عواصم - (وكالات): أمر مجلس الوزراء المصري أمس السلطات المختصة بشطب جمعية الإخوان المسلمين من سجل الجمعيات الأهلية غير الحكومية إثر حكم قضائي بحظر أنشطة الجماعة، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام حكومية. ويأتي القرار الحكومي إثر قرار القضاء المصري حظر نشاط جماعة الإخوان المسلمين والتحفظ على كل أموالها ومقراتها، وذلك في استمرار للحملة التي تشنها السلطات المصرية ضد الجماعة منذ عزل الجيش المصري للرئيس الإسلامي محمد مرسي المنبثق من الإخوان المسلمين. وفي الحكم القضائي الصادر الشهر الماضي، قررت المحكمة حظر كل المؤسسات المنبثقة من الجماعة.
وعلى الإثر، أغلقت السلطات المصرية مقر صحيفة الحرية والعدالة التابعة للحزب الذي يشكل ذراعاً سياسية للإخوان المسلمين.
وفي يوليو الماضي، عزل الجيش المصري محمد مرسي أول رئيس منتخب بشكل حر في تاريخ البلاد إثر تظاهرات شعبية حاشدة عبر البلاد. ومنذ ذلك الحين يحتجز مرسي في مكان غير معلوم. ويتظاهر أنصار مرسي في الشارع بشكل أسبوعي للتنديد بما يعتبرونه «انتهاكاً للمسار الديمقراطي». وتشن السلطات المصرية المؤقتة حملة على الإخوان المسلمين أسفرت عن مقتل نحو 1000 من أنصارها واعتقال ألفين آخرين بينهم القيادات العليا للجماعة. والاحد الماضي، قتل 57 شخصا في اشتباكات بين أنصار مرسي وقوات الأمن فيما أصيب نحو 400 ’خرون، في تظاهرات ذكرى انتصارات أكتوبر التي دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية المؤيد لمرسي.
من ناحية أخرى، أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني خلال استقباله الرئيس المصري المؤقت عدلي منصور في عمان أن المملكة تدعم خيارات شعب مصر المستقبلية، حسبما أفاد بيان صادر عن الديوان الملكي الأردني.
وقال البيان أن الملك عبد الله شدد خلال اللقاء على أن «الأردن ينظر إلى مصر الشقيقة كدولة هامة وأساسية في محيطها العربي والإقليمي، ويدعم خيارات شعبها المستقبلية، وبما يعزز وحدته الوطنية، ويمكن مصر بجميع مكوناتها من ترسيخ أمنها واستقرارها واستعادة مكانتها ودورها الريادي». وأعرب الملك عن أمله بأن تتجاوز مصر «جميع التحديات التي تواجهها». وبحسب البيان فان مباحثات الزعيمين ركزت على «سبل تطوير العلاقات الثنائية، خصوصا في المجالات الاقتصادية، وعدد من القضايا الإقليمية والدولية». وقد اكدا «الحرص المشترك على تعزيزها والنهوض بها في شتى الميادين، بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين».
كما أكدا على أهمية عقد اجتماعات اللجنة العليا الأردنية المصرية المشتركة بـ «السرعة الممكنة، لتكثيف التعاون الثنائي في مختلف المجالات، خصوصاً فيما يتعلق بملف الطاقة، فضلاً عن العديد من الملفات الاقتصادية والتجارية».من جهته، ثمن الرئيس منصور «مواقف الأردن بقيادة الملك عبدالله الثاني الداعمة لمصر وشعبها، والدور الأردني في تعزيز العمل العربي المشترك وخدمة قضايا الأمة العربية». وأكد أن بلاده حريصة على «إدامة التنسيق مع الملك حيال مختلف التحديات التي تواجه الأمة العربية في هذه المرحلة، خصوصاً سبل التعامل مع الأزمة السورية، وبما ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق».
ووصل الرئيس المصري المؤقت إلى عمان في زيارة قصيرة وذلك في ثاني محطة بعد السعودية في أول زيارة يقوم بها للخارج منذ توليه السلطة في مصر.
