كتب - فهد بوشعر:
يعلم الجميع بأن عالم الاحتراف والاستعانة باللاعب الأجنبي في البحرين قد تم تطبيقه في الألعاب الرياضية عدا كرة اليد، فالاحتراف ما أسهله في لعبة كرة السلة والطائرة والقدم، وما أكثر صفقاته في الموسم الواحد بفصليه الصيفي والشتوي.
ففي كل مرة يفتح فيها باب تسجيل اللاعبين الجدد والمحترفين، نرى الأندية تتهافت على مكاتب الاتحادات لتسجيل اللاعبين، بينما نرى مقر الاتحاد البحريني لكرة اليد يكاد يكون خاوياً حتى من تسجيل اللاعبين المحليين!
بادرة جيدة من الاتحاد البحريني لكرة اليد بعد موافقة الجمعية العمومية التي وافقت على العمل بقانون حرية انتقال لاعبي كرة اليد بعد سن 30 عاماً في هذا الموسم، مع أنه يعتبر سن نهاية اللعب تقريباً، فمتوسط سن الاعتزال في لعبة كرة اليد في البحرين بمجرد أن تلقي نظرة سريعة على مشوار كرة اليد فسترى أنه لا يتجاوز سن 33 عاماً، عدا بعض الحالات النادرة من بينهم كعميد حراس العالم وجوهرة اليد سعيد جوهر والأخوان عبدالنبي، فهؤلاء يعتبرون نوادراً عن القاعدة أو العادة نظراً لما يمتلكونه من مقومات تجعلهم شباباً أكثر ممن هم أصغر سناً منهم.
وما مر على البحرين في المواسم الأخيرة من هبوط لمستوى الفرق بشكل جماعي، والمقصود هنا هو المستوى الفني والعطاء الناقص من الفرق التي أفقدت الدوري متعة المنافسة وانعدمت الجماهيرية خلال هذه المواسم، الأمر الذي أثر على المستويات التي قدمها المنتخب الوطني في آخر الاستحقاقات التي شارك فيها وعلى رأسها تصفيات آسيا المؤهلة لنهائيات كأس العالم، والتي خرج منها منتخبنا الوطني من الأدوار الأولى، وتزامناً مع ما قامت به اللجنة الأولمبية من زيادة في مخصصات الاتحادات الرياضية البحرينية وما طال اتحاد اليد من زيادة كبيرة فاقت نسبة 100% ووصلت إلى 165% تقريباً، حيث ستكون فرصة من الاتحاد البحريني لكرة اليد لدعم الأندية المنضوية تحت مظلته من أجل الاستفادة من تجربة جاره الاتحاد البحريني لكرة السلة في دعم عملية الاحتراف، حيث إن اتحاد السلة يقوم بدوره وبشكل كبير تجاه الأندية المحلية من ناحية المبالغ التي تخصص للأندية نظير الفوز والخسارة، وكذلك دعم الاتحاد للأندية بمبلغ «ألف دولار» شهرياً للاعب المحترف، وهو الاتحاد الوحيد في مملكة البحرين الذي يطبق نظام دعم الأندية بلاعبين محترفين.
لذا لابد من إعادة فتح باب ملف الاحتراف في كرة اليد سواءً بالعمل بنظام الاحتراف مع اللاعبين المحليين أو استقطاب اللاعب الأجنبي المحترف، بدلاً من كون دورينا وأنديتنا مجرد مصدر للاعبين لتقوى بهم الدوريات الأخرى، ويظل مستوى دورينا كما هو أو بتعبير آخر محلك سر أو للأسوء.
وإن كانت الأندية المحلية تتعذر بقلة الإمكانيات المادية التي تصعب عليها عملية الاستفادة من وجود اللاعب الأجنبي وتصعب عليهم عملية التعاقد معه لشح الإمكانيات وانعدامها عند البعض بينما نرى أن أغلب الأندية المنضوية تحت جناح اتحاد كرة اليد البحريني هي نفسها الأندية المنضوية تحت أجنحة اتحادات أخرى تعمل بنظام الاحتراف، وهذه الأندية تعتبر من الأندية التي تعتمد في الأساس على اللاعب الأجنبي في اللعبات الأخرى، لكن عندما تصل المسألة إلى لعبة كرة اليد فيعتبر الموضوع بالنسبة لهم محظوراً ولا توجد له موازنة.
الوطن الرياضي فتح هذا الموضوع عدة مرات في مواسم سابقة، وطرحه على عدة جهات من قبل الاتحاد البحريني لكرة اليد والأندية المحلية للاستئناس بآرائها حول مسألة الاحتراف في الدوري البحريني، سواءً احتراف اللاعب المحلي أو اللاعب الأجنبي وعدم تفعيلها في مسابقات اتحاد اليد، فكانت تلك هي الآراء.
كما إن فكرة كانت مطروحة للمناقشة على الجمعية العمومية للاتحاد في فترة مجلس الإدارة السابق برئاسة عبدالرحمن بوعلي، لكن تم رفض الفكرة من قبل الجمعية العمومية بحجة قلة الإمكانيات وقلة الدعم المقدم لها من المؤسسة العامة للشباب والرياضة، على الرغم من وجود دعم خاص من المؤسسة العامة للشباب والرياضة يقدر بثمانمائة دينار شهرياً للفرق صاحبة المراكز الثمانية الأولى في ترتيب الدوري، أي ضعف ما يتسلمه فريق السلة من أجل المحترف. إلا أن أغلب الأندية تستخدم مبلغ الدعم من أجل المدربين وتسيير أمور الفرق.