عرضت البحرين أمام مؤتمر كامبريدج الدولي للمساحة ورسم الخرائط، تجربتها في مجال المسح الطبوغرافي وربطها بتسجيل الأراضي، فيما جرى على هامش المؤتمر اقتراح اتفاقية طويلة الأمد لفترة 5 إلى 10 سنوات بين البحرين وبريطانيا، بهدف تعزيز التعاون والتنسيق في مجال تحسين المسح وتطويره وإنتاج الخرائط الوطنية وإدارتها.
وشاركت البحرين بتوجهيات من رئيس جهاز المساحة والتسجيل العقاري الشيخ سلمان بن عبدالله بن حمد آل خليفة وانسجاماً مع المشروع الإصلاحي لجلالة الملك المفدى، في اجتماعات الدورة الثالثة للجنة الأمم المتحدة لخبراء إدارة المعلومات المكانية العالمية، بالتزامن مع مؤتمر كامبريدج الدولي للمساحة ورسم الخرائط ما بين 21 و27 يوليو الماضي.
وقدم الوفد البحريني المشارك ورقة عمل بعنوان «الخرائط الوطنية» في المملكـة، سلطت الضوء على أداء عمل جهاز المساحة والتسجيل العقاري.
واستعرض الوفد أبرز ملامح الرؤية الاقتصادية للبحرين 2030، ومدى ملاءمة ما جاء فيها مع طريقة عمل جهاز المساحة والتسجيل العقاري والأجهزة الحكومية الأخرى، فيما أبدت الكثير من الدول المشاركة إعجابها بالتجربة البحرينية في مجال المسح والتسجيل العقاري، ورغبتها في الاستفادة من النموذج البحريني وتبنيها في بلدانهم على نطاق واسع.
وعرضت الورقة أبرز الأهداف الاستراتيجية المستقبلية لجهاز المساحة والتسجيل العقاري للسنوات الأربع المقبلة، وتركز على توفير المعلومات الجغرافية المكانية، وتطوير أداء جهاز المساحة، والاستمرار في تحسين طرق ووسائل تقديم الخدمات لجمهور المواطنين من أفراد ومؤسسات، عبر الارتقاء بهيكلها الإداري والتنظيمي لخدمة الاقتصاد.
وأكدت الورقة أن عمل جهاز المساحة والتسجيل العقاري في البحرين يعتبر من أهم عناصر نجاح المكونات الرئيسة الثلاث للرؤية الاقتصادية 2030 والمتمثلة بالحكومة والمجتمع والاقتصاد.
وتطرقت إلى التعريف بنموذج البيانات ثلاثية الأبعاد، كآلية حيوية لعرض المعلومــــات وتبادلهـــا بيـــن الأجهــــزة والمؤسسات في الدولة، ومشروع رسم الخرائط الوطنية ثلاثية الأبعاد وتشمل البحث عن الرمال بأعماق البحر، والمرافق وخدمات البنية التحية الموجودة تحت الأرض، والمســـوح الخاصـــة بالمبانـــي والمنشــآت. وركــزت علــى إبــراز موقــع البحرين الاستراتيجي، وما حققته من إنجازات على المستويات كافة، وما أنجز من تحسينات في مجالات المساحة بكافة أنواعها والتسجيل العقاري ورسم الخرائط بأساليب متطورة، إضافة إلى كيفية ربط المسوحات بتسجيل الأراضي ضمن توليفة فريدة من نوعها على مستوى العالم. وسلط الضوء على خطة التدريب المتبعة في جهاز المساحة والتسجيل العقاري، ورؤية الشيخ سلمان بن عبدالله بن حمد آل خليفة للاستثمار في الكادر البشري وتأهيله وتطويره لخلق صفوف ثانية وثالثه للكوادر المخضرمة وذات الخبرة، حيث وضع الجهاز خطة تعليمية وتدريبية للموظفين الجدد تمهيداً لتسكينهم على الوظائف المناسبة ومشاركتهم بأعمال خاصة بالمشاريع الاستراتيجية.
وشكلت مشاركة الوفد البحريني في المؤتمر فرصة ثمينة للقاء قادة أجهزة المساحة ورسم الخرائط على مستوى العالم، وتبادل الخبرات وأطراف الحديث في مجال قصص النجاح والإنجازات الوطنية المحققة في عدد من الدول، والاطلاع على التجارب المتطورة في هذا الشأن. وأشاد المشاركون بمؤتمر كامبريدج بتجربة البحرين ومبادراتها المتطورة في مجال مسوحات الأراضي والتسجيل العقاري، مبدين إعجابهم بمدى تطور الحكومة البحرينية من حيث الأنظمة والتشريعات المطبقة في عدة مجالات اقتصادية وتقنية، وتبني أحدث التطبيقات العملية.
وتعتبر البحرين من الدول القلائل الرائدة في تطبيق نظام الخرائط المتطورة، إلى درجة أن دولاً متقدمة ليس لديها نظام لخرائط ثلاثية الأبعاد أو نظام مسح عقاري وطني متكامل، وتعد البحرين أيضاً واحدة من الرواد عالمياً في تطبيق تقنية GNSS لتحديث شبكة المواقع العالمية وتغطية كافة مناطق البحرين بنسبة 100% وعلى مدار الساعة، وهي واحدة من أوائل الدول على مستوى العالم في مجال تطبيق الخرائط ثلاثية الأبعاد ونموذج البيانات المكانية، وتطبيقها على نطاق واسع بين الوزارات والأجهزة الحكومية ذات العلاقة.
