قال سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى البحرين توماس كراجيسكي إن «العديد من القادة الأكثر تأثيراً في البحرين تخرجوا من جامعات أمريكية أو شاركوا في برامج تبادل ثقافي ترعاها السفارة»، مشيراً إلى أن بلاده تتفهم التزام البحرين بالدفاع الخارجي وتتفهم التهديدات الخارجية الحقيقية التي تواجهها في المنطقة. وأضاف في بيان، هنأ فيه البحرينيين بمناسبة عيد الأضحى، في بادرة نادرة من السفير الأمريكي، أنه «في الوقت الذي نبقى فيه منفتحين ومتقبلين للنقد والاختلاف حول سياساتنا، نشعر بالقلق مع الزيادة الأخيرة في الأخبار الكاذبة التي تهدف إلى الإضرار بالعلاقات الثنائية».
ولم يتطرق كراجيسكي في بيانه إلى نية بلاده الرد على طلب البحرين استيضاح خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي صنف فيه أحداث البحرين في خانة «التوتر الطائفي».
وكانت مصادر دبلوماسية أمريكية قالت لـ»الوطن» إن واشنطن لا تعتزم الرد على الطلب الرسمي المقدم من البحرين رغم علمها بموجة الاستياء الشعبية والرسمية التي أثارها خطاب أوباما أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة سبتمبر الماضي.
وأشار السفير توماس كراجيسكي، إلى أن صداقتنا تمتد إلى ما وراء المجالات السياسية والعسكرية وذلك من خلال الروابط الثقافية والاقتصادية والعلاقات القوية بين الشعبين والتي ُتشكل أساس علاقتنا. لقد كانت البحرين أول بلد في الخليج العربي توقع اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة».
وقال: «نيابة عن السفارة الأمريكية في البحرين أتقدم بأحرالتهاني بعيد الأضحى المبارك وأهنئ جميع الحجاج مع تمنياتي لهم بحج مبرور وعيد مبارك!». وأضاف: «عيد الأضحى المبارك هو وقت للاحتفال بقيمنا الأسرية والإيمانية المشتركة، وهو فرصة للاحتفال بالصداقة العميقة التي تربط البحرين والولايات المتحدة الأمريكية. ونتيجة لهذه العلاقة الثنائية القوية نستطيع الحفاظ على حوار مفتوح ومثمر مع كل من حكومة البحرين وشعب البحرين حول العديد من القضايا كما نستطيع أن نُعرب عن قلقنا عندما نرى أن هناك قضايا تؤثر على علاقتنا».
وأوضح السفير توماس كراجيسكي: «ألتقي وأتفاعل مع البحرينيين من جميع مناحي الحياة، أشعر بتشجيع وتواضع مستمر بسبب دفء مشاعر وضيافة الشعب البحريني الاستثنائيين، كما أن لقاءاتي مع الشباب البحريني الذين يعملون بجد كبير لبناء مستقبل ناجح لبلادهم دائماً ما تكون مصدر إلهام لي. لا يوجد مكان آخر في المنطقة يحتضن النساء في المجال المهني كما هو الحال هنا. صغيرة هي في حجمها، لكن لدى هذه الدولة الجزيرة مساهمة قوية في ضمان استقرار الاقتصاد العالمي. وهناك الكثير من قصص النجاح العظيمة التي نشترك فيها والتي سنواصل الاحتفال بها ونحن ننظر معاً إلى المستقبل». وأشار إلى أنه «مثلما يفعل الأصدقاء دائماً سنستمر في التعبيرعن قلقنا. ونتفهم تماماً أن الطريق إلى الأمام بالنسبة للبحرين هو الطريق الذي يتصوره البحرينيون للبحرينيين من خلال التعاون والحوار مع جميع قطاعات المجتمع البحريني. كما نأخذ على محمل الجد التزام البحرين بالدفاع الخارجي ونتفهم التهديدات الخارجية الحقيقية التي تواجهها في المنطقة. سوف نستمر في المساعدة على العمل جنباً إلى جنب مع البحرين لمواجهة تلك التهديدات بشكل فعال في المستقبل كما فعلنا في الماضي». وأكد السفير الأمريكي أنه «كشريك استراتيجي وسياسي مهم وكصديق فإننا ندعم البحرين في سعيها لبناء مستقبل مشرق ومزدهر لجميع البحرينيين». وأضاف «روح عيد الأضحى المبارك تتجسد في القيم العالمية كالتضحية، والكرم، والتعاطف، والرحمة والتي يمكن للناس من جميع الأديان والخلفيات أن يحتضنوها لمساعدتنا في معالجة القضايا الملحة في عصرنا». وقال كراجيسكي إننا «نتطلع إلى الوقوف مع البحرين فيما تتحمل مسؤوليتها لمواجهة تحدياتها، وإلى زيادة توسيع التبادل الثقافي الذي يعود بالنفع المتبادل علينا ويربط بلدينا معاً. أتمنى للجميع الصحة، والسعادة، والازدهار المشترك في السنة المقبلة».