كتبت - سلمى إيهاب:
ينتقل الحجاج اليوم عشية العيد إلى جبل عرفات.بعد أن أتموا أمس، يوم التروية في مشعر منىفي ظل تضاؤل أعدادهم قياساً بالعام السابق بسبب المخاوف من فيروس «كورونا»، وأعمال التوسعة في الحرمين المكي والنبوي.
وفيما أكدت بعثة الحج البحرينية سلامة توافد الحجاج البحرينين أمس إلى مني دون اية إصابات خطيرة. أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة السعودي خالد المرغلاني، عن «عدم تسجيل أي حالة وبائية أو محجرية في صفوف الحجاج».
وقال رئيس اللجنة الطبية ببعثة البحرين للحج د.علي البقارة، إن عيادة منى بدأت بتقديم خدماتها الصحية لضيوف الرحمن عند الرابعة من عصر أمس بعد إنهاء كافة الاستعدادات والتجهيزات، وبمشاركة 15 طبيباً وممرضاً وصيدلانياً وإدارياً، فيما افتتحت عيادة عرفة منتصف ليل أمس، بعد تزويدها بمختلف الأجهزة والمستلزمات الطبية اللازمة، وتستمر بتقديم خدماتها حتى السابعة من مساء اليوم.
وتستقبل عيادة منى أعداداً كبيرة من مرضى حملات الحج خلال أيام العيد الثلاثة، ما يتضح من خلال إحصاءات الأعوام السابقة حيث استقبلت العام الماضي أكثر من 2500 حالة.
وأكد البقارة أن عيادة مكة المكرمة تستمر في تقديم الخدمات الصحية والعلاجية على مدار الساعة للحجاج وإداريي الحملات الموجودين في مكة المكرمة.
وقال إن عيادة مكة عاينت حوالي 800 حالة من حجاج البحرين والمقيمين ومواطني دول التعاون والعالم الإسلامي.
وكان وزير الصحة عبدالله الربيعي أعلن مساء السبت الماضي، عن عدم وجود إصابات بهذا الفيروس في صفوف الحجاج بعد أن أسفر عن وفاة 60 شخصاً في العالم بينهم 51 في السعودية وحدها. وانتقل الحجاج من مكة إلى مشعر منى القريب بواسطة الحافلات أو القطار أو سيراً على الأقدام مرتدين لباس الإحرام.
ومنى عبارة عن واد فسيح تحيط به جبال صخرية تحول إلى مدينة من الخيم البيضاء تضم عشرات آلآف الخيم. ونشرت السلطات السعودية حوالي مئة ألف من الشرطة من أجل ضمان أمن الحج، محذرة من أنها لن تتساهل حيال أي تظاهرات أو تحركات من شأنها صرف الحجيج عن تأدية المناسك.
وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي خلال مؤتمر صحافي «لن نسمح بأي حال من الأحوال بأي فعل أو عمل يمكن أن يؤدي إلى تعريض سلامة الحجاج إلى أي مخاطر أو إعاقتهم أو تعطيلهم عن أداء نسكهم».
وعمدت السلطات من أجل ضمان أمن الحجاج، إلى وضع 42 ألف كاميرا للمراقبة في مكة والمشاعر تتمتع بتقنية رفيعة المستوى، بحيث يستطيع بعضها التقاط الصور لمسافة ستين كلم دائرياً. كما وضعت عشرين ألف حافلة تحت تصرف الحجيج لعبور مسافة عشرة كيلومترات الفاصلة بين مكة ومنى وتتخللها أنفاق حفرت في الجبال. لكن العديد يفضلون قطع هذه المسافة مشياً.
وقال المصري مصطفى أبو الوفا بينما كان متوجهاً إلى منى «أشعر بالابتهاج لمجرد النفكير في أنني أسير على خطى النبي محمد صلى الله عليه وسلم».
بدوره، قال السعودي جبران القحطاني من عسير وهو في الطريق إلى منى سيراً على الاقدام، «أشعر بالارتياح لأنني أؤدي مناسك الحج للمرة الأولى».
وخصصت السلطات السعودية 25 مستشفى وعشرات المراكز الطبية والعديد من آليات الدفاع المدني لخدمة الحجاج الذين وصل منهم مليون و379 ألفاً من الخارج، أي أقل بنسبة 21 في المئة عن الموسم السابق. ويقل هذا الرقم عن الموسم الماضي عندما كان عددهم مليوناً و750 ألفاً.
جدير بالذكر، أن» السعودية قلصت أعداد حجاج الخارج بنسبة عشرين في المئة والداخل خمسين في المئة، بسبب كورونا وأعمال التوسعة الضخمة التي تبلغ كلفتها مليارات الدولارات».
وأعرب وزير الصحة، عن تفاؤله بخلو موسم الحج من الفيروس في ظل عدم تسجيل أي إصابة خلال موسم العمرة. لكنه دعا المسنين والعجزة والمصابين بأمراض مزمنة إلى تجنب المجيء إلى الحج السنة الحالية. وتؤدي الإصابة بفيروس كورونا إلى مشاكل تنفسية وقصور كلوي سريع. والسعودية هي البلد الذي يسجل غالبية الحالات.
وينتمي الفيروس الجديد الذي عرفته منظمة الصحة باسم «متلازمة الشرق الأوسط التنفسية»، «ميرس»، إلى فصيل الفيروسات التي أدت إلى متلازمة الالتهاب الرئوي الحاد «سارس»، التي أدت إلى وفاة نحو 800 شخص حول العالم في 2003.