كتب - علي الشرقاوي:
البعض يدخل الكتابة صاهلاً بشقاوة الصبا، مشتعلاً برغبات المراهقة، هاجساً بالذي يأتي ولا يأتي كما جاء في عنوان أحد دواوين الشاعر العراقي الكبير الراحل عبدالوهاب البياتي.
البعض الآخر يدخل الكتابة، حاملاً معه خلاصة تجربته الحياتية
والتي عاشها، بكل ما تحمله من مرارة وعذابات وهموم ومعاناة، ومحبة تتوسع إلى أن تلامس تخوم الكون.
وكمال الصوص الكاتب الفنان، واحد من أصحاب التجارب الحياتية، حيث يريد من الكتابة أن تعبر عن تجربة مر بها أو عاشها أو تماهى معها، فجاءت التجربة تحت عنوان (تأملات شعرية وفنية).
فقد مزج كتاباته الشعرية بلوحاته الفنية، فأعطي القارئ فنيين، يتداخلان حيناً ويبتعدان حيناً آخر، ولكنهما يعبران بشكل جميل عن روح الشاعر الفنان.
في رحاب الهندسة الأدبية
في مقدمته للكتاب والتي جاءت تحت عنوان (كلمة حق) يقول علي بشارة:
إن الأستاذ كمال الصوص أديب وشاعر يدخل المجال الأدبي من بابه الواسع محاولاً مجاراة الفكر العربي الحديث وتطلعاته الآتية والمستقبلية.
تناول في ديوانه هذا قصائد نثرية، وحملها بعضاً من الجوانب الحياتية عاطفية كانت أو اجتماعية أو دينية أو وطنية وعائلية بلغة شفافة ومبسطة بعيدة عن التعقيد اللغوي، فبدا أسلوبه معبراً تعبيراً سليماً عن المعنى الموضوعي الذي يهدف إليه.
عاطفياً كان له «أنت»، «الحب»، «إليكِ»، «بسمتــــــكِ»، «قبلتـــــكِ»، «الحنـــــان»، «الأشواق»، «سامحيني» و«أنتِ الأصيلــة». وقد بدا حبه عذرياً صافياً لا مراء فيه ولا تجديف.
ومن الناحية الاجتماعية له: «أمي»، «شقـــاء الإنسان»، «الأمهات الثمانية»، «يا ولــدي»، «طيفكِ» و«صديقي». وقد أظهر عاطفة صادقة كإبن بار وصديق وفّي وأب نصوح.
مواضيــع الدينية كتب: «الخلق الموعــود»، «الليل والنهار»، «يا رب»، «حواء» و«وديعـــة الإنسان» يبرز فيها قدرة الخالق في الخلق وفي تعاقب الليل والنهار.
أما بالنسبة للموضوع الوطني فقد وزع عاطفته الوطنية بين بلده الأصلي «لبنان» وبلده الثاني المضياف «البحرين عروس الخليج».
إن الأديب كمال الصوص في محاولاته الأدبية مؤهل لأن يتبوأ مكانة مرموقة في هندسته الأدبية، والله ولي التوفيق.
شعلة بزيت العقل والروح تنير الطريق
يهدي الشاعر الفنان كمال الصوص كتابه
إلى الوالدة والملهمة العظيمة.
إلى أحبائي الأعزاء...
خواطر وأفكار رحلة حياتي الطويلة بين العقل، والروح والإيمان، والاختلاط، والثقافة والحياة المادية، دفعتني أن أخطها هنا لكم عسى أن تكون يقظة واهتمام وتفاعل بين أفكار كم وضلوعكم وخبرة حياتكم.
شعلة أنارت طريقي بزيت العقل وشعلة الروح، وأحببت أن أشارككم بها لعلها تنير طريقنا لما هو أرقى وأسمى ما بين الفكر والضلوع بإحساس شفاف وإخلاص في الشعور والأحاسيس.
الحب الحب الحب
يقول في إحدى قصائده والتي جاءت بعنوان الحب

أول الحب هو الخلق
وخلق الكون حب
توازن الطبيعة حب
وإبداع الكون حب

الإلهام الكوني حب
والشرائع الإلهية حب
السلام الداخلي حب
ورحم إلام حب
هذه هي حقيقة الحب
وكل حب غير هذا
هو تطاول وتصغير لمعنى الحب
فالحب أعظم من إدراكنا ووعينا.
فلا تمزج الحب بالإعجاب
فالإعجاب صناعة البشر
والحب هو اسمي آيات الكون
فطوبى للذين ذاقوا طعم هذا الحب
إنه التماهي مع الكون واعتبار هو الشكل الوحيد الذي يمكن أن يثق به الإنسان من اجل الخروج من جميع المشاكل الحياتية التي يمر الإنسان الفرد والإنسان المجتمع ـ الإنسان الذاهب إلى الداخل والإنسان الذاهب للخارج ، فالحب كما يراه الكاتب الفنان الصوص، هو اسمي آيات الكون . هذا السمو الروحي والقلبي هو ما يحاول إيصاله الشاعر الفنان إلى القارئ في أي مكان من هذا العالم.
نبذة عن الكاتب
كمال الصوص من مواليد بيروت- لبنان عام 1949م مقيم في مملكة البحرين ويعمل في مجال الهندسة الميكانيكية، مارس الرسم والكتابة منذ الطفولة، ودرس الهندسة الميكانيكية وعمل بها طوال حياته، كذلك أخذ دروساً إضافية في الرسم والفن في عدة معاهد وجامعات، منها الجامعة الأمريكية والجامعة اللبنانية ومركز كيندي الثقافي في بيروت.
عضو في نقابة مهندسي البحرين والجمعية الفنية التشكيلية في البحرين.
شارك الكاتب الفنان كمال الصوص بعدة معارض فنية في السبعينات منها في الجامعة الأمريكية، ومركز كيندي الثقافي، ومركز جوته الثقافي الألماني، وفي عدة معاهد أخرى، كما أقام معرضاً خاصاً به في البحرين.
باشر الكاتب الفنان كمال الصوص الكتابة بعد انقطاع لتكون ثمرة خبرة الحياة المليئة بالاختبارات والمواقف والملاحظات.