تجسد مسرحية «قفص مريم» حكاية الأنثى وسط مجتمع شرقي ذكوري أشبه بسجن يجعل من استقلالية وخيارات المرأة خطيئة. مجتمع يبرر خطايا الرجل، لكنه لا يبرر زلات المرأة.
المسرحية تأتي كعرض قبل الأخير من سلسلة عروض مهرجان الصواري المسرحي التاسع للشباب، يقوم على ممثلة واحدة هي دانة سالم، من تأليف دلال عبدالله يوسف، وإخراج محمود العلوي والإشراف العام لعبدالرحمن محمود.
ويقول مخرج العمل محمود العلوي إن اختياره للنص حدث بعد قراءة كتاب (دلال المشاعر) للمؤلفة دلال عبدالله يوسف «بعد قراءة الكتاب برزت في ذهني فكرة المسرحية وتناقشت مع دلال حول الأجزاء التي شدتني في كتابها لبناء نص مسرحي وقمنا ببناء النص سوياً».
ولفت العلوي إلى أنه شغوف بتعلم فنون الإخراج المسرحي وأتاح له مهرجان الصواري للشباب هذه الفرصة لكي يطور طاقاته في هذا الجانب، وقد استعان بخبرة الفنان عبد الرحمن محمود للإشراف على إخراج العمل.
ويضيف أن العمل يحاول أن يجعل الجمهور محل المسؤولية والحكم على حياة مريم ومصيرها، ويسعى النص لتسليط الضوء على حياة المرأة داخل سجن كبير مُسيجٌ بحدود الفكر السائد والعادات والتقاليد والصور النمطية التي تحط جميعاً من كيان المرأة وتنتقص من حريتها. من جانبها تعتبر الشابة دانة سالم المسرحية، تحدياً كبيراً لها، لكنها تجدها تجربة جميلة. ودانة التي تدرس السينما والفنون الأدائية في كندا تؤكد أننا في الخليج والمنطقة العربية نتبع تقنيات مختلفة في الأداء التمثيلي عن تلك التي نتعلمها في كندا، لكن هذه المسرحية، أتاحت لها هامشاً مشتركاً لتوظيف التقنيات التي تعلمتها في كندا بهذا العرض. ويذكر المشرف العام على العمل الفنان عبدالرحمن المحمود أنه اتفق مع الشباب منذ البداية أن يكون العمل بمثابة ورشة يتعلم منها الجميع «على هذا الأساس عملنا ضمن ورشة مكثفة لمدة 5 أيام على إعادة صياغة النص ومسرحته، ثم وضعنا التصور العام واتفقنا مع دانة أن يكون العصف الذهني هو الأساس في بناء الشخصية».
ويؤكد أنه يشهد تطوراً في مستوى المسرحية بصفة عامة من حيث بناء الشخصية وتقمصها على صعيد التمثيل، ومن حياة عمق الرؤية الإخراجية من جانب آخر.