أكد نواب وقانونيون أن زيارة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى رئيس الدورة الحالية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى جمهورية مصر العربية، حملت بين طياتها رسالة صريحة إلى الغرب مفادها أن البحرين ومصر تسيران معاً صفاً واحداً في مجابهة كافة الأطماع الخارجية ومحاولات التشرذم بالمنطقة.
وأجمعوا في تصريحات لوكالة أنباء البحرين (بنا) على خصوصية العلاقة التاريخية التي تجمع بين مملكة البحرين وجمهورية مصر العربية، وما تؤطره من وشائج استراتيجية يستحيل اندثارها بفضل وعي قيادة كلا البلدين الشقيقين بما يجري من تغيرات جيوسياسية. وشددوا على أن زيارة الملك إلى مصر كأول قائد خليجي يزور أرض الكنانة بعد ثورة 30 يونيو، تعني الكثير للمصريين الذين لطالما وقفوا مع البحرين في السراء والضراء، وحان دور البحرين لترد لهم الجميل بالإفصاح عن مؤازرتها لهم ملكاً وحكومة وشعباً.
وقال النائب عبدالحكيم الشمري إن جلالة الملك كونه رئيساً للدورة الحالية لمجلس التعاون الخليجي يريد أن يؤكد بزيارته التاريخية إلى مصر على عمق الروابط بين منظومة مجلس التعاون وجمهورية مصر العربية، والتي تعتبر بكل فخر عمقاً وثقلاً استراتيجياً للعرب أمام الأطماع الغربية والشرقية. وأضاف «لاشك أن التقارب الخليجي مع مصر يخدم استقرار المنطقة ويقطع الطريق على الطامعين في إفساد العلاقات الودية بين دول مجلس التعاون والشعب المصري. ونعني بالدرجة الأولى إيران التي تعمل على اختراق مصر من عدة محاور أهمها المحورين السياسي والشعبي». بدوره، قال النائب عدنان المالكي إن الزيارة الملكية ليست بالغريبة على حنكة الملك في دعم جميع الأشقاء العرب، وتدل على تقوية العلاقات بين البلدين.ولفت إلى أن دول الخليج مطالبة في ظل الأطماع الغربية والتقارب الأمريكي-الإيراني المعلن الاستفادة من نتائج الزيارة الملكية لمصر، وتقوية علاقتها مع العالم وباقي الدول العربية.وأردف أن «مصر قوية بقيادتها وجيشها وشعبها، والبحرين ستبقى على مر الأيام معها بكل النواحي، ولم ولن تؤثر الثورات العربية أو ما يسمى بالربيع العربي على صفو العلاقات بين البلدين الشقيقين»، مشيراً إلى أن الرسالة الموجهة إلى العالم بزيارة الملك إلى مصر، تمثل صفعة قوية إلى إيران بأن المملكة تفتح قلبها لجميع جيرانها وأشقائها، مع تمسكها بأنظمتها الدستورية وانفتاحها الحضاري على جميع دول العالم. من جانبه أكد أحمد المالكي رئيس جمعية كرامة لحقوق الإنسان أن زيارة جلالة الملك المفدى تعطي دفعة قوية لصناع القرار على المستوى الرسمي والأهلي في كل من البلدين للعمل معاً من أجل توثيق عرى التعاون في شتى المجالات.وكشف عن اهتمام منظمات حقوقية مصرية وناشطين مصريين بالعمل مع نظرائهم البحرينيين، وقال «وردتنا اتصالات من بعض المنظمات الأهلية المصرية المعنية بحقوق الإنسان ومبادرات شخصية من بعض الحقوقيين لاستبيان الأوضاع على حقيقتها في البحرين، وهي اتصالات دلت على اهتمام الأشقاء في مصر بتبني الموقف الرسمي والشعبي الذي ينبذ العنف ويكرس لحقوق الإنسان فكرا وممارسة».
فيما قال المحامي فريد غازي «أعتقد أن هناك عوامل كثيرة اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية تجمع بين البحرين ومصر، والبلدان مدعوان الآن لتعزيز علاقتهما أكثر نتيجة استمرار الأطماع والمؤامرات الإقليمية والدولية العاملة على إضعافهما».
وأكد غازي أن «مصر لها مكانة عميقة وكبيرة ومن الطبيعي أن تستهدف من قبل القوى الدولية لإحداث تغيير كبير في المنطقة يخدم مصالح القوى المشبوهة، وأيضاً تتمتع البحرين بأهمية استراتيجية كبرى جعلتها محل أطماع قوى إقليمية ودولية حاولت ومازالت تحاول جاهدة زعزعة الاستقرار في البحرين وصولاً إلى الهيمنة على الخليج العربي كاملاً»، وأوضح في هذا الصدد أن كلاً من البحرين ومصر تمكنتا من إفشال المؤامرات التي حاكتها بعض القوى قصيرة النظر.