استدعت الحكومة الليبية السفيرة الأمريكية ديبورا جونز لطلب توضيحات حول عملية اعتقال أبو أنس الليبي القيادي المفترض في تنظيم القاعدة الذي بدأ الجيش الأمريكي استجوابه بشكل سري بعد أسره السبت الماضي تزامناً مع عملية أخرى في الصومال استهدفت قيادياً في حركة الشباب الإسلامية. في غضون ذلك، طالب المؤتمر الوطني الليبي العام واشنطن بأن تسلم «فوراً» أبو أنس الليبي. وتعهد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن تواصل بلاده ملاحقة المتطرفين، مشيراً إلى أن أبو انس الليبي مسؤول عن مقتل «مئات» الأشخاص وسيحاكم أمام القضاء.
وأكد رئيس وزراء ليبيا علي زيدان الذي يزور المغرب، أن المواطنين الليبيين «يجب أن يحاكموا في بلدهم».
وقال «نؤكد أن أبناء الشعب الليبي يجب أن يحاكموا في ليبيا، وليبيا لن تسلم مواطنيها للمحاكمة في الخارج».
وبعدما أعلنت طرابلس أنه لم يتم إبلاغها بالعملية واصفة اعتقال الليبي بأنه «اختطاف»، استدعت الحكومة الليبية السفيرة الأمريكية ديبورا جونز لمطالبتها بتوضيحات. وقالت وزارة الخارجية الليبية إن وزير العدل صلاح المرغني استدعى سفيرة الولايات المتحدة «وطلب منها تقديم الإجابة على العديد من الاستفسارات المتعلقة بالقضية». واعتقلت القوات الخاصة الأمريكية أبو أنس الليبي في طرابلس وهو حالياً «معتقل بشكل قانوني من قبل جيش الولايات المتحدة في مكان آمن خارج ليبيا» كما أعلن مسؤول أمريكي كبير.
وقال مسؤول إن الليبي الملاحق من قبل مكتب التحقيقات الفيدرالي «إف بي آي» لدوره في التفجيرين اللذين استهدفا سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في 1998 وأسفرا عن سقوط 200 قتيل، نقل إلى سفينة حربية أمريكية في المنطقة. وأفادت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أنه نقل إلى السفينة الحربية «يو إس إس سان أنطونيو» الموجودة حالياً في المتوسط. وفي طرابلس، عقد لقاء موسع بين وزير العدل الليبي وعدة مسؤولين من وزارة الخارجية مع عائلة أبو أنس من أجل إحاطة العائلة بالاتصالات مع السلطات الأمريكية. ونددت منظمة العفو الدولية باعتقال أبو أنس الليبي معتبرة أن هذه العملية «تنتهك المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان». وأعربت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا عن دعمها لدعوات طرابلس للحصول على توضيحات من الولايات المتحدة. وأعلنت «غرفة عمليات ثوار ليبيا» التي شاركت في الإطاحة بالزعيم السابق معمر القذافي في 2011، حالة الاستنفار القصوى «نظراً لما تتعرض له البلاد من ترد للأوضاع الأمنية وانتهاكات أجهزة الاستخبارات الأجنبية والتعدي على سيادة الدولة وفشل الحكومة المؤقتة في معالجة الوضع الأمني على أرض الواقع». وكشفت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» أن وحدة النخبة الأمريكية «نيفي سيلز» كانت تلاحق في الصومال قيادياً كبيراً في حركة الشباب الإسلامية خلال عمليتها السبت الماضي في مدينة براوي جنوب الصومال. وقد استهدفت العملية الكيني من أصل صومالي عبدالقادر محمد عبدالقادر وهو قيادي في حركة الشباب الإسلامية ويعرف باسم «عكرمة» وكان «قائداً لمقاتلين أجانب في صفوف الشباب في الصومال. وخلافاً لموقف الحكومة الليبية من العملية الخاصة، أكدت مقديشو أنها تتعاون مع «شركاء دوليين في مكافحة الإرهاب».
«فرانس برس»