من جهته، كشف وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي أنه «التقى نائب مرشد جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر في 25 يونيو الماضي، وقد حذره الأخير من أنه إذا ترك الرئيس منصبه، فستنطلق جماعات لتضرب وتقتل، وأن أحداً لن يقدر على أن يسيطر عليها، فانفجر عليه السيسي غاضباً قائلاً إن جماعة الإخوان تخير المصريين بين حكم مصر أو قتل شعبها».
كما كشف السيسي، خلال حوار مع صحيفة «المصري اليوم» المستقلة، أنه ظل يتحدث إلى الرئيس المعزول محمد مرسي حتى الثاني من يوليو الماضي، معتبراً أن «الذي ينوي القيام بانقلاب لا يكلم أحداً»،على قوله.
كما نفى السيسي إبلاغ الإدارة الأمريكية ببيان عزل مرسي مشدداً على أن ما حدث شأن داخلي مصري.
كما شدد السيسي على أنه «لو كان يدير انقلاباً كما يتهمه معارضوه، ما كان أعطى مهلة بعد أخرى»، لافتاً إلى أنه «قبل أن يصدر بيان مهلة الأيام السبعة، أطْلع الرئيس المعزول محمد مرسي على تفاصيله».
وأضاف «الشعب المصري خرج، لأنه خاف على وسطيته، خاف على مستقبله، لم يشعر أن البلد بلده، وهذا محرك يوم 30 يونيو، الناس نزلت نزولاً غير مسبوق بعشرات الملايين، ووضعت من جديد القوات المسلحة أمام مسؤوليتها التاريخية، إنفاذًا للإرادة الشعبية».
ورداً على سؤال عن ماذا كان سيحدث لو لم يتم فض اعتصامي «النهضة» و»رابعة العدوية»، قال السيسي إن «الرهان كان تفكيك البلد». وبسؤاله عن إمكانية أن تعود مصر إلى أعتاب الحرب الأهلية مثلما كانت في نهاية عهد مرسي، قال السيسي: «هذا لا يمكن أن يحدث، نحن نزلنا بإرادة الشعب لحماية البلد، حتى من يتحدثون عن إجراء استفتاء على خارطة الطريق، أقول لهم نحن تجاوزنا هذا المطلب ونعمل على تنفيذ إرادة المصريين».
وبسؤاله عن المساندة التي سارعت بتقديمها البحرين والسعودية والإمارات والكويت والأردن لمصر، قال السيسي: «هذا الموقف نقدره، ولن ينساه المصريون للأشقاء، وبصراحة كان موقفاً إيجابياً فوق التوقع».
وفي شأن آخر، أعلنت عضو المكتب السياسي لحركة «تمرد» مي وهبة «مشاركة الحركة في الانتخابات البرلمانية المقبلة»، مضيفة «مازلنا ندرس الكيفية داخل الحركة حيث من الممكن أن ننشئ حزبًا أو نبقى كما نحن حركة ويشارك أعضاء الحركة في الانتخابات البرلمانية».
من جهة أخرى، قال المتحدث باسم وزارة الداخلية المصرية هاني عبد اللطيف ان السلطات تفكر في وضع كاميرات للأمن في المواقع السياحية لمنع المتشددين من استهداف الزوار الأجانب.
ميدانياً، تبنى تنظيم جهادي يدعى «كتائب الفرقان» الهجوم على المركز الرئيس للأقمار الصناعية في القاهرة متهماً الإعلام بأنه «إعلام الكفر»، وذلك في شريط فيديو بثه على موقع يوتيوب.
في شأن متصل، هتف مئات الطلاب المؤيدين للرئيس المصري المعزول محمد مرسي «يسقط حكم العسكر» أمام جامعة القاهرة في تحد للحكومة التي يدعمها الجيش رغم اشتباكات دموية وقعت بين المحتجين وقوات الأمن قبل يومين.
وقال شهود عيان إن احتجاجات طلابية شاركت فيها أعداد محدودة نظمت في جامعة حلوان جنوب العاصمة. وفي جامعة الزقازيق شمال القاهرة قالت مصادر أمنية إن طلابا مؤيدين للإخوان اشتبكوا مع سكان وطلاب يؤيدون الجيش بالأيدي والعصي والحجارة، وأصيب 8 أشخاص.
وفي فرنسا، أعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية فيليب لاليو أن فرنسا تدين الاعتداءات التي وقعت أمس الأول في مصر وأسفرت عن مقتل 9 جنود وشرطيين.