مازال الشلل مستمراً في دوائر الدولة الفيدرالية الأمريكية وسط اختبار قوة بين الرئيس باراك أوباما والجمهوريين بشأن الميزانية، لكن ذلك لم يمنع البنتاغون من إعلان استدعاء معظم موظفيه المدنيين المقدر عددهم بـ400 ألف لوقف إجازتهم غير المدفوعة واستئناف العمل. ومع سياستهم المرتبطة بشكل وثيق باستراتيجية الضغط لتغيير قانون الرعاية الصحية، أقر بعض القياديين في الحزب الجمهوري الأمريكي بأن إنهاء حال الشلل في الإدارة الفيدرالية يتطلب تغيير قواعد اللعبة السياسية الحالية.ومن دون أدنى شك، يبقى سحب أو تأخير سريان قانون التأمين الصحي المعروف بـ»أوباما كير» أولوية كبرى لدى النواب الجمهوريين الذي أصروا على مدى أسابيع على إصدار أي قانون يزعزع الدعم الحكومي لتوقيع الرئيس باراك أوباما على هذا الإنجاز الداخلي. في الوقت ذاته، أعلن البنتاغون في بيان لوزير الدفاع تشاك هيغل عودة «معظم» الموظفين المدنيين في وزارة الدفاع الذين وضعوا في إجازة غير مدفوعة إلى العمل. وقال وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل «أعلن أنه سيتم الطلب من معظم موظفي وزارة الدفاع المدنيين الذين تم منحهم إجازة طارئة خلال الإغلاق الحكومي، العودة إلى العمل ابتداء من الأسبوع المقبل». وقبل ذلك طلب الرئيس الأمريكي باراك أوباما من خصومه الجمهوريين وقف «هذه المهزلة» وإقرار ميزانية فيما يتسبب غياب الميزانية للسنة 2014 التي بدأت في الأول من أكتوبر الجاري بشلل شبه تام في الإدارة. وحذرت وزيرة التجارة الأمريكية بيني بريتزكر من جهتها من أن شلل الخدمات الفيدرالية الأمريكية الذي يدخل يومه السادس «يؤثر على قطاع الأعمال». وقال وزير الخزانة الأمريكية جاك لو إن الكونغرس «يلعب بالنار» بعد أن صعد الجمهوريون تهديدهم بإعلان إفلاس الحكومة الأمريكية إذا ما رفض أوباما التفاوض بشأن الإنفاق. وصادق مجلس النواب بإجماع أعضائه الـ407 على إجراء يسمح للموظفين الفيدراليين الـ900 ألف الذين وضعوا في إجازة غير مدفوعة بتقاضي رواتبهم بمفعول رجعي عن كل أيام العمل الضائعة عندما ينتهي الإغلاق.واتهم الرئيس الأمريكي «الجناح الأيمن في الحزب الجمهوري» بإعاقة التصويت على الميزانية. ويرفض الجمهوريون المعارضون لإصلاح نظام التأمين الصحي المعروف بـ»أوباما كير» والذي دخل جانب مهم منه حيز التنفيذ الثلاثاء الماضي، التصويت على أي ميزانية لا تتضمن إلغاء تمويل هذا النظام. في غضون ذلك، تلتقي دول آسيا المحيط الهادئ اعتباراً من اليوم في بالي في إطار قمة مهددة بالفشل بسبب إلغاء مشاركة الرئيس الأمريكي من جراء أزمة الميزانية في الولايات المتحدة. «فرانس برس»