كتبت ـ عايدة البلوشي:
سراً وبعيداً عن عين الرقيب يمارس بعض المراهقين هواية الكتابة على جدران المدارس ودورات المياه، هناك تجدهم يعبرون عما يعتلج بداخلم ويخجلون عن البوح به علناً. العبارات المقززة وأحياناً أشعار عن الحب والهوى المكنون تملأ الجدران والمقاعد الدراسية، وقد ترفق أحياناً بالصور والرسومات التوضيحية، حقاً كما قال المثل «الحيطان دفاتر المجانين».

ماذا تكتب الطالبة على جدران المدرسة؟ وما الفائدة؟ تجيب الطالبة مروة عبدالله «عندما نقف أمام نوعية العبارات المكتوبة.. أغلبها يدل على نفسية معقدة وحزينة فتجد عبارات مثل (الحزينة.. الوحيدة)، أو طالبة تعيش قصة حب فتكتب (أحبك) وما شابه».
وتضيف «النفسيات المتعصبة تجد الجدران دفتراً مفتوحاً للتعبير والبوح، تعصب لمعلمة أو طالبة أو أي شخصية أخرى.. تكتب حروفاً أو مقطعاً من أغنية أورموزاً ربما لن يفهمها أحد وأحياناً بعض الرسومات».
وترى فاطمة محمد في انتشار الظاهرة دليلاً على قلة الوعي والاهتمام بالممتلكات العامة «يجب اتخاذ إجراءات من شأنها الحد من الظاهرة والقضاء عليها».
وعن الأسباب الدافعة لممارسة الطالبات هواية الكتابة على حائط المدرسة تقول «أسباب كثيرة ومتعددة تدفع الطلبات للكتابة على جدران المدرسة ودورات المياه، الأول عدم قدرتها على التعبير اللفظي عما يعتمل بداخلها من مشاعر وعواطف، لخوفها من سلطة المدرسة باعتبار ما تريد الطالبة التعبير عنه لا يتوافق مع القيم المدرسية والمجتمعية، وأحياناً تجد الطالبة متعة بالكتابة على الجدران، أو ربما شغل أوقات الفراغ أو حب إظهار الذات بطرق غير سليمة، أو لإثبات قيمتها لدى صديقاتها وأنها مشاغبة في المدرسة، وقد تمارس الفعل فقط للهو أو إشباع الميل للكتابة دون أن يحمل ما تكتبه هدفاً محدداً».
الجريمة المستترة
ويجد وليد أحمد في ظاهرة الكتابة على جدران الممتلكات العامة دليلاً على اختلال الشخصية «هذه الطريقة لا توصل غالباً مضمون الرسالة المكتوبة، بل رسالة أخرى مفادها أن صاحب هذه الكتابات عديم الذوق والإحساس ولا يحترم الممتلكات العامة».
ويعتقد وليد في الحاجة الماسة لإجراءات صارمة ضد هذه السلوكيات الخاطئة «أبعادها خطيرة، هي من ناحية تشوه المنظر العام والممتلكات العامة، وتعلم الأطفال السلوك الخاطئ».
ويقول بدر سالم «انتشرت هذه الظاهرة السلبية بشكل كبير في المدارس، خاصة في دورات المياه حيث المكان سري وبعيد عن أعين إدارة المدرسة، وبالتالي يصعب عليها معرفة الفاعل وينجو بفعلته».
ويضيف «هناك الكثير من العبارات يكتبها شباب بمقتبل العمر تعبر عن نفسية الطالب، أو حتى من باب المشاغبة لا أكثر، وأحياناً نجد أبياتاً من الشعر ومقاطع أغان كتبت على الجدران والمقاعد».
ورغم أن بعض ما يدون عبارات رائعة وأبيات شعر جميلة يتهافت بعض الشباب على كتابتها تقول نورة حسن «لا تصل الرسالة التي يود شخص ما إرسالها، وتبقى الظاهرة سلبية تشوه قيم المجتمع ومحاربتها واجب».
وتدعو نورة إلى حل المشكلة «بتوعية الشباب وفتح مراكز صيفية يقضون فيها أوقات فراغهم بالمفيد النافع، وينمي مهاراتهم ومواهبهم ويوجهها التوجيه الصحيح، وفرض غرامات مالية على مرتكبي هذه الأفعال حفظاً للممتلكات والمرافق العامة من العبث».