عواصم - (وكالات): وجه المجلس الوطني الذي يعتبر أكبر كتلة سياسية في الائتلاف الوطني السوري المعارض ضربة للجهود الدولية الرامية إلى إيجاد حل سياسي للأزمة السورية بإعلانه عدم مشاركته في مؤتمر جنيف 2.
يأتي ذلك فيما أعلنت منظمة الهلال العربي السوري عن قيامها بإجلاء نحو 1500 مدني من مدينة المعضمية الواقعة في ريف العاصمة دمشق والتي يسيطر على معظم أجزائها مقاتلو المعارضة وتشهد حصاراً خانقاً منذ أشهر. وقال رئيس المجلس الوطني جورج صبرا إن «المجلس وهو أكبر كتلة سياسية في الائتلاف أعلن قراره الصارم من قبل أعلى هيئة قيادية فيه أنه لن يذهب إلى جنيف في ظل المعطيات والظروف الحالية في سوريا».
وتأسس المجلس الوطني في خريف 2011 ويضم بشكل خاص جماعة الإخوان المسلمين النافذة والمحظورة في سوريا، قبل أن يتم إنشاء الائتلاف الوطني السوري في نوفمبر 2012 الذي ضم مجموعات جديدة إضافة إلى المجلس الوطني.
وذهب المجلس الوطني السوري إلى أبعد من هذا الرفض مهدداً بالانسحاب من الائتلاف الوطني في حال قرر الأخير المشاركة في مؤتمر جنيف 2 المزمع عقده منتصف نوفمبر المقبل، والهادف إلى جمع النظام والمعارضة إلى طاولة واحدة لإيجاد حل سياسي للأزمة السورية.
وقال صبرا إن المجلس «لن يبقى في الائتلاف إذا قرر الائتلاف أن يذهب إلى جنيف».
وأعلن رئيس الائتلاف السوري أحمد الجربا استعداد الائتلاف لإرسال ممثلين عنه إلى مؤتمر «جنيف 2» خلال لقائه مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون.
وعلل رئيس المجلس هذا الرفض بالمعاناة التي يتكبدها الشعب السوري جراء النزاع الدائر في البلاد منذ منتصف مارس 2011 وأسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص.
في السياق ذاته، قال عضو المكتب السياسي في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، كمال اللبواني، إن هناك تحركاً جدياً لإسقاط الائتلاف، وهناك مشاورات جديدة تجري بشأن إنشاء مجلس عسكري سياسي مركزي في الداخل السوري، ليكون بديلاً عن الائتلاف الذي قال «إنه وجد ليعطي شرعية» لمؤتمر جنيف وتقسيم سوريا.
وقال إن «المجلس سيكون ذا صبغة إسلامية، ولن يضم تنظيم دولة العراق وبلاد الشام المعروف باسم «داعش»»، فيما بين أن «جبهة النصرة ستكون مكوناً أساسياً فيه».
إلى ذلك، أكد مدير العمليات في منظمة الهلال العربي السوري خالد عرقسوسي أن «المنظمة قامت بإجلاء نحو 1500 شخص معظمهم من الأطفال والنساء من نقطة تبادل على مشارف المعضمية ونقلتهم إلى مراكز الإيواء»، مشيراً إلى أنهم «كانوا في حالة إعياء وخوف شديدين».
كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بـ»خروج مئات المواطنين المدنيين من مدينة معضمية الشام التي تحاصرها القوات النظامية منذ عدة أشهر وذلك لليوم الثاني على التوالي».
وتشهد المدينة التي كانت إحدى ضحايا الهجوم الكيميائي في 21 أغسطس الماضي عمليات عسكرية واسعة مترافقة مع قصف جوي وصاروخي يقوم به النظام للقضاء على معاقل المعارضة المسلحة فيها.
واتهم صبرا المجتمع الدولي بالتمسك «بأداة الجريمة التي هي السلاح الكيماوي وترك المجرم يفلت من العقاب» بعد الهجوم بالسلاح الكيميائي الذي كاد أن يتسبب بضربة أمريكية قبل أن يتم التوصل إلى اتفاق قضى بتدمير ترسانة السلاح الكيميائي لسوريا.
ميدانياً، يتواصل سقوط قذائف الهاون على أحياء في العاصمة، حيث سجل سقوط قذيفة في ساحة العباسيين وسط العاصمة بالإضافة إلى حي القدم أسفرت عن إصابات.
كما أشار المرصد إلى إسقاط المعارضة المسلحة لطائرة حربية في سماء بلدة عتمان الواقعة في ريف درعا. وتتواصل العمليات العسكرية في عدد من المناطق السورية وبخاصة في السفيرة الواقعة في ريف حلب ويسيطر عليها الجهاديون، ما أدى إلى نزوح عدد من العائلات عنها.
وتوعدت ألوية وكتائب معارضة جنوب دمشق بإمطار سماء العاصمة بالصواريخ وقذائف الهاون إذا لم ينه النظام حصاره لمناطق جنوب دمشق ومعضمية الشام.
ومساء أمس انفجرت سيارتان مفخختان يقودهما انتحاريان بمدخل ساحة الأمويين بالقرب من مبنى الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في قلب العاصمة السورية دمشق، بحسب ما أعلنت وكالة الأنباء السورية الرسمية. من جهة ثانية أعلن المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر في جنيف ايوان واتسون خطف 6 عناصر من العاملين في اللجنة الدولية للصليب الأحمر مع عنصر من الهلال الأحمر السوري في إدلب شمال غرب سوريا.
إنسانياً، قال سكان في مخيم اليرموك للاجئين إنه تم ذبح أول 3 كلاب لإطعام من تبقى من أهل المخيم على قيد الحياة، وفقاً لقناة «العربية». وتأتي عملية الذبح وأكل لحم الكلاب بعد صدور فتوى من على منبر جامع فلسطين في مخيم اليرموك المحاصر منذ أكثر من 90 يوماً حصاراً محكماً وبعد فقدان الطعام منه فقداناً كاملاً.
ونصت الفتوى على «جواز أكل لحم القطط والحمير والكلاب للمحاصرين في المخيم بعد أن بلغوا مرحلة الاضطرار المفضي إلى الهلاك». ويعيش سكان مخيمي اليرموك وفلسطين حياة لا يتوافر فيها أي مقوم من مقومات الحياة، ما جعل الواقع المعيشي يتدهور بشدة لأكثر من 100 ألف مدني داخل المخيم مع الإغلاق التام لمعبر «اليرموك» على إثر حملة النظام التي يشنها على المنطقة الجنوبية، والتي أطلق عليها النظام اسم «الجوع أو الركوع».
من ناحية أخرى، نفت السلطة الوطنية الفلسطينية إيصالها لرسالة «تلطيف الأجواء» مرسلة من أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى الرئيس السوري بشار الأسد.
ونقل تقرير نشر على وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية «وفا» أن رئاسة السلطة الفلسطينية «نفت ما نشرته جريدة السفير اللبنانية حول رسالة من أمير قطر الشيخ تميم نقلها مبعوث الرئيس محمود عباس، إلى الرئيس الأسد، تعبر عن الرغبة بتلطيف الأجواء مع دمشق».