وشارك وفد البحرين في اجتماعات الجلسة الثالثة للجنة الأمم المتحدة لخبراء إدارة المعلومات المكانية العالمية، ما بين 24 و26 يوليو الماضي في كامبريدج.
وحملت الجلسة عنوان «الاتجاهات المستقبلية في إدارة المعلومات المكانية.. رؤية 5 - 10 سنوات»، وتركزت محاور النقاش على اتجاهات التكنولوجيا والاتجاه المستقبلي لكيفية إدارة المعلومات المكانية وإعدادها وتعديلها، وتطوير السياســــات والتشريعـــات، ومتطلبـــات المهارات التدريب وآلياته، ودور القطاع الخاص والمؤسسات غير الحكومية، والدور المستقبلي للحكومات في إدارة المعلومات المكانية وتخصيصها.
وتأتي اجتماعات الدورة الثالثة بعد انعقادها لأول مرة في كوريا الجنوبية عام 2011، وأكدت حينها الحاجة لتوثيق أفكار القادة في عالم الجغرافيا المكانية وضمان مستقبل أفضل لهذه الصناعة خلال السنوات الخمس إلى العشر المقبلة، تلتها اجتماعات أمستردام العام الماضي.
وشارك باجتماعات الدورة الثالثة للجنة الخبراء الأممية 120 دولة حول العالم على مستوى وزاري رفيع، لمناقشة التوجهات الدولية في مجال تطبيق المعايير الدولية بإدارة أجهزة المساحة ورسم الخرائط وإنتاج الخرائط.
وسلطت الضوء على عدد من التوجهات العالمية في مجال إدارة أجهزة المساحة، وأظهرت تميز البحرين في تطبيقها منذ فترة طويلة بأحدث الطرق العالمية ووفق أعلى المعايير الدولية.
وتمخــض عــن اجتماعـات اللجنة الأممية عدد من القرارات والخطط المستقبلية لضمــان مواصلـــة تطويـــر أداء أجهـــزة المساحة وإنتاج الخارئط في مختلف أنحاء العالم، والتأكيد على التزام الدول بتطبيق المعايير الدولية في هذا الشأن خلال السنوات الأربع أو الخمس المقبلة.
وأكدت البحرين ممثلة بجهاز المساحة والتسجيل العقاري، مضيها قدماً في تطوير أداء مختلف دوائرها المتخصصة، بما يعود بالنفع على زيادة معدلات استحسان المراجعين من الخدمات المقدمة.
وشارك الوفد البحريني بورشة عمل لتبادل المعلومات مع الهيئة البريطانية للمساحة، حيث كانت مثمرة بنتائجها ومفيدة لجميع المشاركين من مختلف دول العالم.
وتمخض عن جلسة الخبراء من أجهزة وهيئات المعلومات المكانية التنبؤ برؤى في غاية الأهمية والخطط الاستراتيجية الرامية إلى تحديد الدور الرئيس لإدارة المعلومات، والحاجة إلى تقوية التعاون والمبادرات المشتركة من أجل الارتقاء بمعدلات تطور واستخدام المعلومات المكانيـــة والأدوات الكفيلـــة لدعــــم الاستدامة العالمية.
وسعت الجلسة الثالثة للجنة الأممية إلى تعزيــز التعــاون والتنسيـــق والدعــم، واستخدام المعلومات المكانية للارتقاء بمستوى التنمية المستدامة عالمياً.
وتواصل البحرين المشاركة في مختلف المحافل الدولية من مؤتمرات تقنية وفعاليات متخصصة لمواكبة أحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا في صناعة المسوحات ورسم الخرائط والتسجيل العقاري وتخطيط الأراضي، مع الاستفــادة من الدروس المستفادة من تبادل الخبرات والمعلومات وتعزيز التنسيق مع أجهزة المساحة العالمية، والتركيز على أهمية دور هذه الأجهزة وغيرها من منشآت في النهوض بالاقتصاديات الإقليمية والعالمية.
ومثل البحرين في مؤتمر كامبريدج ولجنة الخبراء الأممية مدير عام المساحة في جهاز المساحة والتسجيل العقاري ناجي سبت، ومدير المسح الطبوغرافي وحيد هادي، ومستشار الإدارة العامة للمساحة د.ماثيو وارنست.
ومنــذ انطلاقتــــه الأولـــى عــــام 1928، يستمر مؤتمر كامبريدج في استضافة قادة المسح وتخطيط الأراضي والهيئات والأجهزة الوطنية المعنية برسم الخرائط والمساحة حول العالم، ليكون حدثاً فريداً في مجال تطوير المسح ورسم الخرائط على مستوى العالم، ويعقد كل 4 سنوات، وشارك بالمؤتمر هذا العام أكثر من 66 دولة يمثلون أجهزة وهيئات المسح ورسم الخرائط حول العالم.