كتابة: أدريين وايس -ترجمة: أمين صالح
المخرجون غالباً ما يتساءلون: «لكن أليس هذا بسيطاً أكثر مما ينبغي؟ من المفترض أن تكون هناك طبقات، أبعاد، في المشهد». نعم، لكن بعيداً عن اختزال ثراء مشهد ما، فإن اختيار هدف بسيط يسمح للتعقيد في النص أن ينبثق ويبرز.
سبق وأن ذكرت مثال الممثلة والمحاضرة التي ألقاها المخرج عن المعنى المجازي لقطعة اكسسوار.. تخيل لو قال لها المخرج ببساطة: «أنت تريدين أن تجعليه يخر على ركبتيه ويتوسل إليك أن تعودي إليه».. حتماً سوف تظهر اهتماماً أكبر بالمشهد وتتواصل معه وترتبط به.
-7 إذا اكتشفت أن الممثل لديه مشكلة مع شيء ما، وجه عنايتك إلى هذا الأمر وتعامل معه في أسرع وقت ممكن.
عادةً، المخرج يكون مشغولاً بالتفكير في مليون مسألة ومشكلة: قد يطلب منه إخلاء الموقع، قد تتناقص نقوده ويصل إلى حافة الإفلاس، ربما يصل الخلاف مع المنتج حد العراك البدني أو اللفظي.. في خضم كل هذا وغيره، يأتي الممثل منزعجاً ومتذمراً لأنه يكره البنطلون الذي يتعين أن يرتديه في المشهد. هنا قد ترغب في توبيخه وتعنيفه لأن لديك مشاكل أكبر من بنطاله اللعين ينبغي أن تحلها.
لكن تذكر، مساعدة الممثلين في بناء شخصياتهم يجب أن يكون دائماً ضمن أولوياتك المهمة. قاوم رغبتك في توبيخ الممثل وإبعاده عنك. شيء تافه ظاهرياً، مثل البنطلون، يمكن أن يؤثر سلباً في كيفية اقتراب أو فهم الممثل لشخصيته.
-8 أخلق صراعاً أكثر تلقائية بين الشخصيات بإعطاء الممثلين المعلومات على انفراد.
غالباً ما يرتكب المخرجون خطأ مؤثراً عندما يناقشون الممثل في مسألة هامة تتعلق بشخصيته أمام ممثل آخر يشاركه في المشهد.. كأن يشرح للممثلة مطولاً كيف أن شخصيتها تكره الرجل (ديف)، وإلى أي حد هي تبغضه لأنه هجرها، وكيف أنها في هذا المشهد سوف تجعله يدفع ثمن غدره بها.
المشكلة هنا أن الممثل الذي يؤدي دور ديف كان يسمع كل شروحات المخرج، بالتالي هو سوف يتوقع حقد المرأة وحالتها العدائية، ونتيجة لذلك، سوف يفتقر المشهد إلى التلقائية والحياة. في حين أن من المفيد أكثر جعل كل ممثل يركز بؤرة انتباهه فقط على تجاربه ومشاعره. ويمكن تحقيق هذا ببساطة بأخذ كل ممثل جانباً، وعلى حده، والتحدث إليه بشكل شخصي.
بهذه الطريقة، المخرج لا يعزز عنصر المفاجأة في المشهد فحسب، لكنه أيضاً يجعل الممثلة أو الممثل يشعر بالأهمية وبأنه يمثل حالة خاصة.. وهذا النوع من الرابط بين المخرج والممثل عموماً يخلق علاقة عمل أفضل.
عندما يحين وقت إدارة الممثل الآخر في المشهد، بالإمكان أحياناً إحراز نتائج أفضل بإعطاء الممثل الآخر معلومة سرية متناقضة.. ثم تدع الممثل يعمل انطلاقاً من نفسه على تحريك المشهد وتفعيله. ذات مرة رأيت مشهداً فيه المخرج يخبر الممثل بأن هدفه الوحيد هو أن يجعل الممثلة تجلس على الكرسي. وسراً، يخبر المخرج الممثلة بأن عليها أن تظل واقفة مهما يحدث ولا تذعن لأي طلب بالجلوس. هكذا، رغم أن إدارة الممثلين هنا تبدو بسيطة، إلا أن المشهد يظهر حيوياً وصاخباً وحافلاً بالتوتر الدرامي.
-9 امدح بشكل عام، وكن دقيقاً ومحدداً بشأن الأوجه التي تحتاج إلى تحسين.
من الأخطاء التي يرتكبها المخرجون، كيل الثناء والمديح عندما يعجبهم ما يفعله الممثل.. كأن يقول للممثلة: «آه، أعجبتني طريقتك في رفع شعرك وأنت تضحكين بغنج». وعندما لا يعجبه أداء الممثل، يكتفي بالقول: «ربما عليّ أن أنفذ المشهد بطريقة مختلفة قليلاً.. لنحاول ثانيةً».
في الواقع، موقف المخرج ينبغي أن يكون مختلفاً. إذا أنت مدحت الممثلة على رفع الشعر والضحك، فثق بأن الممثلة سوف تكرر الحركة ذاتها المرة تلو الأخرى، بلا مبرر أو ضرورة، لأنها سوف ترغب في إثارة إعجابك مرة أخرى. لذا من الأفضل، حين يكون الأداء مرضياً، أن تقاوم الرغبة في جعل أفعال الممثل محسوسة عبر الإطراء المحدد. وحين لا يؤدى المشهد بشكل صحيح، يشعر الممثل بحاجة ماسة لأن يعرف بالضبط أين الخلل حتى يتفاداه ويعدل وفق ذلك.
-10 عندما تكون في شكٍ، دع الممثل يشتغل.
لابد وأننا رأينا مشاهد تبدو جامدة وجافة.. مجرد شخصين يتحدثان. ثمة حيلة سهلة لتنشيط المشهد الفاتر: اجعل الممثل يحرك أو ينشغل بشيء بدني، فيزيائي.
اجعلــــه يطـــوي الملابـــس المغسولــة، ينظف الفضلات على الطاولة، يعبث بأوراق أمامه.. وغير ذلــك مــن الأفعــال العاديــة. النشــاط البدني يمكن أن يساعد فـــي تركيـــز طاقــــة الممثـــل، ويجعــل المشهـــد يبــدو أكثــر طبيعية، وأداء الممثل أكثر جاذبية.

المصدر:
Film maker, Spring 2002