أعلن الباحث نوح خليفة، أن تحولات عصرية كبيرة في الكثافة السكانيـة والرقعة الجغرافية والبنى التحتية شكلـــت ملامـــح جديــدة للحركــة المرورية وحددت متطلبات أحدث للسلامة على الطريق منها احتياجات ثقافية مغايرة ومتطلبات أعمق للسلامة على الطريق وإمكانات أكثر تطوراً، وذلك بمناسبة إصدار كتـاب حوادث الجسور بين المسببات الفنية والسلوكية «دراسة استطلاعية».
وقال إن الدراسة مهداة «للصحافة» وجهات الاختصاص في المملكة، مشيـــــداً بالإمكانــــات القياديــــة للصحافة بين وسائل الإعلام مراوحاً أن طيات الدراسة تولي جهودها المبذولة في معالجة قضية الجسور اهتماماً كبيراً.
وبين أن الكتاب سيكون متاحاً للجهــات الرسميـــة الراغبـــة فـــي الاستفادة من مضامينه في سبيل الارتقاء ببيئة الطريق ومتطلبات السلامة والثقافية المرورية.
وشدد على أن الدراسة تسرد العلاقة الوطيدة بين إنسان البحرين ورجل المرور على مر التاريخ وقوة الثقافة المرورية بين سكان البحرين والتحضر الكبير في مسلك الحركة المرورية منذ القدم.
وأوضــح أن أهالــي البحريــن ورجال الأمن شهدوا منذ تشييد أول جسر عبور في البحرين نقلة نوعية في تاريخ المواصلات وأساليب التنقل بيــن مناطق البحرين انطلاقاً مــن تلك الجسور التي احتفوا بقدومها وعوملت بوعي كبير من العناصر البشريــة البحرينية على امتــداد التاريخ.
وأشار إلى التحولات الحديثة في دوافع إنشــاء الجســور من الربـــط بين الجزر وتسهيل التنقل بينها إلى وسيلة في مواجهة الاختناقات المرورية عند التقاطعات وتسهيل حركة السكان والمركبات بعد الطفرة الاقتصادية الحديثة.
وأكد أن تجربة البحرين عميقة وعريقة في صناعة الجسور وتعود إلى ماضي الآباء والأجداد الذين حاولوا تسهيل تنقلاتهم بين جزر البحرين. وأوضح أن ردم الكوري أول وأشهر جسور العبور في البحرين كان يصل الرفاع ومحيطها بالمنامة ومحيطها وجسر الشيخ حمد الذي يصل المحرق بالمنامة ثم تتابعت إنشاءات الجسور منها جسر يصل سترة بالمنامة وغيرها من الجسور.
وأوضح أن جسور البحرين قديماً وحديثاً تشهد سمة واحد مشتركة هي تمركزها في محيط العاصمــة المنامة، معللاً ذلك بقوة الحراك الاقتصــــادي علــــى المستوييــــن التاريخي والمعاصر وتمركز النسب الأكبر من الطموح الاقتصادي العالمــي فــي رقعتهــا الجغرافيــــة موصياً بضرورة بضرورة رفع جودة طرقات المنامة واتخاذها نموذجاً قابل للتعميم على الطرقات كافة في المملكة.
وأبان أن سلسلة نتائج وتوصيات هامــة يتوقــع أن تضيــف تعزيـــزات جديدة على الطرقات في المملكة من خلال صناع القرار في الأجهزة الحكومية، بينما تحفظ على جملة توصيــات ونتائـــج بسبـــب شـــدة خصوصيتها وارتباطها المباشر بالمؤسسات الذات العلاقة.
ولفت إلى أن جهات الاختصاص لن تدخر جهداً في الأخذ بتوصيات الدراسة، مبيناً أن الكتاب سيباع للمؤسسات الرسمية الراغبة في الاستفادة من مضامينه في سبيل تطور ونماء البنيـــة التحتيـــة فـــي مملكة البحرين.
يذكـــر أن الدراسة أوصت بتجسيـــر العلاقة بين القديم والحديث في اتجاه قوة الثقافة المرورية بين السواق وقوة العلاقة بين رجل المـــرور والسكان وأيضاً منافســــة قوية في الاتجاه الإيجابي بين واقع السلامة المرورية قديماً وحديثاً.
وأضاف أن ذلك سيتحقق بفضل الطموح الكبير لحكومة مملكة البحرين في بلوغ أعلى درجات التميز وجاهزية القيادات المختصة في اتجاه الحفاظ على موروثنـــا الحضاري الذي تعاقب على الأجيال المتمثل في تحضر السلوك المروري المشهود له بين دول المنطقة، إضافة إلى ضرورة دراسة متغير كثافة المركبات على الطرقات وإجراء التعديـــلات اللازمـــة علـــى السرعة المقررة في الطرقات ذات الحاجة لمثل هذه التعديلات.