كتب - حذيفة إبراهيم:
نفى «مدمنون» سابقون استفادتهم من العلاج المقدم لهم في وحدة المؤيد بمستشفى الطب النفسي رغم ترددهم عليه مرات عدة، مشيرين إلى أنهم عادوا إلى الإدمان بقوة أكبر بعد تحررهم منه.
واتهم المدمنون السابقون الوحدة بعدم اتباع أسلوب متدرج في معالجة الإدمان، مؤكدين لـ «الوطن» أنهم اضطروا في بعض الأحيان للحصول على «واسطة» من أجل إيجاد سرير في الوحدة لرغبتهم في التخلص من الإدمان. وذكر المدمنون السابقون أنهم تلقوا العلاج في مستشفى الأمل بالمملكة العربية السعودية، ببرامج أفضل تمنوا توافرها في البحرين، حيث وجدوا ضالتهم في جمعية «تعافي من الإدمان».
فيما كشف مصدر مطلع في مستشفى الطب النفسي عن أن بعض المرضى يلجؤون للمستشفى للحصول على بدائل المخدرات في حال عدم حصولهم عليها خارجه، ثم يتوقفون عن العلاج ويوقعون على ورقة «رفض مشورة طبية».
وقال لـ«الوطن» إن مثل تلك الحالات لا يمكن للمستشفى إلزامهم بالبقاء فيها، حيث لا يوجد قانون خاص بذلك، مشيراً إلى أن الوحدة تحاول جاهدة تقديم المساعدة لمدمني المخدرات وفق إمكانياتها.
وأكد أن وحدة المؤيد تمتلك برنامجاً خاصاً بها لعلاج الإدمان، إلا أن المصدر لم يكشف هوية البرنامج أو نسبة نجاحه ومن ثم تطبيقه عليهم. وذكر بوعلي لـ «الوطن» أنه دخل وحدة المؤيد في مستشفى الطب النفسي عشرات المرات، إلا أنه وفي كل مرة كان يعود إلى الإدمان بقوة أكثر من السابقة، مشيراً إلى أنه اضطر في أحد المرات لصرف أكثر من 6 آلاف دينار على المخدرات لحين إيجاد «سرير له في المؤيد».
وأضاف أن وحدة المؤيد تعتمد على العلاج بالأشهر، حيث تعطي المدمن جرعة تكفيه لمدة أسبوعين إلى شهر كامل، إلا أنه عادة ما ينهيها قبل تلك الفترة بسبب تعاطيه بصورة أكبر.
وأكد بوعلي أن المؤيد رفض استقباله مرات عديدة بحجة عدم وجود سرير أو مكان له، واضطر في أحد المرات لإيجاد «واسطة» لحين دخولها، مشيراً إلى أن المدمنين لا يتعالجون في حال دخولهم إلى «المؤيد» ويعودون إلى الإدمان لكن «بمخدرات مرخصة».
وقال (...) إن بدايتي مع الإدمان كانت منذ الـ 17 من عمري، حيث عملت في إحدى الوظائف الحكومية، ومنذ استلامي لراتبي الأول، لم أعرف ماذا أفعل به، فاتجهت مع زملائي للعمل إلى صرفها على المسكرات ومن ثم إلى المخدرات.
وتابع «تزوجت بعدها بعام واحد، إلا أن زواجي لم يثنيني عن تلك الأمور، فأصدقاء السوء جروني من السجائر ثم إلى الحشيش في أحد مخيمات الصخير، وبعدها دخلت في عالم الإدمان بشكل أكبر، وكنت أجرب كل شيء أراه أمامي».
وأشار إلى أنه بدأ بتعاطي «الهروين» لمدة فاقت الـ 14 عاماً، حيث تدرج من الاستنشاق حتى الإبر، إلا أنها كانت الفترة الأكثر خسارة له، كونه تم طرده من عمله، فضلاً عن العديد من القضايا في المحاكم ومراكز الشرطة، فانتقلت بعدها إلى السرقة لأغطي مصاريف الإدمان.
وبيّن أنه حاول الانتحار مراراً، ثم ذهب إلى مستشفى الطب النفسي وحدة المؤيد، ورغم أنه دخله لمدة 3 أشهر، فإنه وبعد حوالي أسبوع من خروجه من المستشفى عاد إلى الإدمان، لأنهم كانوا يعطونه بدائل عن المخدرات.
وأضاف (...) «قرر أهلي تسفيري إلى مستشفى الأمل في المملكة العربية السعودية، حيث دخلت إلى المصحة، وهناك اطلعت على الحياة، وفهمت المعنى الحقيقي للابتعاد عن الإدمان، إلا أنني شعرت بالغربة لبعدي عن أهلي مقارنة بمن معي في المستشفى هناك».
وذكر أنه وجد مركز تعافي من المخدرات في البحرين، وقرر الانضمام له، حيث تحسنت حياته، وأصبحت علاقته بأهله أفضل بكثير من السابق، مشيرا إلى أنه تم حل العديد من القضايا العالقة في المحاكم ومراكز الشرطة عنه. وبين أن المدمن يحتاج في اليوم الواحد من 10 إلى 20 ديناراً، وهو ما يدفعه في كثير من الأحيان إلى السرقة أو الاعتداء أو حتى بيع عرضه أو أهله.
وفي السياق نفسه أكد (...) أن بدايته مع الإدمان كانت بالتدخين منذ سن المراهقة، حيث إن الحشيش والحبوب متوفرة في سوق المخدرات، مشيراً إلى أن أول جرعة هروين أخذها كانت مجانية وعند البحر.
وذكر أنه كان يخاف كثيراً من الإبر إلا أنه اعتاد عليها، ثم انتقل بعدها إلى مخدر «الشبو» منذ أن بلغ الـ 20 عاماً، ثم انتقل إلى المخدرات الأكثر فتكاً بعد انقطاع الشبو من المروج له.
وأشار إلى أنه أضطر لشراء إبر الهروين بـ 10 دنانير للواحدة، حيث ينفق ما يقارب الـ 300 دينار في الشهر الواحد للإبر فضلاً عن باقي المخدرات، مشيراً إلى أنه ومع زيادة الإدمان يصبح الشخص أكثر حاجة لها.
ولفت إلى أنه ومنذ أن انقطع عن أحد المروجين، دخل في مرحلة الأعراض الانسحابية، فعاد إليه ليدفع له مبالغ أكبر.
وحول علاجه، قال إنه دخل إلى وحدة المؤيد في مستشفى الطب النفسي 7 مرات متتالية إلى أنه لم يستفد منها نهائياً، حيث كان يلجأ إلى الحبوب المخدرة التي يصرفها له المستشفى، ثم سرعان ما يعود إلى المخدرات في أقل من 3 أيام.
وأشار إلى أنه سافر إلى مستشفى الأمل في المملكة العربية السعودية، حيث فشلت المرة الأولى نتيجة لسرعة خروجه، إلا أن المرة الأخرى كانت ناجحة، فاستمر في العلاج في مركز تعافي للمخدرات بعد أن وجد حلاً لمشكلته.
وأكد أنه وبعد خروج المدمن من وحدة المؤيد «يصبح أكثر إدماناً» كونه يضطر إلى شراء المخدرات بصورة أكبر.