قال رجال أعمال وحقوقيون إن زيارة جلالة الملك للصين، تفتح آفاقاً أرحب لتعاون أوسع، حيث موقع البحرين الاستراتيجي للصناعة والتجارة من الشرق إلى الغرب.
وأكدوا أنه لا داعي للتخوف من الشركات الصينية في البحرين، باعتبار أن وجودها إيجابي لتطوير اقتصاد البلد، لافتين إلى أهمية وضع خطط وقوانين تجذب الشركات العالمية للعمل في المملكة.
وقال رجل الأعمال أحمد بن هندي إن زيارة جلالة الملك للصين تعتبر عاملاً مشجعاً باعتبار أنها تفتح مجالات كبيرة، مشدداً على ضرورة إطلاع القطاع الاقتصادي على الاتفاقيات الحديثة الموقعة ومعرفة أصولها ومحاولة الاستفادة منها.
وأكد أهمية الاطمئنان إلى الاتفاقيات الموقعة مع الصين باعتبار الصين سوقاً كبيراً، ومن المفترض تفّتح التاجر البحريني والسوق الاقتصادي مع الصين وعمل شراكات أكبر معها ومن خلال ذلك تكون مكملة لنا، لافتاً إلى استفادة البحرين من ناحية الأفكار والتكنولوجيا وفرصة لفتح آفاق والتعرف على مواد وشركات جديدة.
بدوره أوضح رجل الأعمال أحمد الجاسم أهمية استغلال مركز لبحرين الجغرافي ووجودها في وسط العالم لخدمة الوطن العربي من خلال استقطاب الصينيين والدول الأخرى مع ضرورة تهيئة البنية التحتية والقوانين، نافياً تخوف البحرينيين من الشركات الصينية باعتبار وجودهم إيجابياً لتطوير اقتصاد البلد، مشدداً على ضرورة وضع خطة وقوانين تجذب الشركات العالمية إلى البحرين وذلك لصالح الاقتصاد الوطني عموماً.
ولفت الجاسم إلى اعتماد الشركات الخاصة مسبقاً على الاستيراد من الغرب وأوروبا فقط، عكس السنوات الأخيرة التي اتجهوا فيها للأسواق الصينية لاستيراد البضاعات ذات الجودة العالية، حيث تقبل السوق البحريني لها ومنافستها مع أسعار المنتجات الغربية رغم أنها بالكفاءة نفسها.
من جانبه قال رجل الأعمال عبدالله الذوادي إن الأجهزة النقالة أو الإنترنت انتشرت في معظم الشركات رغم تخوف قطاع الاتصالات في بداية الأمر ومن خلال ذلك أثبتت كفاءة التجارة مع الصين من ناحية الإتصالات، لافتاً إلى ما شاهده من إصرار الصينيين ومحاولاتهم العديدة لعمل حلقة وصل بمنطقة الخليج، مشدداً على ضرورة تنويع مصادر الاقتصاد، إذ أن التنويع مهم.
وأكد الذوادي أهمية موقع البحرين الاستراتيجي للصناعة والتجارة من الشرق إلى الغرب، بدءاً من استيراد البحرين التجارة من الهند وتصديرها لدول الخليج، مشيراً إلى أن الصين تنظر للبحرين وإمكاناتها أن تكون تكون مدخلاً لدول الخليج، ورغم اعتبار الدخل القومي للفرد قليل مقارنة بدول مجلس التعاون، فإن البحرين تمتلك موارد بشرية تستطيع من خلالها إدارة هذه الاستثمارات التجارية، مؤكداً أن تعامل المملكة مع الصين يعتبر عاملاً إيجابياً جيداً في جميع النواحي الاقتصادية والاجتماعية والعسكرية، فجميعها تنصب في مصلحة البحرين ودول مجلس التعاون.
في السياق نفسه أكد الحقوقي سلمان ناصر تعدد الأبعاد الاستراتيجية لزيارة جلالة الملك للصين، مشيراً إلى إمكان الاستفادة من تجارب باقي الدول التي انطلقت قبلنا في هذا المجال.
ولفت الناشط الحقوقي إلى أسس دعامة زيارة جلالته للصين وكونها خطوة أولية لجميع شرائح المجتمع وتعلقها بالتجارب السابقة بما يتعلق من حقوق الإنسان وقدرتنا على اتخاذ خطوات متقدمة، شاكراً جلالة الملك على هذه الزيارات التي يقوم بها ولم يرافق جلالته في هذه الزيارات ويعكس أهميتها مثل هذا المنتدى.
بدوره قال المستشار القانوني سلمان بن حمد بن عبدالله آل خليفة إن زيارة جلالة الملك تعطي دفعاً قوياً نحو مزيد من التعاون في مختلف المجالات بين البلدين وتتيح مزيداً من المشاورات حول القضايا التي ذات الاهتمام المشترك، خصوصاً أن الدبلوماسية البحرينية شهدت تحركاً نشطاً وغير مسبوق. وتمنى استمرار هذه التحركات كونها تخدم البحرين ودول المنطقة لاسيما ما يتعلق بمواجهة التحديات المستقبلية، مشدداً على ضرورة عمل دراسة معمقة للاستفادة من هذا التعاون الشامل في كافة المجالات.
