كتب – أحمد الجناحي:
قلوب البحرينيين كافة، جبلت على حب السلم ونبذ العنف. إنها لا تجد طعماً للحياة دون أمن وأمان، وعمل على حل المشاكل سلميا، وبأساليب حضارية تعلي من شأن الإنسان.
وفي مثل هذه الأيام تحضر مفردتا الأمن والأمان بقوة، بمناسبة احتفال العالم باليوم الدولي لنبذ العنف.
المواطنون والمقيمون أكدو أن نعمة «الأمان» كلمة حروفها صغيرة لكن معانيها كبيرة، والإحساس بها كنز من أروع الكنوز وأغلاها، فهي نعمة لا يدرك قيمتها الكثيرون، لكنها أيضاً تنبع من القلب المحب للناس.
تقول أم سالم: لا يشعر بقيمة الأمان إلا من فقده، ومن جرب الشعور بالخوف مثلي أنا حين تتوقف السيارات بالشارع في ازدحام طويل بسبب أعمال تخريب وعنف، أن ذلك يشعرني بالخوف، أخاف أن يتأذى أحد أو يحترق، وشعوري هذا يسبب لي التوتر والقلق على أبنائي وأهلي وحتى جيراني.
وتضيف: اليوم أشعر بالراحة لعودة الأمان، واحمد الله كثيراً، فالأمان ثلث نصيب الإنسان من الدنيا، وأدعوا الله أن يبقي هذه النعمة، وادعو الجميع للتكاتف ووقف العنف بكل صورة وأشكاله بمناسبة يوم اللاعنف.
ومن وجهة نظر خالد عبدالرسول فان نعمة الأمن أعظم من نعمة الرزق، قال تعالى (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هـذا بلدًا آمنًا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم باللهِ واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتعه قليلاً ثم أضطره إلى عذاب النار وبئس المصير)، [البقرة/ 126]، لقد قدمت نعمة الأمن في الآية الكرمية على نعمة الرزق لسبب واضح وجلي، إن استتباب الأمن سبب للرزق، فإذا شاع الأمن واستتب ضرب الناس في الأرض، وهذا مما يدر عليهم رزق ربهم ويفتح أبوابه، ولا يكون ذلك إذا فقد الأمن.
ويتمنى خالد لجميع شعوب العالم أن تعيش في أمن وسلام بعيداً عن الحروب والتدمير والعنف، داعياً الجميع إلى التعقل وحل جميع المشاكل بالطرق السلمية والحضارية التي تضمن الحقوق، مؤكدا أهمية الروح البشرية وأهمية الحفاظ على حريتها وعيشها عيشة كريمة وآمنة.
وتؤكد أم عبدالله أن الآمان يخلق راحة نفسية داخلية تدفع الإنسان إلى الإبداع والعطاء بشكل مبتكر، إن «إيقاف أعمال العنف ووضع حد لها أمر ضروري وعامل مهم وأساسي لإبداع الإنسان، فالأمن يخلق راحة نفسية تدفع الفرد لإتقان عمله وتقديم عمل إبداعي، وتساهم في إنتاجية الفرد، ولو أن الجميع فهم هذه المعادلة وعمل بها، لنحلت كثير من المشاكل التي يعاني منها الناس، ويقومون بأعمال عنيفة من أجلها».
أما زوجها الحاج منصور فيشدد على أن يعامل الإنسان كإنسان وأن يتصرف الإنسان كإنسان وأن يترك العنف ويترك ترويع الآمنين، وعلى ضرورة احترام الآخرين، لافتاً الى التأثير السلبي للعنف والخوف على الكبار والصغار، حيث يفقدهم حقهم في ممارسة حياتهم بشكل سليم وصحي نفسياً.