احتجز مسلحون لساعات رئيس الوزراء الليبي علي زيدان قبل إطلاق سراحه، في أحدث مؤشر على الفوضى التي تعيشها ليبيا منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي قبل عامين. وقد وصل زيدان إلى مقر الحكومة بعد إطلاق سراحه إثر اعتقاله لساعات على أيدي مجموعة من الثائرين السابقين. وفي أول تصريح له، دعا زيدان إلى التهدئة، وعبر عن الأمل في أن تتم معالجة هذه المشكلة بالعقل والحكمة ومع تفادي التصعيد.
وكان عدد من الوزراء وأعضاء المؤتمر الوطني العام، أعلى هيئة سياسية في البلاد، في استقبال زيدان لدى نزوله من سيارة مصفحة أمام مدخل رئاسة الحكومة محاطاً بتدابير أمنية استثنائية.
وجاء احتجاز زيدان فجر أمس بعد 5 أيام من قيام قوة سرية خاصة أمريكية باعتقال القيادي في القاعدة أبو أنس الليبي في طرابلس واقتياده إلى سفينة حربية أمريكية خارج ليبيا، ما أثار استنكار الحكومة الليبية.
وأعلن وزير الخارجية الليبي محمد عبد العزيز إطلاق سراح زيدان بعد ساعات على اختطافه داخل فندق في طرابلس على يد متمردين سابقين. ومن جهته، أكد المتحدث باسم الحكومة محمد كعبر إطلاق سراح زيدان.
وأشار كعبر إلى أن زيدان «تم تحريره وليس الإفراج عنه»، مؤكداً أن زيدان بصحة جيدة.
وفي وقت سابق، أعلنت الحكومة الليبية في بيان رفضها الخضوع «للابتزاز» إثر اختطاف رئيسها، محملة خاطفيه «المسؤولية القانونية والأخلاقية والوطنية وسلامته الشخصية» ومطالبة بإخلاء سبيله فوراً.
وكان بيان حكومي أفاد أن زيدان اقتيد إلى «جهة مجهولة لأسباب مجهولة» على يد مجموعة يعتقد أنها من المتمردين السابقين. وأعلنت «غرفة عمليات ثوار ليبيا» التي تعمل نظرياً تحت أوامر وزارتي الداخلية والدفاع على صفحتها على موقع «فيسبوك»،أانه «تم اعتقال زيدان وفق قانون العقوبات الليبي»، مؤكدة أن هذا الاعتقال جاء «بأمر من النيابة». غير أن الحكومة قالت على صفحتها عبر فيسبوك إن الوزراء ليسوا على علم بأي رفع للحصانة عن زيدان أو بصدور مذكرة توقيف بحقه. وفي وقت لاحق، أعلن مكتب مكافحة الجريمة أنه يحتجز زيدان. وأشار بيان الحكومة إلى أنها تشتبه في ضلوع مكتب مكافحة الجريمة وغرفة عمليات ثوار ليبيا بالوقوف وراء اختطاف زيدان. وتتبع المجموعتان لمراقبة دقيقة من وزارتي الدفاع والداخلية إلا أنهما يتصرفان باستقلالية كبيرة. وبعد عامين على الثورة التي أطاحت بالزعيم الراحل معمر القذافي، لاتزال السلطات الليبية الجديدة تصارع لإضعاف نفوذ الميليشيات القبلية ومجموعات المتمردين السابقين. ويعزو عدد كبير من الليبيين نزاعاتهم الحالية إلى المشاكل التي تعاني منها ليبيا جراء الانتشار الكبير للسلاح بأيدي الميليشيات والمجموعات المسلحة بعد ثورة العام 2011. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جنيفر بساكي أن واشنطن تريد الحصول على مزيد من المعلومات بشأن اختطاف زيدان. وندد الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون باحتجاز زيدان معرباً عن أمله في أن تكون الأنباء عن إطلاق سراحه صحيحة. كذلك وجه كل من وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ والأمين العام لحلف شمال الأطلسي أندرس فوغ راسموسن في وقت سابق نداءً لإطلاق سراح زيدان فوراً. ودان زيدان الذي تم تعيينه رئيساً للوزراء في ليبيا قبل عام، اعتقال الولايات المتحدة للقيادي في القاعدة أبو أنس الليبي في طرابلس مشدداً على أن جميع الليبيين يجب أن يحاكموا على الأراضي الليبية.
«فرانس برس»