البحرين في مصر العروبة

البحرين لن تتخلى عن مصر بأي شكل من الأشكال، ولا يمكن أن تتخلى مصر عن البحرين لأي سبب كان.
هذه هي معادلة العلاقات البحرينية ـ المصرية ولن تغيرها الظروف أو المستجدات أو حتى المصالح، لأنها علاقات أعمق بكثير من مصالح متقلبة، أو مواقف متبدلة.
الزيارة المهمة التي قام بها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد حفظه الله وأعزه إلى العاصمة المصرية القاهرة ليست تاريخية بروتوكولياً، وإنما تاريخية لأنها تعكس مكانة مصر لدى جلالته وهي مكانة وجدت لدى شعب البحرين منذ أكثر من مائة سنة عندما سارع أشقاؤنا في مصر لإطلاق حركة التنوير بتأسيس التعليم النظامي الحديث، فلا يمكن الحديث عن تاريخ التعليم في البحرين دون الحديث عن الدور المصري، وهو الدور الذي مازال مستمراً ولن يتوقف بإذنه تعالى، ولم يكن أيضاً الدور في التعليم فقط، وإنما مجالات عديدة من الصعوبة بمكان حصرها.
حمد بن عيسى عندما يصل القاهرة في مثل هذا التوقيت فإنها رسالة واضحة تعكس حرص واهتمام دول مجلس التعاون الخليجي بمصر العرب، خاصة أن جلالته يتولى حالياً رئاسة الدورة الحالية لمجلس التعاون. وهو بذلك يعد أول قائد خليجي يزور القاهرة بعد الظروف التي عصفت بها، وأدت إلى التغيير الذي نأمل أن يكون في خير مصر والمصريين. كما إنها تقدير كبير من البحرين حكومة وشعباً لدور مصر وموقفها تجاه الأحداث المؤسفة التي شهدتها المملكة، وموقفها أيضاً من محاولات التدخل الإقليمي في شؤوننا الداخلية.
من يحاول اليوم المساس بأمن مصر، أو يحاول التدخل في شؤونها الداخلية عليه أن يدرك جيداً أن هناك أشقاء عرباً حريصين على مصر وشعبها كحرص قادتها وشعبها عليها، ولن يتخلى عنها العرب يوماً، فهي مصر العروبة.
يوسف البنخليل