مي بنت محمد:
للثقافة دور في التنمية السياسية والاقتصادية
الوصول للبرامج الناجحة للإنسان العربي عبر الثقافة
تطوير العمل الثقافي الخليجي المشترك
أبناء الخليج يدركون أهمية الدور الثقافي في التنمية
الزياني:
الثقافة انعكاس صريح وصادق عن التنمية والتطور
المتغيرات تدفع لتنفيذ الاستراتيجية الثقافية الخليجية سريعاً
التسلح بالأدوات المناسبة للتعامل مع المستجدات بروح العصر
الانطلاق نحو آفاق أوسع لتطوير العمل الثقافيتوصل وزراء الثقافة بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية خلال اجتماعهم التاسع عشر صباح أمس بالمنامة، إلى تفاهمات حول الأنشطة الثقافية المقرر تنفيذها خلال العام الحالي، ضمن الاستراتيجية الثقافية لدول مجلس التعاون الخليجي، وسبل تحويل هذه الاستراتيجية إلى برامج قابلة للتطبيق، إضافة لاقتراح عدد من آليات تعزيز التواصل بين الدول الأعضاء، وتبادل قواعد البيانات الثقافية، وسبل التعاون الثقافي مع الدول الشقيقة والصديقة، وتعزيز الهوية الخليجية، وتعزيز مكانة اللغة العربية، والاعتناء بالموروث الثقافي والفني الإسلامي.
وأكدت وزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أهمية تكامل التخطيط الثقافي وتطوير العمل الثقافي الخليجي المشترك، مؤكدة أن أبناء الخليج يدركون أهمية الدور الثقافي في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
وقالت الوزيرة إن «قرارات وتوصيات الاجتماع، ستعود بالنفع والخير على دول مجلس التعاون والنهوض بالحركة الثقافية فيها، مشيرة إلى أن حرص الوزراء على الحضور وموقفهم من الحراك الثقافي المشترك يعكس الرغبة الصادقة لشعوبنا ودولنا بضرورة التكامل في التخطيط الثقافي وتطوير العمل الثقافي المشترك، وأن هذا الحرص الخليجي المشترك نابع من وعي وإدراك بأهمية الدور الثقافي في التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية بدول مجلس التعاون».
وأضافت أن «الثقافة راية نجتمع حولها، ويرجع الفضل لها للوصول إلى الأهداف الطموحة والبرامج الناجحة للإنسان العربي المتكامل، وتحصينه من كل الأخطار المحدقة به، وتعميق وعيه بذاته وبتراث أمته وبناء مستقبله، وتفاعله مع محيطه العربي والعالمي».
ورحبت الوزيرة بوزراء الثقافة وممثليهم، متمنية أن يخرج الاجتماع بقرارات وتوصيات تعود بالنفع والخير على دول المجلس والحركة الثقافية فيها، ونقلت تحيات حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وصاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وتمنياتهم الصادقة بالتوفيق والنجاح لأعمال الاجتماع المنعقد ضمن فعاليات المنامة عاصمة السياحة العربية 2013.
ومن جانبه، قال الأمين العام لمجلس التعاون د.عبداللطيف بن راشد الزياني، في كلمة ألقاها بالنيابة عنه الأمين العام المساعد للشؤون الثقافية والإعلامية خالد بن سالم الغساني، إن «الثقافة بمفهومها العام والشامل هي انعكاس صريح وصادق عن التنمية والتطور بمختلف الميادين».
وأوضح أن أول اجتماع على مستوى وزراء الثقافة الخليجيين مر عليه 3 عقود من الزمن في مسقط في سبتمبر من عام 1986، ومنذ ذلك الحين والهم الثقافي يجمع دول مجلس التعاون بأواصر المحبة والرغبة لتطوير الإمكانات والرقي برؤى المجال الثقافي تلبية لطموحات ترقى لمستوى العالم، خصوصاً في ما يتعلق بأعظم ذخيرة تتوارثها الأجيال ألا وهي التاريخ والفنون والموروث الشعبي بمختلف تشعباته التي تغوص بواقع الأمة، وتنتشر في أفيائها لتمنحها النكهة التي تميزها عن سائر الأمة.
وقال د.عبداللطيف الزياني، إن: «الاجتماع الوزاري الثقافي ينعقد في ظل ظروف دقيقة وحرجة تمر بها الأمة قاطبة ودول الخليج خصوصاً، لاسيما المتغيرات الهائلة والتطورات الجذرية التي تعصف بكل ركن من اركان الوطن العربي، ما أصبح لزاماً علينا مواكبتها وأن نكون متقدمين عليها بالأطروحات والحلول، مشيراً إلى أن لدى الاستراتيجية الثقافية الخليجية مدة زمنية تمتد إلى 10 سنوات لتنفيذ طموحاتها، لكن في ظل المتغيرات الراهنة بات الزمن عنصراً حاسماً لتنفيذها في زمن أقصر».
وأوضح أنه «لم يعد الوقت المتراخي والأفكار المتأنية في صالح الرؤى المبنية عليها الاستراتيجية الثقافية الخليجية، وعلينا أن ندرك أن عالمنا تغير فعلاً، مع مضي الزمن مستغيثا من الكم الهائل من المتغيرات، ما يجعل من الواجب علينا التسلح بالأدوات المناسبة والمفاعيل للتعامل مع المستجدات بروح العصر».
وأضاف أن «هذا الاجتماع ينعقد في ظروف تجعل الأمانة العامة تستشعر مسؤولياتها الجسام تجاه تفعيل العمل المشترك، ويجب تسليط الضوء على هذه المتغيرات في إطار الاستراتيجية الموحدة وإعادة النظر في النص وأساليب تنفيذ البرامج».
وتابع الزياني: «نحن مطالبون بالانطلاق نحو آفاق أوسع للتطوير بالعمل الثقافي يأخذ الطابع المؤسساتي، ويعكس الحقيقة المثلى لحضارتنا وثقافتنا العربية والإسلامية، والتأكيد على قطع أشواط بعيدة ونتائج تراكمية جيدة على كافة المستويات رسخت المواطنة الخليجية التي آن الأوان أن نمنحها الاهتمام الكافي من القدرة على ترسيخ جذورها وتنمية ثمارها».
وتم خلال حفل الافتتاح تكريم مبدعين من دول مجلس التعاون، من دولة الإمارات العربية المتحدة: الفنان عبيد سرور، د.سعيد الحداد، فاطمة النقبي، ومن البحرين: الموسيقي د.مبارك نجم، د.باقر النجار، والخطاط عبد الإله العرب. ومن المملكة العربية السعودية: الفنانة صفية بنت زقر، محمد العلي، والكاتب محمد القشعمي، من سلطنة عمان: السينمائي عبدالله حبيب، د.عائشة الدرمكي ود.محمد السليمي، من دولة قطر الفنان عبدالعزيز الجاسم، المطرب فهد الكبيسي والتشكيلي يوسف أحمد، ومن دولة الكويت الشاعر عبداللطيف البناي، الكاتب غانم الشاهين، والسينمائي وليد العوضي.