قتل 44 شخصاً وأصيب 246 في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي في أماكن متفرقة في مصر التي تحتفل رسمياً بذكرى انتصارات أكتوبر 1973 التي نجح خلالها الجيش المصري في عبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف الإسرائيلي.
وقال مدير الإدارة المركزية للرعاية الحرجة في وزارة الصحة خالد الخطيب إن 40 شخصاً قتلوا في القاهرة والجيزة بواقع 25 قتيلاً في الجيزة و15 قتيلاً في القاهرة فيما قتل 3 اشخاص في بني سويف، وشخص في المنيا. وفي منطقة رمسيس الرئيسة وسط القاهرة، أطلق الأمن المصري قنابل الغاز المسيلة للدموع وطلقات الخرطوش لتفريق المتظاهرين الإسلاميين الذي شقوا طريقهم للتحرير. وأشعل أنصار الإخوان النار في إطارات السيارات. وتحولت المنطقة إلى ساحة حرب شوارع، فيما تحطمت سيارات على جانب الطريق وتناثرت الحجارة والزجاج المكسور على الأرض، ولطخت بقع الدماء أكثر من موضع في المنطقة ذاتها.
وألقى الأمن المصري القبض على عدد من المتظاهرين المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين وسط هتافات الأهالي المؤيدين للجيش. وتكرر المشهد ذاته في منطقة الدقي بعدما حاولت مسيرة مؤيدة لمرسي التوجه نحو ميدان التحرير.
وأطلق الأمن الغاز المسيل للدموع والخرطوش لتفريق المسيرة، فيما جرى اعتقال مؤيدين لمرسي وتم اقتيادهم مكبلي الأيدي. واندلعت اشتباكات أخرى في حي المنيل غرب القاهرة وحي شبرا الخيمة شمال القاهرة.
وقال مصدر أمني إن «قوات الأمن ألقت القبض على 432 من مثيري الشغب عبر البلاد»، وأضاف أن «المقبوض عليهم أغلبهم حاولوا التعدي على القوات لاقتحام ميدان التحرير». ونشر الجيش مدرعات إضافية في القاهرة بعد أن دعا الإسلاميون من أنصار مرسي إلى تظاهرات ضد قيادة الجيش التي يؤكدون أنها «انقلبت على الشرعية» بعزلها مرسي في 3 يوليو الماضي إثر تظاهرات ضخمة طالبت برحيله. من جانبها دعت الحركات المعارضة لمرسي إلى النزول للشوارع لدعم الجيش الذي فض بالقوة في 14 أغسطس الماضي اعتصامي أنصار مرسي في ميداني رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، ما أسفر عن سقوط مئات القتلى. وتجمع قبيل الظهر بضعة آلاف من معارضي مرسي في ميدان التحرير الذي كان معقل الثورة التي أطاحت حسني مبارك في يناير 2011، فيما قامت طائرات حربية بعروض عسكرية في سماء العاصمة المصرية وحلقت على ارتفاعات منخفضة فوق بعض المناطق احتفالاً بذكرى العبور. وكان المتظاهرون في التحرير يرفعون صور نائب رئيس الوزراء ووزير الدفاع عبدالفتاح السيسي الرجل القوي في مصر الآن الذي تصاعدت شعبيته بعد عزله مرسي.
ومساء أمس حضر الفريق السيسي احتفالاً لم يعلن عنه مسبقاً أقيم في استاد رياضي تابع للدفاع الجوي في ضاحية شمال القاهرة. ونقلت محطات التلفزيون المحلية صور ألعاب نارية في سماء الاستاد احتفالاً بذكرى حرب أكتوبر.
وحضر الاحتفال الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور ورئيس الوزراء حازم الببلاوي ووزير الدفاع السابق حسين طنطاوي الذي عزله مرسي وعين السيسي بدلاً منه في أغسطس 2012 كما حضرته جيهان السادات أرملة الرئيس المصري الراحل أنور السادات.
ودعت حركة تمرد التي كانت وراء التظاهرات الضخمة المطالبة برحيل مرسي إلى التظاهر في جميع ميادين مصر دفاعاً عن الثورة. وحذرت وزارة الداخلية المصرية من «أنها ستواجه بحزم» كل محاولة لتعكير أجواء الاحتفالات بالذكرى الأربعين لانتصارات أكتوبر.
«وكالات»