تفجر حادثة سب زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة في العراق، أزمة طائفية جديدة، وقد أثارت الحادثة غضب السنة، حيث نفذت محافظاتهم إضراباً عاماً وأغلقت المؤسسات الحكومية ومؤسسات القطاع الخاص والمحال التجارية أبوابها، وصاحب الإضراب تظاهرات إدانة للإساءة لزوجات الرسول والصحابة والخلفاء الراشدين. من جهته، أكد المرجع الشيعي الأعلى في العراق آية الله علي السيستاني أن «شتم الصحابة تصرف مدان ومستنكر جداً وعلى خلاف ما أمر به أهل البيت عليهم السلام شيعتهم».
كما هاجم المرجع الديني السيد حسين الصدر، من يقومون بسب المسلمين، مؤكداً أن «سباب المسلم ولعنه محرم فكيف عن الصحابة الأجلاء»، مبيناً أن «الأعمال التي أرادت بالعراق وشعبه السوء لاينتمي أصحابها إلى أي دين أو مذهب أو طائفة». وخلال إحياء الشيعة العراقيين لمراسم وفاة الإمام التاسع لديهم محمد الجواد وزيارة ضريحه في منطقة الكاظمية بضواحي بغداد الشمالية الأحد الماضي، قام شيعة بترديد شعارات استفزازية لأهالي الأعظمية مصحوبة بشتائم للصحابة وللسيدة عائشة زوجة النبي محمد، التي تنتقدها أدبيات الشيعة لخروجها على خلافة الإمام علي بن أبي طالب رابع الخلفاء الراشدين ورمز الشيعة وذريته أئمتهم الإثني عشر.
وأكدت وزارة الداخلية العراقية أنها «تبحث عن ثائر الدراجي قائد المجموعة التي قامت بشتم صحابة النبي»، مؤكدة أنها «أصدرت مذكرة اعتقال بحقه».
ويشهد العراق منذ شهر أبريل الماضي تصاعداً في أعمال العنف، بينها تلك التي تحمل طابعاً طائفياً بين السنة والشيعة في بلاد عاشت نزاعًا دامياً بين الجانبين قتل فيه الآلاف بين عامي 2006 و2008 وتسبب بهجرة عشرات الآلاف من مناطق سكنهم.
يذكر أن محافظات بغداد والأنبار وصلاح الدين وديإلى وكركوك ونينوى تشهد منذ 23 ديسمبر الماضي تظاهرات احتجاج واعتصامات تطالب بإطلاق سراح المعتقلات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة «منتهكي أعراض» السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة وإلغاء المادة 4 إرهاب وقانوني المساءلة والعدالة والمخبر السري وإصدار عفو عام وإلغاء الإقصاء والتهميش لمكونات عراقية.
وتشير تقارير إلى أن «ثائر محسن الدرّاجي ناشط شيعي عراقي يعمل معلماً في المدارس الابتدائية الرسمية الحكوميَّة العراقية، كما يعمل في مجال الدعوة إلى التشيُّع».
من جهة أخرى، قالت وزارة العدل العراقية والأمم المتحدة إن «العراق أعدم 42 شخصاً بينهم امرأة على مدى يومين هذا الأسبوع لإدانتهم بالقتل الجماعي و??»??جرائم إرهابية» أخرى بعد تصاعد العنف الطائفي في البلاد.
«فرانس برس - رويترز - إيلاف»