بدأ مفتشو الأمم المتحدة المكلفون بالإشراف على عملية نزع الأسلحة الكيميائية السورية بـ«تأمين سلامة» المواقع التي سيعملون فيها، ودراسة الأخطار «الصحية» التي قد تواجههم في مهمتهم الدقيقة هذه في بلد يشهد مواجهات ضارية بين القوات النظامية والمعارضة المسلحة.
وأعلنت الأمم المتحدة أن المفتشين «يأملون البدء بعمليات تفتيش المواقع وتفكيكها خلال الأسبوع المقبل». على الأرض يتسع الشرخ داخل المجموعات المقاتلة ضد النظام، مع تكرار المواجهات بين كتائب والوية مختلفة من جهة ومقاتلي «دولة الإسلام في العراق والشام» الجهاديين من جهة أخرى، ما يزيد من تعقيدات النزاع، في حين تمكنت القوات النظامية من استعادة بلدة خناصر الاستراتيجية بين حماة وحلب.
وقال بيان صادر عن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة «أنهت البعثة المشتركة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة أول يوم عمل لها في عملية تهدف إلى تمكين سوريا من التخلص من برنامجها للأسلحة الكيميائية بحلول منتصف 2014».
وأضاف أن فريق المفتشين بدأ «بالتعاون مع السلطات السورية بتأمين حماية المواقع التي سيعمل فيها، خاصة في المناطق الواقعة على الأطراف».
وتأتي مهمة هذا الفريق التاريخية تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2118 حول جمع الأسلحة الكيميائية السورية تمهيداً للتخلص منها في مهلة لا تتجاوز يونيو 2014.
وبحسب تقديرات الخبراء، تمتلك سوريا أكثر من ألف طن من الأسلحة الكيميائية، بينها نحو 300 طن من غاز الخردل والسارين، موزعة على نحو 45 موقعاً في مختلف أنحاء البلاد.
وفي خطوة إجماعية أخرى، أقر مجلس الأمن بياناً يطالب الحكومة السورية بفتح ممرات آمنة لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل أفضل إلى المناطق المنكوبة نتيجة الحرب.
ورحب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن، معتبراً أنه «يعبر عن إرداة سياسية دولية موحدة تتجه نحو إنهاء الأزمة الإنسانية في سوريا».
سياسياً أعلن المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأمريكي باراك أوباما قد يجريان نقاشاً حول الوضع في سوريا على هامش قمة آسيا المحيط الهادىء «إبيك» الأسبوع المقبل في بالي. وفي أنقرة، جدد البرلمان التركي لسنة إضافية موافقته على إرسال قوات تركية إلى سوريا في حال دعت الحاجة لذلك.
ميدانياً دعت مجموعات مقاتلة أساسية في سوريا تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام» إلى الانسحاب من مدينة أعزاز شمال البلاد التي كان انتزع السيطرة عليها قبل أيام من «لواء عاصفة الشمال» الذي يقاتل تحت لواء الجيش الحر، وذلك غداة تجدد الاشتباكات بين عاصفة الشمال والمقاتلين الجهاديين في محيط أعزاز.
وكان المئات من مقاتلي «دولة الإسلام في العراق والشام» المرتبطة بتنظيم القاعدة أحرزوا تقدماً على الأرض نحو معبر باب السلامة الحدودي مع تركيا وسط اشتباكات بينهم وبين «لواء عاصفة الشمال»، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما دعا المجلس العسكري لمدينة الرستن التابع للجيش الحر «دولة الإسلام في العراق والشام» إلى الانسحاب من ريف حمص الشمالي.
«فرانس برس»