رغم مغادرتهم البلاد بعد ساعتين تقريباً من ارتكابهم الجريمة، تمكنت وزارة الداخلية من القبض على مرتكبي جريمة السطو على محل للساعات بأحد المجمعات التجارية بالعاصمة المنامة 10 سبتمبر الماضي. «الداخلية» التي كثفت من جهودها للقبض على المتهمين، شكل التحرك السريع والتنسيق المحكم بين أجهزة الشرطة بداخلها، العلامة الفارقة في كشف ملابسات السطو، فعلى الفور من تلقي البلاغ بتعرض المحل المذكور لعملية سرقة، انتقلت الفرق المختصة لمعاينة مسرح الجريمة ورفع الأدلة وتم على الفور البدء بعمليات موسعة في البحث والتحري للكشف عن ملابسات القضية والتوصل إلى المتهمين فيها.
لقد شملت عمليات البحث والتحري استعراض العديد من التسجيلات الخاصة بكاميرات المراقبة والكاميرات الأمنية المنتشرة داخل المجمع حيث تم تحديد ملامح المتهمين وتفاصيل عملية السرقة وتحركت الشرطة البحرينية بكافة أجهزتها المعنية. وبفضل سرعة التحرك والتعميم على المشتبه بهم بالنشرة الحمراء للإنتربول، تمكنت سلطات دولة ألبانيا من القبض على أحدهم ويحمل جنسية «كوسوفو» وجارٍ العمل لإنهاء الإجراءات القانونية اللازمة من أجل تسليمه للسلطات المختصة في المملكة.
لقد واصلت «الداخلية» جهودها الأمنية المكثفة إلى أن تمكنت -من خلال التنسيق المستمر بينها والممتد على مدار الساعة وبالتعاون مع أحد مكاتب السفريات- من القبض على اثنين آخرين من المتهمين في القضية، وفيما العمل مستمر لملاحقة وضبط بقية المتهمين بعد أن استطاعت الشرطة تحديد هوياتهم جميعاً، تمكنت قوات الشرطة من استعادة أغلب الساعات المسروقة، والعمل جارٍ لإنهاء الإجراءات القانونية اللازمة وإحالة القضية إلى النيابة العامة. إن ما حققته شرطة البحرين في هذه القضية وغيرها من القضايا التي شغلت الرأي العام، يعكس يقظة رجال الأمن وثباتهم في أداء الواجب من خلال جهودهم الأمنية الفاعلة، والتي تأتي تجسيداً لما يتمتعون به من مستوى متميز في الأداء المهني والاحترافي، ما ينبغي معه تحية الدور الذي قام به أحد أفراد المجتمع والذي ساعد في تحديد هوية المتهمين والقبض عليهم في تجسيد واقعي لروح التعاون والشراكة المجتمعية ومساعدة الشرطة في تحقيق الأمن العام للمجتمع بمفهومه الشامل.