عواصم - (وكالات): أشارت تسريبات من داخل وخارج دمشق إلى «احتمال تأجيل الانتخابات الرئاسية في سوريا وفق اتفاق أمريكي روسي، ما يسمح للرئيس السوري بشار الأسد بالبقاء في السلطة لمدة عامين بعد انتهاء ولايته في يوليو 2014، حسب نص الدستور»، وفقاً لقناة «العربية». وذكرت التسريبات أن «الاتفاق الروسي الأمريكي الأخير يحبذ بقاء الأسد لاستكمال مسألتي تفكيك ترسانة سوريا الكيميائية، والقضاء على الجماعات المسلحة المتشددة». أما الأسباب التي استندت إليها التسريبات بشأن التأجيل، فتنوعت بين «وجود ملايين المهجرين والنازحين السوريين، وانعدام وجود سفارات للنظام في معظم أرجاء العالم، إضافة إلى الوضع الأمني المتردي وانعدام سيطرة الدولة على مناطق في سوريا». من جهته، أعلن الأسد في مقابلة مع قناة «هالك» التركية أنه «سيترشح إلى الانتخابات الرئاسية في 2014 في حال أراد الشعب ذلك». وقال الأسد في المقابلة «إذا كان لدي شعور بأن الشعب السوري يريدني أن أكون رئيساً في المرحلة القادمة فسأترشح»، مضيفاً «إن كان الجواب لا، فلن أترشح»، موضحاً أنه «خلال ربما 5 أشهر من الآن لابد أن تكون هذه الصورة واضحة بالنسبة لي».
ويواجه الأسد منذ منتصف مارس 2011 احتجاجات شعبية تحولت إلى نزاع دامٍ أودى بأكثر من 115 ألف شخص.
ويعد بقاء الأسد في منصبه أو رحيله نقطة أساسية في النقاشات حول التوصل إلى حل للنزاع الذي أدى كذلك إلى تهجير ملايين السوريين من منازلهم، ولجوء أكثر من مليونين منهم إلى الدول المجاورة.
ويشكل رحيل الأسد مطلباً أساسياً للمعارضة والدول الغربية الداعمة لها. وتشترط المعارضة هذا الأمر كمدخل لأي تفاوض سلمي لحل النزاع.
وفي المقابلة نفسها، وجه الأسد انتقادات لاذعة إلى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، الذي ارتبط بعلاقات جيدة مع الرئيس السوري، إلا أنها تدهورت بعد وقوف أنقرة إلى جانب المعارضة السورية.
وقال الأسد إن عقل أردوغان «مغلق، عقل ضيق، عقل متعصب، عقل لا يعرف الصدق، لذلك كل ما قاله هو ووزير الخارجية أحمد داود أوغلو عبارة عن أكاذيب»، محذراً أنقرة من أنها «ستدفع غالياً ثمن» دعمها لمقاتلي المعارضة الذين يصنفهم النظام السوري بـ«الإرهابيين».
واتهم الرئيس السوري المقاتلين الجهاديين في سوريا بالسعي إلى إقامة «دولة إسلامية»، قائلاً «لا علاقة لعقيدتهم بالإسلام، ولكن هذا هو هدفهم، يأتون من مختلف أنحاء العالم، من أكثر من ثمانين دولة من أجل الجهاد وتأسيس هذه الدولة».
وتأتي هذه التصريحات في وقت يحقق تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام - داعش» المرتبط بتنظيم القاعدة، تقدماً في اتجاه مناطق حدودية مع تركيا شمال سوريا. وقاتل هؤلاء الجهاديون مدة طويلة ضد قوات النظام السوري إلى جانب مقاتلين أكثر اعتدالاً، إلا أنهم يخوضون في الفترة الأخيرة اشتباكات في بعض المناطق ضد مقاتلي الجيش السوري الحر. ويظهر الجهاديون في المدة الأخيرة نزعة إلى فرض سيطرتهم على المناطق التي يتواجدون فيها وطرد كل خصومهم منها.
من جانبه، دعا المجلس العسكري الأعلى للجيش السوري الحر إلى «وحدة الصف» و«نبذ التفرقة» بين المجموعات المقاتلة ضد النظام السوري، مؤكداً مرجعية الائتلاف المعارض كـ«مظلة سياسية» للعمل الثوري.
وتأتي هذه الدعوة بعد أقل من أسبوعين على إعلان 13 مجموعة مقاتلة في سوريا بعضها مرتبط بهيئة الأركان، رفضها الائتلاف الوطني والحكومة المؤقتة، وتشكيل إطار جديد ذات توجه إسلامي. من جهة أخرى، نفى الرئيس السوري الذي نادراً ما يتناول عائلته في تصريحاته الصحافية، التقارير التي أشارت إلى احتمال مقتل شقيقه العقيد ماهر الذي يتولى قيادة الفرقة الرابعة، وهي إحدى أبرز فرق النخبة التي تتولى حماية دمشق ومحيطها.
وقال «كل الشائعات التي صدرت عن عائلتنا خلال الأزمة عبارة عن أكاذيب كاملة لا يوجد لها أي أساس»، مضيفاً أن ماهر «موجود، وعلى رأس عمله وبصحة جيدة».
ميدانياً، قتل 28 شخصاً على الأقل هم 20 عنصراً من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها و8 مدنيين، في قصف واشتباكات في محيط قرية المتراس التي تقطنها غالبية من التركمان السنة، والواقعة في محافظة طرطوس ذات الغالبية العلوية، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وواصلت القوات النظامية قصفها لمناطق واسعة بينها مدينة معضمية الشام جنوب غرب دمشق، والتي كانت إحدى المناطق التي تعرضت لهجوم مفترض بالأسلحة الكيميائية في 21 أغسطس الماضي.
وفي حديثه إلى القناة التركية، جدد الأسد نفي استخدامه السلاح الكيميائي في هذا الهجوم، ويأتي النفي المتجدد في وقت يواصل خبراء الأمم المتحدة ومنظمة حظر الأسلحة الكيميائية مهمتهم في سوريا تطبيقاً لقرار مجلس الأمن الرقم 2118، القاضي بالإشراف على الترسانة الكيميائية تمهيداً لتدميرها.
وأعلنت الأمم المتحدة أن المفتشين «يأملون البدء بعمليات تفتيش المواقع وتفكيكها خلال الأسبوع المقبل». وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة مارتن نيسيركي إن البعثة المشتركة «حققت تقدماً أولوياً مشجعاً».
وأعلنت البعثة المؤلفة من 19 مفتشاً أنها باشرت منذ الأربعاء الماضي «مع السلطات السورية» في «تأمين سلامة المواقع التي ستعمل فيها».
وفي سياق متصل، ذكر التلفزيون النرويجي العام أن النرويج قد تساهم في تدمير الترسانة السورية بناء لطلب من الولايات المتحدة وروسيا.
على صعيد آخر، قال وزير الخارجية البولندي رادوسلاف سيرورسكي إن المصور البولندي ماسيج سودير الذي خطف في يوليو الماضي، لايزال «على قيد الحياة». وتعتبر سوريا أخطر الدول بالنسبة للصحافيين في العالم، بحسب منظمة «مراسلون بلا حدود».