كتب علي الشرقاوي:
جيل الخمسينات رأى في فريج الفاضل بأزقته الضيقة وشوارعه المتربة المتعرجة، قارة مترامية الأطراف بحجم العالم، وهنا التقط الفنان عبدالله المحرقي أول أنفاسه، شب ونما، وانطلق ينشد العالمية.
أبو الفن التشكيلي البحريني، عاش في منزل جميل هو بحد ذاته لوحة فنية آسرة، يتوسط مجموعة من بيوت السعف والطابوق، تجمع أهله الأفراح والمسرات ولا تفرقهم ضروب المحن.
المحرقي عاشق البحر وعدوه اللدود، كاد يقضي بلجته ولما يتم الرابعة، شعر حينها -كما يصف- أنه يتهدهد في أحضان حلم تمنى ألا ينتهي، ولوحة البحر بألوانها الساحرة البديعة تغري بالموت الجميل! أثرت الحادثة في التكوين النفسي لعبدالله المحرقي، وشكلت بدايات شخصيته الفنية، وفي لوحاته تتذوق الملح فهو بالريشة نصب نفسه عاشقاً للبحر وناصبه العداء!