أظهرت وثيقة معدة لاجتماع وزراء مالية دول مجموعة العشرين أن المجموعة ستدرس الأسبوع القادم في واشنطن مقترحا لخفض الديون الحكومية في المدى الطويل إلى أقل من 90 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.ويأتي المقترح الذي أعدته الرئاسة المشتركة لما يعرف بمجموعة العمل الخاصة بإطار النمو إثر اتفاق زعماء دول المجموعة في يونيو من العام الماضي على وضع أهداف طموح لخفض الديون بعد عام 2016 وهو الموعد الذي حدده اتفاق سابق في تورونتو عام 2010 لوقف تنامي الديون.وقالت وثيقة أعدها للاجتماع مندوبو الاتحاد الأوروبي "تقترح الرئاسة المشتركة: ?'?أن يوجه أعضاء مجموعة العشرين في المدى الطويل سياستهم المالية صوب تحقيق مستوى للديون أقل بكثير من 90 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي.?'?"وقالت الوثيقة التي تبناها وزراء مالية الاتحاد الأوروبي يوم السبت واطلعت عليها رويترز "ننظر بعين الاعتبار إلى المقترح المقدم من الرئاسة المشتركة بشأن الأهداف المالية كأساس جيد للنقاش."لكن الاتحاد الأوروبي نفسه يعتمد هدفا أشد طموحا للوصول بسقف الديون إلى 60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي لدوله السبع والعشرين وسيقترح هدفا أكثر انخفاضا لمجموعة العشرين.وقالت الوثيقة "تجربتنا على صعيد ... تحديد قيمة مرجعية تبلغ 60 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي تظهر أهمية ربط الديون بهدف أكثر طموحا. ربط الديون عند ذلك المستوى ضروري بالتزامن مع مسار للانضباط المالي المحدد بعناية للمحافظة على التعافي."ومثل تلك الأهداف سهلة بالنسبة للاتحاد الأوروبي حيث نسبة الديون حاليا دون التسعين بالمئة أو حتى بالنسبة للولايات المتحدة حيث تبلغ الديون نحو 105 بالمئة. لكنها قد تكون مستحيلة بالنسبة لدول مثل اليابان حيث تتجاوز نسبة الدين 200 بالمئة.وبغية محاربة انكماش الأسعار ودعم النمو أطلق بنك اليابان المركزي تحفيزا نقديا هو الأضخم في العالم حتى الآن حيث تعهد بضخ نحو 1.4 تريليون دولار في الاقتصاد خلال أقل من عامين.كان وزير المالية الياباني ميتسوهيرو فوروساوا قال يوم الجمعة إن من المتوقع أن تناقش مجموعة العشرين تداعيات التيسير النقدي في اليابان واقتصادات متقدمة أخرى على اقتصادات الأسواق الناشئة.ودفعت ضخامة التحفيز الياباني سعر الين لأدنى مستوى في أربع سنوات مقابل الدولار وأحدثت هزة في السندات اليابانية ليرتفع عائد السندات لأجل عشرة سنوات إلى 0.635 بالمئة يوم الجمعة من مستوى قياسي منخفض بلغ 0.315 بالمئة بعد إعلان بنك اليابان عن إجراءاته الجديدة.وسيحذر الاتحاد الأوروبي مجموعة العشرين الأسبوع القادم من أن تلك السياسات اليابانية لا تخلو من مخاطر.وقالت الوثيقة "نرحب بجهود اليابان لإنعاش النمو المحلي. لكن ثمة مخاوف للمدى الطويل نظرا لما تنطوي عليه السياسات الاقتصادية الراهنة من مخاطر زيادة اعتماد اليابان على التحفيز المالي والنقدي في حين أن هناك حاجة إلى إصلاحات هيكلية جريئة لمعالجة التحديات الكامنة.