبق لي أن حضرت الدورات السابقة للمهرجان ولاحظت أن هناك تطوراً».
من جهتــه، أبدى عمر عبدالعزيز إعجابــه بالعمل بقوله: «المسرحية كانت جميلة، وفيها أهداف كثيرة، ولكن هناك عيباً في مخارج حروف الممثلين وصوتهم لم يكن واضحاً بسبـــب علـــو صــوت الموسيقـــى».