وتقدم المستشار بالشكر الجزيل للجمعية البحرينية للتخطيط الاستراتيحي، وعلى رأسها د.هدى صليبيخ لإقامة ندوة حول أبعاد زيارة الملك للصين، والندوات التي تسهم بشكل فعال في تنوير وتثقيف المواطن البحريني في ما جرى على الساحة الدولية وكذلك ما يحصل على المستوى المحلي.
أما عضو اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان سعيد الفيحاني، فأكد أهمية الشراكة مع الصين، وقال: نتطلع إلى أن تبني هذه الشراكة اقتصاد البحرين وتضع لبنات للعلاقة الاستراتيجة بيننا وبين الصين. وأضاف: يمكن للبحرين أن تكون حلقة وصل من خلال المنتجات أو المصانع الصينية التي يمكن بناؤها في البحرين وإصدار منتجاتها إلى دول المنطقة مع ضرورة عمل دراسة جدوى اقتصادية كأول خطوة، مشدداً على عدم تخوف المجتمع البحريني من الاستثمار مع الصين خصوصاً أن العلاقة تعد بالكثير.
وأكد القانوني أحمد عراد ضرورة معرفة الانعكاسات الإيجابية وعمق الاستراتيجية البعيدة المدى التي تنعكس على البحرين في مختلف المجالات، موضحاً عدم الاستعجال على نتائج زيارة جلالة الملك للصين لكون العلاقات الدولية والمصالح تبدأ بخطوة أولى في مشوار الألف ميل.
وأشار إلى تمثيل جلالة الملك المفدى لدول مجلس التعاون الخليجي بوصفه رئيساً للدورة الحالية وتحركاته نحو الصين ستنعكس إيجابياً على مجلس التعاون ككل. أكد رجل الأعمال محمد القوتي وجود آفاق تمس المواطن بالنسبة للمشاريع الصغيرة والمتوسطة، كما وضح بتمتع جلالة الملك بقدرات خاصة في مجال التواصل وإمتلاكه لشخصية كرزمية أثرت على القيادة الصينية أثناء مقابلتهم وذلك ما التمسناه من خلال الوفد المشارك.
وأشار إلى دخول منافسين للتاجر البحريني يؤدي إلى تنافس في مجال الأسعار وجودة البضائع باعتبار مشاركة التاجر البحريني للتاجر الصيني إيجابياً، فالتقدم في مستوى الخدمات والجودة في العمل وفي التخطيط للتجارة للمشاريع وللاحتكاك بشكل عام.
وأوضح ضرورة تعمق الإعلام ووزارة التربية في الثقافة والهوية البحرينية بشكل أكبر، وفيما يتعلق بحجم المشاريع يجب أن يكون البلد منفتحاً في تعميق الهوية. وأكدت رئيس الجمعية البحرينية للتخطيط الاستراتيجي د.هدى صليبيخ أن البحرين قوية برؤيتها وبكوادرها الشبابية، مشيرة إلى أنه ربما ينقصنا التطبيق الفعلي، وأوضحت الدكتورة معرفة العالم بأن البحرين ليست لوحدها بوجود التحالف الخليجي، والإقليم وعلاقته الجيدة مع الدول العظمى. وأوضحت أهداف الجمعية بعمل سلسلة من الندوات للتوعية التي لا تقتصر على أعضاء الجمعية فقط بل يتم فتحها للعامة، وأشارت إلى أن زيارة جلالة الملك للصين كان يحتاج إلى نوع من التوعية بعيداً عن القالب المعتاد كلقاء تلفزيوني أو عن طريق الصحافة المقروءة، فتم عمل هذه الندوة كنوع من التحاور المباشر، مشيرة إلى سبب اختيار الشخصيتين كنموذج من القطاع الخاص وآخر من الإعلام إذ علمنا أن الإعلام سلاح فعال من الممكن أن يحرك كل العملية. وأشارت د.هدى صليبيخ إلى بعض القصور لتطبيق الرؤية لا تقتصر على البنية التحتية، في الأراضي فقط ولكن باعتبار قضية المفعلين لهذه الرؤية تحتاج إلى تحديث لتسهيل عملية إتفاقية الصين أو اتفاقية أي دولة أخرى. كما أكدت الدكتورة اهتمامها بالكوادر الشبابية، إذ أنها هي التي سوف تقوم بالتطبيق، فيجب البدء بتغيير تفكيره و عقليته من خلال التحاور مع الأستاذ خالد الأمين والإعلامي يوسف البنخليل ومعرفة نظرتهما ورؤيتهما للاستفادة من ذلك، مشيرة إلى سعادتها بتطور ثقافة جيل الشباب من خلال ما التمسته من طرح للأسئله عن الميزانية والكفاءة.