كشفت إدارة الأوقاف الجعفرية النقاب عن مشروع «المسجد الذكي» المزمع تنفيذه في المملكة لأول مرة، مشيرة إلى أنه «عبارة عن تحفة معمارية متميزة تحاكي العمارة الإسلامية والطابع البحريني المتأصل». وأوضح رئيس مجلس الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن آل عصفور: «تصميم هذا المسجد سيكون نموذجياً من كل النواحي الفنية والهندسية، إذ إن أبعاد حجمه النموذجي الأولي ستكون 7 أمتار في 7 أمتار قابلة للزيادة حسب الحاجة إلى سعة أكبر بما يتناسب مع متطلبات الحاجة الملحة للمساجد الصغيرة و القريبة من المتوسطة، والمسجد مكون من طابقين بفن معماري هندسي إسلامي متميز ويتسع لمائة مصلٍّ تقريباً، ويصنع من قوالب جاهزة ويشيد في يوم واحد».
وقال إنه «تم تصميم المسجد الذكي بتوظيف عناصر العمارة الإسلامية مع المحافظة على الطابع البحريني الأصيل المعروف والذي أعطى للشكل العام للمسجد الارتباط الوثيق بين عمارة المسجد والرسم الهندسي للمناطق المحيطة ذات التراث التقليدي». وعن ميزات مشروع المسجد الذكي أوضح آل عصفور أن «له الكثير من الميزات من بينها استثمار المساحة، إذ إنه سيشيد على مساحة جغرافية محدودة في وقت قياسي وتركيبه لن يستغرق أكثر من يوم واحد، ومن ميزاته أيضاً أنه قابل للتفكيك والنقل إذا استدعت الحاجة، وقابل للتوسعة والإضافة مستقبلاً».
وأضاف آل عصفور أن «من المزايا الرئيسة في المسجد الذكي، هو كلفة الإنشاء المنخفضة التي تبلغ حوالي 20 ألف دينار، وهو سعر مناسب وسيساهم في تغطية الكثير من احتياجات المناطق، كما أنه سيمكن المتبرعين وأهل الخير والأهالي من المساهمة في بناء مساجد بمبالغ مقدور عليها وفي متناولهم».
ويؤمن إضاءة المسجد الذكي نظام يعمل بالطاقة الشمسية وسيعمم على الكثير من المناطق بما يتناسب مع النهضة العمرانية في المشروع الإصلاحي لجلالة الملك، كما إنه قابل للتوسعة لأحجام أكبر حسب الطلب مستقبلاً، مؤكداً أن هذا المشروع ضخم سيلبي حاجات الكثير من المناطق التي تفتقد لوجود مساجد فيها في المدى المنظور. ويساهم مشروع المسجد الذكي، بحسب العصفور، في «توحيد المظهر العام للمساجد الصغيرة والقريبة من المتوسطة المساحة، إذ إنه سيشيد مكان المساجد القديمة التي بنيت بشكل غير مناسب وبشكل عشوائي والآيلة للسقوط وسيتم اختيار مناطق تشييده بالتنسيق مع وزارتي البلديات والتخطيط العمراني والإسكان وبناء على طلب الأهالي، وبالتالي فإنه سيحل أية إشكالية تتعلق بإجازات البناء والخدمات».
وسيتم تزويد المسجد بأنظمة مكبرات صوت متطورة ذات تردد غير مزعج لجيران المسجد، كما توجد خطة لتدعيمه مستقبلاً بأنظمة شبك حديثة لبث الأذان منها بشكلٍ موحد بنظام متطور وبصوتٍ حسن جميل لأشهر المنشدين والقراء يليق بشأن المساجد وتعظيم شأنها».
وأشار آل عصفور أنه «لا تعارض إطلاقاً بين مشروع المسجد الذكي وبين خطة بناء الجوامع والمساجد الكبيرة التي يشيدها المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية برئاسة وتوجيهات سمو الشيخ عبدالله بن خالد آل خليفة، وهي خطة ستتواصل بوتيرتها الاعتيادية».
وخلص إلى أن «مشروع المساجد الذكية يمكنه أن يلبي حاجة كافة الأحياء السكنية والمناطق الجديدة أو تلك التي لا تحتوي على مساجد كافية، وكذلك تلبية حاجة المرافق الحيوية كالجامعات والمنتزهات والحدائق والأندية الرياضية والمناطق الصناعية وربما المستشفيات مستقبلاً، وسيمثل هذا المشروع تجربة بحرينية متميزة تضاف إلى رصيد الأوقاف الجعفرية في مملكة البحرين».